المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
التنميـة البيئيـة وأثـرها الاقـتـصادي (علـم اقتـصاد البيئـة والتنمـيـة البيئـيـة) النفايات البيئية وامكانية الاستثمار الاقتصادي الآثـار البيئيـة الناجمـة عـن الأنـشطـة الاقتـصاديـة التكاليف الاقتصادية للمشكلات البيئية ورؤى مختلفة حول تكاليف البيئة الاقتصادية علاقة الموارد الاقتصادية بعلمي الاقتصاد والبيئة الجغرافية ما جاء من الأحاديث القدسيّة في شأن أمير المؤمنين والأئمّة من ولده (عليهم السّلام) وفي النصّ عليهم وفي معنى الإمامة / القسم الرابع ما جاء من الأحاديث القدسيّة في شأن أمير المؤمنين والأئمّة من ولده (عليهم السّلام) وفي النصّ عليهم وفي معنى الإمامة / القسم الثالث ما جاء من الأحاديث القدسيّة في شأن أمير المؤمنين والأئمّة من ولده (عليهم السّلام) وفي النصّ عليهم وفي معنى الإمامة / القسم الثاني  ما جاء من الأحاديث القدسيّة في شأن أمير المؤمنين والأئمّة من ولده (عليهم السّلام) وفي النصّ عليهم وفي معنى الإمامة / القسم الأول ابن الملك «تحتمس» ابن الملك (مري موسى) ابن الملك (أمنحتب) ابن الملك (وسر ساتت) ابن الملك (نحي) ابن ملك (أنبني)

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2789 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



فروع اللسانيات  
  
59   05:33 مساءً   التاريخ: 2025-02-09
المؤلف : محمد محمد يونس علي
الكتاب أو المصدر : مدخل إلى اللسانيات
الجزء والصفحة : ص:14-24
القسم : علوم اللغة العربية / أخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08 265
التاريخ: 2024-12-12 501
التاريخ: 2024-12-26 295
التاريخ: 2024-09-07 212

فروع اللسانيات: يدرس اللسانيون اللغة من جوانب مختلفة وفقا لأغراضهم المتنوعة، واهتماماتهم المختلفة، وقد نتج عن ذلك نشأة فروع مختلفة للسانيات منها :

 1.1.1 - اللسانيات العامة واللسانيات الوصفية:

يفرق اللسانيون بين ما يعرف عندهم باللسانيات العامة general linguistic ، واللسانيات الوصفية descriptive linguistics . ويُعنى الأول بدراسة اللغة من حيث هي بوصفها ظاهرة بشرية تميز الإنسان عن الحيوان، ونظاما يتميز عن الأنظمة الإبلاغية الأخرى، في حين يتناول الثاني وصف لغة ما كالعربية أو غيرها وكما هو واضح فإن هذا التفريق يتصل اتصالا وثيقا بالتفريق بين اللغة بوصفها ظاهرة عامة، واللغة المعينة. ويستفيد كلا الفرعين من النتائج التي يصل إليها الآخر. فاللسانيات تقدم المفاهيم، والمقولات categories التي تحلل بها اللغات المعينة، في حين تقدم اللسانيات الوصفية المادة التي تؤيد، أو تدحض القضايا، والنظريات التي تتناولها اللسانيات العامة. وعلى سبيل المثال، فقد يفترض المتخصص في اللسانيات العامة أن كل اللغات تحتوي على أسماء، وأفعال، فيقوم المتخصص في اللسانيات الوصفية بدحض ذلك بدليل عملي empirical مفاده أن ثمة لغة واحدة على الأقل لا يمكن أن يثبت وصفها التمييز بين أسماء، وأفعال ولكن لكي يؤيد أو يدحض اللساني الوصفي هذا الافتراض، عليه أن يتعامل مع مفهومي الاسم والفعل اللذين زوده بهما المتخصص في اللسانيات العامة (1) . .. وهكذا فإن الدراسات الوصفية للغات بعينها تؤول إلى صوغ الخصائص العامة التي تشترك فيها جميع اللغات. ويجدر بالذكر هنا أن نشير إلى تداخل بين اهتمامات اللسانيات

 

14_______________________مدخل إلى اللسانيات

الوصفية، واهتمامات فقه اللغة philology غير أن أبرز ما يميزهما الاختلاف في المنهج حيث يتبع المهتمون بالمجال الأول منهجا وصفيا تزامنيا يدرس اللغة في مرحلة معينة دون نظر إلى تطوراتها التاريخية في حين يتناول فقهاء اللغة اللغات المدروسة من الجانبين التاريخي، والآني.

2.1.1 ـ اللسانيات التاريخية:

لقد اتسم البحث اللغوي في القرن التاسع عشر بالطابع التاريخي الذي يتناول تطور اللغة عبر العصور، وقد شاع بين اللغويين آنذاك النظر إلى اللغة على أنها كائن حي كالنباتات والحيوانات متأثرين في. ذلك بنظرية التطور في علم الأحياء التي صاغها داروين في كتابه أصل الأنواع (the Origin of Species)(2). وكان هناك خلط منهجي في البحث اللغوي بين دراسة اللغة دراسة تاريخية ودراستها دراسة آنية. وكان للساني فرديناند دو سوسور Ferdinand de Saussure فضل في التمييز بين المنهجين، فقد فرق بين الدراسات التعاقبية diachronic والدراسات التزامنية syncronic، ودعا إلى عدم الخلط بين المنهجين؛ لأن تاريخ اللغة وتطور الكلمات، والتراكيب ليس له صلة بوصفها في فترة معينة من الزمن ومنذ ذلك الحين غلب الاهتمام بالمنهج التزامني على نظيره التعاقبي وانحسرت العناية بالدراسات التاريخية عدد قليل من اللسانيين. ومن المهم هنا أن نوضح أنه في اللسانيات التاريخية historic linguistics  كما في غيره يمكن للمرء أن يدرس لغة بعينها أو يدرس اللغة من حيث هي (3)

اللسانيات__________________________15

3.1.1 - اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية :

ترمي اللسانيات النظرية إلى صوغ نظرية لبنية اللغة، ووظائفها بغض النظر عن التطبيقات العملية التي قد يتضمنها البحث في اللغات. أما اللسانيات التطبيقية فتهتم بتطبيق مفاهيم اللسانيات ونتائجها على عدد من المهام العملية، ولاسيما تدريس اللغة (4) . .. ومن الاهتمامات الأخرى التي تدخل في مجال اللسانيات التطبيقية التخطيط اللغوي language planing ، وتعلم اللغة بالحاسوب computer-assistcd language learning وعلاقة اللغة بالتربية والترجمة والترجمة الآلية machine-aided translation، واللسانيات الحاسوبية computational linguistics ، والذكاء الاصطناعي artificial intelligence ونحو ذلك، وكثيرا ما تنصرف أذهان الكثيرين عند إطلاق مصطلح اللسانيات التطبيقية إلى تعليم اللغات الأجنبية، وتعلمها. وهكذا فإن طرائق اكتساب اللغات، ولاسيما الأجنبية منها، من أهم أشغولات المهتمين باللسانيات التطبيقية وخلافا لبعض مدارس اللسانيات النظرية يحرص اللسانيون التطبيقيون على الكفاية التخاطبية للمتكلمين التي تتحسن بقدر إقحام المتكلم نفسه في المواقف التخاطبية الفعلية للغة المتعلمة.

1.3.1.1 - فروع اللسانيات النظرية :

 تشمل اللسانيات النظرية فروعا مختلفة تتناول مستويات متباينة (وقد تكون متداخلة من التحليل اللغوي، وأهم هذه الفروع:

1 - علم الأصوات phonetics يدرس الأصوات الكلامية، وتصنيفاتها من النواحي الآتية : إحداث الصوت من حيث نطقه والاستعدادات والقدرات الجينية الوراثية التي تؤهّل الإنسان لنطق أصوات الكلام، ويتناول

16_____________________مدخل إلى اللسانيات

هذا الجانب علم الأصوات النطقي articulatory phonetics . ب - بنية الأصوات وهي في طريقها إلى أذن السامع، والجوانب السمعية المتعلقة بذلك، ويتناول هذا الجانب علم الأصوات السمعي acoustic phonetics . ج - العمليات النفسية العصبية التي لها صلة بإدراك الأصوات، ويدرس هذا المجال علم الأصوات العصبي neurological.phonetics 2 - علم الصياتة phonology يهتم هذا العلم بالأصوات الكلامية ذات الصلة بالدلالة، تلك المسماة بالصيتات phonemes وتنوعاتها الصوتية allophones في لغة ما ،وخصائصها وأنظمتها، والقواعد الصياتية التي تحكمها. وبينما يتناول علم الأصوات الجوانب المادية للأصوات الممكنة في كل اللغات يتناول علم الصيانة النظام الصوتي في لغة بعينها، وإن كانت المقارنة مع نظام صوتي في لغة  أخرى ممكنة على أية حال. 3- علم التصريف morphology : هو المجال الذي يتناول البنية القواعدية للكلمات(5) ونظم المصرفات morphemes لبناء الكلمات (6) والقواعد التي تحكم هذه المصرفات. 4- علم النحو (أو علم التراكيب) :syntax ويتناول بنية الجمل اللغوية، وأنماطها، والعلاقات بين الكلمات ،وآثارها، والقواعد التي تحكم تلك العلاقات ونظرا إلى كون التصريف يتناول قواعد بنية الكلمة والنحو يتناول قواعد بنية الجملة فقد يطلق على المجال الذي يجمع بين مباحث العلمين علم القواعد grammar ويتم أحيانا التمييز بين

 

اللسانيات____________________________17

الجوانب والوحدات القواعدية من ناحية والجوانب والوحدات المعجمية في اللغة من ناحية أخرى. ويدرج كثير من اللسانيين المعاصرين علمي الصياتة والدلالة في علم القواعد، وهو أمر قد يؤدي إلى لبس(7) 5- علم الدلالة semantics وضع هذا المصطلح بريال Breal للمجال الذي يعنى بتحليل المعنى الحرفي للألفاظ اللغوية، ووصفها. ولا تقتصر اهتماماته على الجوانب المعجمية من المعنى فقط بل تشمل أيضا الجوانب القواعدية وكذا فإن مباحثه لا تقتصر على معاني الكلمات فقط، بل تشمل أيضا معاني الجمل، وإن كان اللسانيون يميلون في فترة ما قبل الثمانينيات إلى الاقتصار على معالجة المعاني المعجمية للمفردات فقط دون أن يتطرقوا تطرقا كافيا للعناصر القواعدية، وبنى الجمل، وكان لتطور النحو التوليدي أثر بارز في توسيع مفهوم علم الدلالة البنيوي المعجمي ليشمل مباحث تتصل بعلم دلالة الجملة

. sentence semantics وهكذا فإن من الموضوعات التي يتناولها هذا العلم:

أ - البنية الدلالية للمفردات اللغوية.

ب - العلاقة الدلالية بين المفردات كالترادف، والتضاد

ج - المعنى الكامل للجملة والعلاقات القواعدية بينها. علاقة الألفاظ اللغوية بالحقائق الخارجية التي تشير إليها، وهو ما يدرس في علم الدلالة الإشاري (8) ومن المباحث التقليدية السائدة في الغرب ما يعرف بعلم الدلالة التاريخي الذي يدرس الكلمات المفردة وتاريخها، وتطور معانيها عبر

 

18______________________مدخل إلى اللسانيات

العصور تحث مبحثين يطلق عليهما التأثيل etymology، والتغير الدلالي

. semantic changeوقد تعددت اهتمامات الباحثين في علم الدلالة من تخصصات مختلفة إلى الحد الذي أصبح فيه الحديث عن علوم الدلالة ممكنا. وهكذا نجد اللغوي جون لاينز مثلا يميز بين علم الدلالة اللغوي، وعلم الدلالة الفلسفي، وعلم الدلالة الإناسي anthropological semantics، وعلم الدلالة النفسي، وعلم الدلالة الأدبي، وهلم جرا (9) . . غير أنه عندما يطلق علم الدلالة دون قيد أو وصف فإن الذهن يتصرف إلى علم الدلالة اللغوي 6 - علم التخاطب :pragmatics يعرف هذا العلم بأنه "دراسة كيف يكون للقولات معان في المقامات التخاطبية (10) . لقد تطور هذا العلم كثيرا بفضل الجهود التي قام بها لسانيون، وفلاسفة لغة أمريكيون مثل أوستين Austin وسيرل Searle وقرايس Grice. وقد كان بعض اللسانيين حتى عهد قريب يبعدون المعنى عن موضوع دراساتهم بسبب طبيعته المعقدة التي تتداخل فيها مجالات بحثية مختلفة كالفلسفة والمنطق، وعلم النفس، وعلم الاجتماع وغيرها. وحتى أولئك الذين دعوا إلى دراسة المعنى بحجة عدم إمكان الفصل بين النحو والمعنى كاللغوي لاكوف Lakoff لم يدخلوا المشاركين والعناصر التخاطبية الخارجة عن البنية اللغوية كالمخاطب، والمخاطب، والسياق الخارجي في نطاق اهتماماتهم. وقد سبق لموريس في تمييزه الثلاثي المشهور بين حقول علم العلامات (النحو، والدلالة، والتخاطب) أن ذكر أن علم النحو يدرس العلاقات بين العلامات اللغوية و علم الدلالة يدرس علاقاتها بالأشياء، والتخاطب يدرس

اللسانيات____________________________19

علاقة العلامات بمفسريها. ويعود هذا التصنيف الثلاثي إلى بيرس Peirce وإن كان موريس هو أول من رسمه بوضوح، وأيده كارناب Camap (11) .ومن التفريقات المقترحة بين علم الدلالة، وعلم التخاطب أن الأول يدرس المعنى، والثاني يدرس الاستعمال (12) . وهو تفريق شبيه بتفريق علماء أصول الفقه المسلمين بين علم الوضع والاستعمال فكل من الوضع والدلالة يدرس المعنى بمعزل عن السياق، وكل من الاستعمال، والتخاطب يدرس اللغة في سياقاتها الفعلية غير أن الفرق بين دراسات الغربيين، وعلماء التراث هو أن الدلالة والتخاطب أصبحا علمين متميزين في اللسانيات الحديثة في حين أن الوضع فقط هو الذي استقل علما من العلوم اللغوية في التراث العربي، والإسلامي، أما الاستعمال فلم يأخذ طابع العلم المستقل حتى الآن (13) ، وإن كانت هناك محاولة لصوغ أصوله، ونظرياته، ومناهجه في كتاب : Medieval Islamic Pragmatics .ويتصل الفرق بين علم الدلالة، وعلم التخاطب بالفرق بين الجملة، والقولة، وهو فرق ناشئ عن التمييز بین اللغة، والكلام، فبينما تنتمي الجملة كيانات لغوية مجردة إلى اللغة تنتمي القولات التي هي  (التي هي تجليات فعلية، وتحققات وتجسدات عملية للجمل) إلى الكلام. ولعل من نافلة القول هنا أن نشير إلى أن معاني الجمل هي موضوع علم الدلالة في حين أن معاني القولات هي موضوع علم التخاطب ثم إن الفرق بين المعاني اللغوية، ومقاصد المتكلمين (أو مراداتهم)

 

20_______________________مدخل إلى اللسانيات

وثيق الصلة بالفرق بين علم الدلالة، وعلم التخاطب، فالمعاني اللغوية (التي هي معان وضعية تفهم من مفردات اللغة وتراكيبها تنضوي في إطار اهتمامات علم الدلالة؛ لأن استنباطها لا يحتاج إلى عناصر خارج البنى اللغوية. أما مقاصد المتكلمين فلا يمكن التوصل إليها إلا بمعرفة السياقات التي قيل فيها الكلام، ومعرفة المخاطب، والمخاطب، وإعمال القدرات الاستنتاجية التي يمتلكها المخاطب عند التعامل مع الكلام. وظل اللسانيون بفعل التطورات السابق ذكرها يرفضون الاقتصار على دراسة الجمل اللغوية على نحو تجريدي بمعزل عن السياقات التي تستخدم فيها، رافضين فكرة تشومسكي بشأن المخاطب السليقي المثالي idcal native

'speaker/hearerوفي المراحل الأولى من السبعينيات قصر البحث في علم التخاطب على ما يعرف بنظرية أفعال الكلام spooch act theory، ثم بدأ الاهتمام يتمحور بالدرجة الأولى على الدراسات العملية empirical في تحليل المحادثة التي قام بها قرايس في سنة 1975م في ما يسميه بأصول المحادثة maxims of conversation. وبسبب الإدراك المتنامي للتفاعل المتقارب بين المعنى، والاستعمال، كان هناك ميل في المدة الأخيرة إلى معاملة المبحثين السابقين إطار علم دلالة أوسع، ولاسيما في أعمال صورية formal مثل علم دلالة المقام ..(14) والمنطق الخطابي illocutionary logic (15) ونتيجة للاهتمام بالجوانب التخاطبية في التعامل مع المعنى، فقد ساد المنهج البلاغي في دراسة هذا العلم(16)

 

اللسانيات____________________________21

4.1.1 - اللسانيات المضيقة واللسانيات الموسعة :

عندما يقصر اللغوي اهتماماته البحثية على بنية اللغة، وأنظمتها دون أن يتطرق إلى الأبعاد النفسية أو الاجتماعية أو العرقية، أو الأدبية فإنه يبحث في اللسانيات المضيقة microlinguistics. أما إذا اختلط البحث ببعض الأبعاد، والجوانب السابقة فسيندرج اللسانيات الموسعة التي تشمل :1 - اللسانيات الاجتماعية social linguistics يعرف لاينز هذا العلم بأنه دراسة اللغة من حيث علاقتها بالمجتمع(17) ، وهو فرع نشأ عن المعنى التعاون بين اللسانيات وعلم الاجتماع الذي يبحث في الاجتماعي لنظام اللغة واستخدامها وزمرة الشروط المشتركة بين البنية اللغوية، والاجتماعية (18)2 - اللسانيات العرقية أو الثقافية ethnolinguistics : وقد عرفها لاينز بأنها دراسة اللغة من حيث علاقتها بالثقافة  ولما كانت الثقافة تقتضي مجتمعا، وكان المجتمع خاضعا للثقافة فإن مباحث اللسانيات الاجتماعية واللسانيات العرقية بمفهومهما الواسع تتداخل إلى حد كبير(19) 3- اللسانيات النفسية psycholinguistics يتركب المصطلح الأجنبي من كلمتين هما الكلمة الإغريقية psyche بمعنى العقل، أو الذهن، والكلمة اللاتينية lingua التي تعني اللغة، ويعرف اصطلاحا بأنه دراسة اللغة والعقل(20). وكما لا يخفى فإن العلاقة بين المعنيين اللغوي، والاصطلاحي وثيقة جدا ومن الموضوعات التي يدرسها هذا العلم كيفية اكتساب اللغة وإحداثها language production، وفهمها. ويسعى

22________________________مدخل إلى اللسانيات

اللسانيون النفسيون إلى التعرف على طبيعة محتوى المكونات الشخصية للقدرة اللغوية البشرية، واكتشاف الطرائق التي تربط بها المعرفة اللغوية بالاستخدام الفعلي للغة. ومن القضايا التي تبحثها اللسانيات النفسية وتشكل تحديا للمهتمين به التحديد الدقيق للجوانب الوراثية في اللغة. ومن الآراء المغالية في هذا الشأن ما ذهب إليه تشومسكي من أن كل البنى النحوية والمفهومية التي تجسد المعرفة اللغوية للبالغين موجودة في الأذهان منذ الولادة. غير أن النظرية الأكثر اعتدالا التي يقول بها كثير من الباحثين تكتفي بالقول بأن لدينا نزعة فطرية لفهم اللغة. وهذا ما يفسر كيف أن تعامل الطفل مع التعقيدات اللغوية الفائقة أسهل من تعلمه العمليات الحسابية البسيطة كالضرب والقسمة (21) .وقد ناقش القضايا الأساسية للسانيات النفسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ستينثال Steinthal، وولدت Wundt وبوهلر Buhler . ووضعت التسمية والتصميم والمفهوم، والبرنامج لهذا العلم في صيف 1953م في حلقة نقاش في معهد اللسانيات بجامعة إنديانا شارك فيها اللسانيون واللسانيون النفسيون الأمريكيون. وقرروا أن البنيات اللغوية التي يكتشفها اللسانيون يمكن دراستها باستخدام مناهج علم النفس، ونظرياته (22). 4 - علم الأسلوبية stylistics : هو فرع من اللسانيات الموسعة يدرس التنوع الأسلوبي في اللغات، والطريقة التي يستثمر بها مستخدموها هذا التنوع " . وكثيرا ما يستخدم في معنى أضيق بحيث يقتصر على "دراسة لغة النصوص الأدبية(23) . ويذكر لاينز أن هناك خلافا في السنوات الأخيرة بين الدراسات اللسانية والأدبية ناشئا عن سوء الفهم، والأحكام المسبقة من جهة، ودعاوى قسم من اللسانيين، ونقاد الأدب

اللسانيات___________________________23

بشأن أهداف تخصص كل منهم، وإنجازاتهم. ويشير إلى أن سوء الفهم، والأحكام المسبقة تقلصت: فاللسانيون لم يعودوا معتزين بالقدر الذي كانوا عليه سابقا فيما يتصل بالمكانة العلمية لتخصصهم، كما أنهم أكثر حذرا في صوغهم لمبدأ أولوية اللغة المنطوقة (على المكتوبة)، وفي نقدهم للتحيز الأدبي، والمعياري للنحو التقليدي. كما أن بعض نقاد الأدب على الأقل يدركون أن إصرار اللغوي على فكرة أن استخدام اللغة في الأدب ليس هو الاستخدام الوحيد، أو حتى الأساسي للغة يطرد مع رأيهم في أن الوظائف الأدبية للغة جديرة بالدراسة على وجه الخصوص. وفضلا عن ذلك، ثمة الكثير من اللسانيين الذين يعملون الآن في حقل الأسلوبية الأدبية يجمعون في اهتماماتهم بين اللغة والأدب معا ومن موضوعات الأسلوبية العدول (أو الانزياح الأسلوبي stylistic incongruity أي الخروج عن الأساليب المألوفة المتوقعة)، واللبس المقصود deliberate ambiguity، والجرأة في استخدام المجاز the bold use of metaphor والتكرار alliteration ، والجناس assonance، والعروض metre والقافية rhythm، ونحو ذلك (24) وهكذا تتشابه اهتمامات الأسلوبيين، واهتمامات علماء البلاغة العربية إلى حد ما، وإن كانت المناهج المتبعة مختلفة. وبينما يهتم النحو بالبنية القواعدية للجملة تهتم الأسلوبية بدراسة النص، والاستخدامات الجمالية للغة والاستجابات الجمالية للمتلقي. ويبدو أن الأسلوبيين بدؤوا يميلون الآن إلى دراسة النصوص غير الأدبية كصوغ الدليل الإرشادي، وكتابة الرسائل، إضافة إلى اهتماماتهم التقليدية بالرواية، والشعر وتمتد مجالات البحث في الأساليب لتشمل - علاوة على اللغة المكتوبة - الإعلانات المسموعة، والنصوص المنطوقة كإعلانات الإذاعة المسموعة، والخطابات، وحتى المحادثة العادية.

24________________________مدخل اللسانيات

وعلى وجه العموم ثمة اعتقاد شائع لدى الاسلوبيين أن الاستجابة الجمالية تحدث عندما تستخدم البنى اللغوية على نحو بديع فمتعة المفاجأة الناشئة عن النظم الفريد وغير المتوقع يؤدي الى العناية باللغة في حد ذاتها بدلا من الرسالة التي تعبر عنها تلك اللغة (25).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

John Lyons, Language and Linguistics: An  (1) Introduction,   (Cambridge: Cambridge University Press 1981), p. 34.

(2) - جفري سامسون، مدارس اللسانيات : التسابق والتطور، ترجمة محمد زياد كبة الرياض : جامعة الملك سعود، 1996)، ص 4

Sec Lyons 1981: 35- (3)

(4) Lyons 1981:35

(5) R.H. Robins, General Linguistics: An Introductory Survey, 2nd edn (London: Longman, 1978), p. 181.

(6) E. A. Nida, Morphology, 2nd edn (Michigan: The University of Michigan Press, 1962), p. 1.

Lyons, 1981:100.(7)

See Bussmann, 1996:423,(8)

John Lyons, Linguistic Semantics: An Introduction (Cambridge: (9)   Cambridge University Press, 1995), p. xii. Geoffrey Leech, Principles of Pragmatics (New York: Longman, 1983), p. x.(10)

(11) John Lyons, Semantics (Cambridge: Cambridge University Press, 1977), 1:) 115.  Lyons, 1977:1:114.

(12) S. C. Levinson, Pragmatics (Cambridge: University Press, 1983) p. 5. Mohamed M. Yunis Ali, Medieval Islamic Pragmatics: Sunni Legal

(13) Theorists Models of Textual Communication (London: Curzon Press, 2000), p. 9.

(14) J. M. Gawron, and Stanley Peters, Anaphora and Quantification in Situation Semantics (Stanford: CSLI, 1990).

(15) See Bussmann, 1996:374.

(16) Leech, 1983:xi.

Lyons, 1981:267.(17)

Bossmann, 1996:439(18)

Lyons, 1981:267.(19)

Lyons, 1981:268.(20)

See McLeish, 1993: 6006-7 (21)

  (22)                                             See Bussmann, 1996:390     

. Lyons, 1981: 295 296   (23)

 (Lyons, 1981:295-7) (24)

(25) SceMcLeish 1993 :718

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.