أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-15
![]()
التاريخ: 2024-02-22
![]()
التاريخ: 2024-08-07
![]()
التاريخ: 2025-01-25
![]() |
تدل شواهد الأحوال على أن «نحي» كان يشغل وظيفة نائب الملك في «كوش» في عهد الفرعون «تحتمس الثالث» حتى السنة الثانية والخمسين من حكم هذا الفرعون، ومن المحتمل أنه بقي في وظيفته هذه حتى موت هذا الفرعون. أما عن بداية توليته هذا المنصب فإن «ريزنر» يقول إنه يرجع إلى السنة الأولى أو الثانية من حكم نفس هذا الفرعون متجاهلًا بذلك وجود نائب الملك «أنبني». ولما كان «تحتمس الثالث» قد حكم ما يقرب من 53 سنة — هذا إذا كان «نحي» قد بدأت ولايته في السنة الثانية وكان لا يزال يزاول عمله في السنة الثانية والخمسين من حكم «تحتمس» — فإن ولايته لا تكون قد استمرت أقل من خمسين سنة. ويقول «جوتييه» إن «ريزنر» لا يعترف له إلا بولاية قدرها 47 سنة أي من 1500 حتى 1453ق.م. ويستمر جوتييه قائلًا: وقد سنحت لي الفرصة أن ألحظ فيما يخص نائب الملك «سني» أنه من غير المحتمل كثيرًا أنه قد حل محله مرة أولى «نحي» في السنة الثانية ومرة ثانية في تاريخ غير محدود، ولكن يقع ما بين السنة الثامنة والسنة العشرين، وقد ذهبت إلى أن أمد نيابة «سني» يقع في عهد متوسط بين اختفاء الملكة «حتشبسوت» وأول ذكر تاريخ مؤكد لولاية خلفه «نحني» على بلاد النوبة، أي ما بين السنة السابعة عشرة والسنة العشرين من حكم «تحتمس الثالث» عندما أصبح ملكًا منفردًا بالعرش. وعلى ذلك فإن مجال خدمة «نحي» تكون قد امتدت مدة اثنتين وثلاثين سنة على أقل تقدير (من السنة العشرين إلى السنة الثانية والخمسين) أو سبع وثلاثين سنة على أكثر تقدير (من السنة السابعة عشرة إلى الرابعة والخمسين) وهو التاريخ الذي توفي فيه «تحتمس الثالث». والواقع أن ذكر «نحي» في أقدم جزء من معبد «سمنة» مرتين، يدل على أن واحدة منهما مشكوك فيها، لأن الأستاذ «زيته» ظن أنه يمكنه أن يقرأ اسم «سني» بدلا من «نحي» في المرة الأخرى وقد أضيف بعد نفي أو موت «سني» على غرار ما كان يفعله «تحتمس الثالث» غالبًا عندما يضع بدلًا من اسم «تحتمس الثاني» و«حتشبسوت» اسمه هو.
ومما قد يُسْتَحْسَنُ أن نلحظ هنا (فضلًا عما سبق) أن ذكر «نحي» في السنة العشرين من عهد «تحتمس الثالث» غير مؤكد. إذ الواقع أن «ابن الملك المشرف على البلاد الأجنبية للجنوب» الذي نقله «برستد» للمرة الأولى من نقوش صخرة في جزيرة «تومبوس» قد قرأه «برستد» باسم «آني». وهذا الاسم الذي وُجِدَ في النقوش مرتين كان مُهَشَّمًا عمدًا في المرتين. وقد رفض «ريزنر» قراءة الاسم بلفظة «أني» ويقول إنه من الجائز أن الاسم يُقْرَأُ «نحي».
وقد جمع الأستاذ «ريزنر» كل ما كُتِبَ عن «نحي» وألقابه وذكر لنا بوجه خاص «جبلة أبريم» التي تشمل تاريخ السنة الثانية والخمسين من حكم الملك «تحتمس الثالث» وجاء فيها اسم النائب «نحي» كما جاء في «جبلة الليسيه» حيث يوجد متن مُؤَرَّخٌ بالسنة الواحدة والخمسين فلم يُذْكَرْ قط اسم «نحي». وقد خلط «فيدمان» بصورة غريبة بين اسم «الليسيه» واسم «السلسلة» وأعلن أنه يوجد في صخرة من صخور «السلسلة» قبر «نحي» نائب الملك في بلاد الجنوب. والحقيقة أننا نجهل أين يوجد قبر «نحي»، ومع ذلك فإنه في وقت ما كان معروفًا وسُلِبَ ما كان فيه، وذلك لأن تابوت هذا الأمير لا يزال محفوظًا في متحف «برلين». وهرمه الصغير الجنازي موجود بمتحف «فلورنسا» هذا ويجيز لنا ما كشفه «بتري» في «طيبة» خلف معبد الرمسيوم من تماثيل جنازية صغيرة مصنوعة من الخشب باسم «نحي» أن نذهب إلى أن هذا الوالي قد دُفِنَ في جبانة «طيبة» ولم يُدْفَنْ بعيدًا عن سيده «تحتمس الثالث» في بلاد النوبة، ومن المحتمل أنه دُفِنَ على المنحدر الشرقي لتل «قرنه مرعي» حيث قد عُرِفَ هناك كذلك مقابر أخرى لنواب ملوك من الأسرة الثامنة عشرة مثل «مري موسى» و«حوي».
والآثار العدة التي وجدناها باسم «نحي» تدل على أنه كان يقوم بوظائف أخرى غير وظيفة نائب الملك في بلاد النوبة، ويحتمل أنه كان يقوم بها قبل تولية هذه الوظيفة، وإن كان ذلك غير مؤكد. فمثلًا نجد أنه كان يحمل لقب «حامل الخاتم الملكي» و«السمير الوحيد» و«الحاجب الأول للملك» و«مرتل آمون» و«المشرف على الإدارة القضائية»، وكان من جهة أخرى يُدْعَى «الأمير الوراثي» و«الحاكم» و«حظي الملك الممتاز» و«ثقة الملك في بلاد النوبة». ومن ثَمَّ نفهم أن «نحي» هذا كان شخصية عظيمة جدًّا وأنه كان يستحق كل ما أغدقه عليه «تحتمس الثالث» من امتيازات وما حباه به من مكانة عالية. والواقع أنه يرجع إلى مهارته في مدِّ فتوح مصر في بلاد السودان، كما يرجع الفضل إلى إدارته الحازمة أن بقيت الأقطار المفتوحة موالية للفرعون مما سهل عليه أن يلتفت إلى مدِّ حدود إمبراطوريته في الشمال من بلاده، أي في سوريا ومسوبوتاميا.
ولا نزاع في أن «نحي» يُعَدُّ أول حاكم قد هدَّأ البلاد الجنوبية في عهد الأسرة الثامنة عشرة. ولكن على الرغم مما قاله الأثري «بدج» فإن «نحي» لم يكن يحمل بعد لقب «أمير كوش».
وأخيرًا نذكر هنا تمثالًا لهذا الحاكم عثر عليه الأثري «نافيل» في معبد الأسرة الحادية عشرة «بالدير البحري»، وهو تمثال جنازي ضاع رأسه وقد نقش على كتفيه طُغْرَاءُ الملك «تحتمس الثالث» وقد نُقِشَ عليه اسم «نحي» بلقب «ابن الملك» و«المشرف على البلاد الأجنبية الجنوبية».
ويتساءل «سيف زودوبرج» إذا كان نائب الملك «نحي» الذي كُشِفَ له عن آثار في «عنيبة» وكذلك الذي يوجد له تمثال في متحف القاهرة هو نفس «نحي» الذي جاء ذكره في نقوش «تومبوس» التي يرجع عهدها للسنة العشرين من حكم «تحتمس الثالث».
والواقع أنه عُثِرَ في أحد مباني «عنيبة» على عدة أجزاء من هذا المبني منها أعتاب أبواب وصدغ باب كُتِبَ عليه النقش التالي: «الأمير الوراثي والحاكم وحامل الخاتم الملكي للوجه البحري والعظيم في بيت الفرعون للوجه القبلي والعظيم عند ملك الوجه البحري ومحبوب حور وسيد القصر والمتعالي مع خُلوٍّ من الكبرياء ابن الملك والمشرف على الأراضي الجنوبية «نحي» الذي يحيا ثانية». هذا فضلًا عن أنه يَحمل في هذه النقوش ألقابًا أخرى منها المشرف على المخازن إلخ.
أما التمثال الذي في متحف القاهرة لهذا النائب فيظهر أنه لم يُنْشَرْ قط حتى قام بنشره الأستاذ «نيوبري». وعلى الرغم من أن رأسه قد ضاع فإنه تمثال جميل من عهد الدولة الحديثة ويمثل «نحي» راكعًا على قاعدة مستطيلة ممسكًا أمامه صناجات ضخمة مُمَثَّلَةً في هيئة رأس «حتحور» وقد نُقِشَ في المحراب الذي فوق الصناجة لقب «تحتمس الثالث» وعلى مقدمة الصناجة نقش الإله الطيب رب الأرضين «منخبر رع» بن رع «تحتمس» حاكم طيبة محبوب الإلهة «ساتت» ربة بلاد النوبة مُعْطَى الحياة أبديًّا. وعلى ظهر التمثال نَقْشٌ يذكر ألقاب «نحي» ووظائفه. وعلى قاعدة التمثال نقشان يحتوي كل منهما على صيغة قربان وتضرع وألقاب «نحي» ووظائفه المعتادة. وكل دلائل الأحوال تدل على أنه هو نفس «نحي» الذي تتحدث عنه.
|
|
اكتشاف الخرف مبكرا بعلامتين.. تظهران قبل 11 عاما
|
|
|
|
|
بالتعاون مع مؤسسة الكساء العالمية قسم التربية والتعليم ينظّم مؤتمرًا علميًّا ضمن سعيه لنيل الاعتماد الدولي
|
|
|