أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
![]()
التاريخ: 2024-09-21
![]()
التاريخ: 2025-01-27
![]()
التاريخ: 2024-08-08
![]() |
اللسانيات:
تعرف اللسانيات ( ويسمى أيضا الألسنية وعلم اللغة بأنها الدراسة العلمية للغة تمييزا لها عن الجهود الفردية والخواطر والملاحظات التي كان يقوم بها المهتمون باللغة عبر العصور ومن الشائع في تاريخ البحث اللغوي أن الهنود والاغريق كانت لهم اهتمامات باللغة منذ أكثر من ألفين وخمسمائة سنة وكثيرا ما يشير مؤرخو البحث اللغوي الغربيون الى جهود الهنود والاغريق ولكنهم يغفلون جهود العرب والمسلمين في هذا المجال . وكما يعلم الكثير من دارسي العربية فقد تمكن النحاة العرب من وصف العربية ووضع قواعدها الصرفية والنحوية ووصفوا أصواتها وشرحوا نظامها الصوتي وألفوا المعاجم وكتب اللغة المختلفة ولعل أبرز الانجازات التراثية في مجال اللسانيات ذلك الاسهام البارز للاصوليين في تحليل الخطاب والتمييز بين أنواع مختلفة من الدلالات والتعرض للأصول
10____________________________مدخل الى اللسانيات
التخاطبية والمفاهيم الاستنتاجية والاسس التي تستند اليها. ويرى بعض المؤرخين أن نشأة اللسانيات بدأت في القرن الثامن عشر مع وليم جونز wiliam Jones الذي لاحظ شبها بين اللغة الانجليزية من جهة واللغات الآسيوية والأوربية من جهة اخرى بما في ذلك اللغة السنسكريتية Sanakrit وهو ما دعاه الى استنتاج وجود صلة تاريخية وأصل مشترك بينهما وأدى ذلك الى الاهتمام بالمنهج التأثيلي etymological الذي يتوسل به في معرفة الصلة بين اللغات وتطوراتها التاريخية . وفي بداية القرن العشرين أخذ البحث اللغوي طابعا علميا على يد اللغوي السويسري فرديناند دو سوسور (1857- 1913) ferdinand de saussurc الذي لقب بأبي اللسانيات الحديثة وعلى الرغم من أن اهتمامه طيلة حياته العلمية كان منصبا على اللسانيات التاريخية فقد كان للفصل الذي خصصه للدراسات التزامنية في آخر حياته أثر جذري في اللسانيات الحديثة وقد حال الموت دون نشر هذا العمل فقام اثنان من زملائه وهما تشارلز بالي وألبرت شيهيه بجمع المحاضرات التي كان يلقيها على طلابه بالاستعانة بما دونه هؤلاء الطلاب وما تركه دو سوسور من مذكرات ونشراها في كتاب بعنوان (محاضرات في اللسانيات العامة) وقد عد هذا الكتاب ثورة في الدراسات اللغوية . وواكب توجيه دو سوسور اهتمام اللغويين الى أهمية المنهج التزامني في دراسة اللغة ظهور أحد الاناسبيين في أمريكا وهو فرانز بواز الذي أرسى دعائم المنهج الوصفي في اللغة لخص بواز منهجه في مقدمة كتابه (دليل اللغات الهندية الامريكية وكان له فضل على كثير من اللسانيين الأمريكيين الذي جاءوا بعده وقد عني الامريكيون في تلك الحقبة بدراسة لغات السكان الأصليين للقارة الامريكية التي كانت معرضة للانقراض
اللسانيات ____________________________________11
واتسم منهجهم في دراسة تلك اللغات بالنظر اليها على أنها أنظمة مستقلة عن غيرها ومن اللسانيين البارزين في مجال صبغ الدراسات اللغوية بطابع العلمية اللساني الأمريكي ليونارد بلومفيلد (ت 1949) الذي عد أول الداعين الى اتباع منهج موضوعي في دراسة الظواهر اللغوية وأملى عليه التزامه بالمدرسة السلوكية أن يبعد الكثير من المناهج التي تعمد على الوسائل الذاتية في دراسة اللغة كالاستيطان ونحوه ودعا الى التوسع في جمع المادة اللغوية المدروسة وإخضاعها الى تحليل علمي منظم . وقد وجه ناعوم تشومسكي Noam Chomsky، وأتباعه نقدا حادا إلى المدرسة السلوكية، ذاهبا إلى القول بأنه مهما توسعنا في جمع المادة اللغوية فليس بإمكاننا أن نعرض لكل تركيب لغوي؛ لأن المتكلمين قادرون على تأليف تركيبات لم يسبق لهم أن سمعوها من قبل وعلينا ـ بناء على ذلك - أن نوجه اهتمامنا إلى مقدرة المتكلم التي تتيح له هذا الإبداع اللغوي، وليس إلى الجمل اللغوية نفسها. وبذلك بدأ الاهتمام بأسس النظام اللغوي التي تفسر قدرة المتكلم على استخدام عدد غير محدود من الجمل اللغوية اعتمادا على عدد محدود من الأسس والقواعد اللغوية. وهكذا أعاد الاعتبار لبعض وسائل البحث التي استبعدها السلوكيون كالاستبطان والحدس؛ إذ بهاتين الوسيلتين يمكن للباحث والمتكلم السليقي أن يقدرا ما حذف من الجملة المنطوقة بالفعل، وأن يكتشفا الفرق بين ما يقال بالفعل، وما يجوز قوله لغة. وبذا يكون الحدس وسيلة ناجعة يمكن للغوي الاعتماد عليها في الحكم على المادة اللغوية، وتفسيرها. وقد أدت هذه الآراء إلى صبغ البحث اللغوي بصبغة مغرقة في التجريد، وقدمت هدفا جديدا للبحث اللغوي يتجاوز مجرد الوصف للمادة المدروسة إلى تفسيرها، إضافة إلى كونها لفتت الانتباه إلى أهمية المعرفة اللغوية للمتكلمين السليقيين كما هي موجودة في أذهانهم، وليس كما ينطقونها بالفعل.
12________________________________مدخل إلى اللسانيات
ولكن أفكار تشومسكي انتكست بظهور ما يعرف بعلم التخاطب pragmatics الذي يترجمه بعض اللسانيين العرب بالذرائعية حينا، وبالتداولية أو النفعية حينا آخر، وهي تراجم غير موفقة؛ لأن هذا المصطلح (وهو إغريقي الأصل) يفسره الغربيون بأنه علم الاستعمال the science of use ، الذي يتفق تماما مع مباحث الاستعمال المقابلة لما يعرف بالوضع عند علماء أصول الفقه والبلاغيين العرب القدماء. وعلى الرغم من أن الاستعمال في التراث العربي والإسلامي لم يصبح علما لغويا مستقلا كما حدث للوضع، فإن تسمية pragmatics بعلم الاستعمال قد تكون أفضل من غيرها مما ذكر، وإن كنت أفضل ترجمته بعلم التخاطب، وهي ترجمة تراعي ما صدق" اللفظ لا مفهومه بالمعنى المنطقي للمصطلحين، حيث يقصد بمباحث الاستعمال ما يدخل في إطار المباحث التخاطبية تماما. وبغض النظر عن ترجمة اسم هذا العلم إلى العربية فإن ما ينبغي ذكره هنا يتلخص في أن المهتمين بعلم التخاطب يرون أن دراسة القولات اللغوية بمعزل عن السياقات التي تستخدم فيها أمر غير سليم على الإطلاق، فالسياق، وعناصر خارجية أخرى كالمخاطب، والمخاطب، وما قيل سابقا، ومعارفنا، وخبراتنا السابقة، والعناصر المكونة للمقام التخاطبي، وقدرة المتخاطبين على الاستنتاج لا يمكن إغفالها في التوصل إلى الفهم السليم لكلام المتكلم وبلوغ تخاطب ناجح. وأخيرا ينبغي أن نشير إلى أن طبيعة موضوع اللسانيات، والمناهج البحثية المتبعة فيه جعلته علما . يجمع بين خصائص العلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية، ونظرا إلى أنه يتعامل مع اللغة البشرية بوصفها نظاما علاميا semiotic system فيمكن عده فرعا من فروع علم العلامات (semiotics)(1) .
___________________
Hadumod Busmann, Routledge Dictionary of Language and Linguistics, 1- translated and edited by Gregory Trauth and Kerstin Kazzazi (London: Routledge, 1996), p. 284.
|
|
دراسة تكشف منافع ومخاطر عقاقير خفض الوزن
|
|
|
|
|
ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين ونقله يعرقل انتشاره في قطاع النقل
|
|
|
|
|
بالتعاون مع مؤسسة الكساء العالمية قسم التربية والتعليم ينظّم مؤتمرًا علميًّا ضمن سعيه لنيل الاعتماد الدولي
|
|
|