أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-08-08
![]() |
من قصة النبي موسى عليه السلام
قال تعالى : { نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 3، 4].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إن يوسف بن يعقوب ( صلوات اللّه عليهما ) حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب - وهم ثمانون رجلا - فقال : إنّ هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ، ويسومونكم سوء العذاب ، وإنما ينجيكم اللّه من أيديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب ، اسمه موسى بن عمران ، غلام طوال ، جعد ، آدم « 1 » . فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمّي ابنه عمران ، ويسمّي عمران ابنه موسى » .
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « ما خرج موسى بن عمران حتى خرج قبله خمسون كذّابا من بني إسرائيل ، كلّهم يدّعي أنّه موسى بن عمران » .
« فبلغ فرعون أنهم يرجفون « 2» به ، ويطلبون هذا الغلام ، وقال له كهنته وسحرته : إنّ هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الذي يولد العام في بني إسرائيل . فوضع القوابل على النساء ، وقال : لا يولد العام غلام إلا ذبح .
ووضع على أمّ موسى قابلة ، فلما رأى بنو إسرائيل ذلك ، قالوا : إذا ذبح الغلمان ، واستحيي النساء ، هلكنا ، فلم نبق ، فتعالوا لا نقرب النساء . فقال عمران أبو موسى عليه السّلام : بل باشروهنّ ، فإنّ أمر اللّه واقع ولو كره المشركون ، اللهم ، من حرّمه فإنّي لا أحرّمه ، ومن تركه فإني لا أتركه ، وباشر أم موسى ، فحملت به . فوضع على أمّ موسى قابلة تحرسها ، فإذا قامت قامت ، وإذا قعدت قعدت ، فلما حملته أمه وقعت عليها المحبة ، وكذلك حجج اللّه على خلقه ، فقالت لها القابلة : ما لك يا بنيّة تصفرّين وتذوبين ؟
قالت : لا تلوميني ، فإني أخاف إذا ولدت ، أخذ ولدي فذبح . قالت : لا تحزني ، فإني سوف أكتم عليك . فلم تصدّقها ، فلما أن ولدت ، التفتت إليها وهي مقبلة ، فقالت : ما شاء اللّه . فقالت لها : ألم أقل أني سوف أكتم عليك .
ثم حملته فأدخلته المخدع ، وأصلحت أمره . ثم خرجت إلى الحرس ، فقالت : انصرفوا - وكانوا على الباب - فإنه خرج دم منقط . فانصرفوا ، فأرضعته .
فلما خافت عليه الصوت ، أوحى اللّه إليها أن أعملي التابوت ، ثم اجعليه فيه ، ثم أخرجيه ليلا ، فاطرحيه في نيل مصر . فوضعته في التابوت ، ثم دفعته في اليمّ ، فجعل يرجع إليها ، وجعلت تدفعه في الغمر « 3 » ، وإنّ الريح ضربته فانطلقت به ، فلمّا رأته قد ذهب به الماء ، همّت أن تصيح ، فربط اللّه على قلبها » .
قال : « وكانت المرأة الصالحة ، امرأة فرعون - وهي من بني إسرائيل - قالت لفرعون : إنها أيام الرّبيع ، فأخرجني واضرب لي قبّة على شط النيل ، حتى أتنزّه هذه الأيام . فضرب لها قبّة على شطّ النيل ، إذ أقبل التابوت يريدها ، فقالت : أما ترون ما أرى على الماء ؟ قالوا : إي واللّه - يا سيّدتنا - إنا لنرى شيئا . فلما دنا منها ، قامت إلى الماء ، فتناولته بيدها ، كاد الماء يغمرها ، حتى تصايحوا عليها ، فجذبته ، فأخرجته من الماء ، فأخذته فوضعته في حجرها ، وقالت : هذا ابني . فقالوا : إي واللّه - يا سيّدتنا - مالك ولد ، ولا للملك ، فاتّخذي هذا ولدا . فقامت إلى فرعون ، فقالت : إني أصبت غلاما طيّبا حلوا ، نتّخذه ولدا ، فيكون قرّة عين لي ولك ، فلا تقتله . قال : ومن أين هذا الغلام ؟ قالت : لا واللّه لا أدري ، إلا أنّ الماء جاء به ، فلم تزل به حتى رضي .
فلمّا سمع الناس أن الملك قد تبنّى ابنا ، لم يبق أحد من رؤوس من كان مع فرعون إلا بعث إليه امرأته ، لتكون له ظئرا « 4 » ، أو تحضنه ، فأبى أن يأخذ من امرأة منهنّ ثديا . قالت امرأة فرعون : اطلبوا لا بني ظئرا ، ولا تحقروا أحدا . فجعل لا يقبل من امرأة منهن ثديا . فقالت أمّ موسى لأخته : انظري أترين له أثرا ؟ فانطلقت حتى أتت باب الملك ، فقالت : قد بلغني أنكم تطلبون ظئرا ، وها هنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم ، وتكفله لكم . فقالت : أدخلوها ، فلما دخلت ، قالت لها امرأة فرعون : ممّن أنت ؟ قالت : من بني إسرائيل .
قالت : اذهبي - يا بنيّة - فليس لنا فيك حاجة . فقالت لها النساء : عافاك اللّه ، انظري هل يقبل ، أو لا ؟ فقالت امرأة فرعون : أرأيت لو قبل هذا ، هل يرضى فرعون أن يكون الغلام من بني إسرائيل ، والمرأة من بني إسرائيل - يعني الظئر - ؟ لا يرضى . قلن : فانظري أيقبل ، أو لا يقبل ؟ قالت امرأة فرعون : فاذهبي فادعيها . فجاءت إلى أمّها ، فقالت : إنّ امرأة الملك تدعوك . فدخلت عليها ، فدفع إليها موسى ، فوضعته في حجرها ، ثم ألقته ثديها ، فازدحم اللبن في حلقه ، فلمّا رأت امرأة فرعون أن ابنها قد قبل ، قامت إلى فرعون ، فقالت :
إني قد أصبت لابني ظئرا ، وقد قبل منها . فقال : وممّن هي ؟ قالت من بني إسرائيل . قال فرعون : هذا مما لا يكون أبدا ، الغلام من بني إسرائيل ، والظئر من بني إسرائيل ؟ فلم تزل تكلّمه فيه ، وتقول : ما تخاف من هذا الغلام ، إنما هو ابنك ، ينشأ في حجرك ؟ حتى قلبته عن رأيه ، ورضي .
فنشأ موسى عليه السّلام في آل فرعون ، وكتمت أمه خبره ، وأخته ، والقابلة ، حتى هلكت أمه ، والقابلة التي قبلته ، فنشأ عليه السّلام لا يعلم به بنو إسرائيل - قال - وكانت بنو إسرائيل تطلبه وتسأل عنه ، فيعمى عليهم خبره - قال - فبلغ فرعون أنهم يطلبونه ، ويسألون عنه ، فأرسل إليهم ، فزاد في العذاب عليهم ، وفرّق بينهم ، ونهاهم عن الإخبار به ، والسؤال عنه » .
قال : « فخرجت بنو إسرائيل ذات ليلة مقمرة إلى شيخ عنده علم ، فقالوا : لقد كنّا نستريح إلى الأحاديث ، فحتى متى ، وإلى متى نحن في هذا البلاء ؟ ! قال : واللّه إنكم لا تزالون فيه حتى يحيي اللّه ذكره بغلام من ولد لاوي بن يعقوب ، اسمه موسى بن عمران ، غلام طوال جعد . فبينا هم كذلك ، إذ أقبل موسى عليه السّلام يسير على بغلة ، حتى وقف عليهم ، فرفع الشيخ رأسه ، فعرفه بالصفة ، فقال : ما اسمك ، يرحمك اللّه ؟ قال : موسى . قال : ابن من ؟ قال : ابن عمران . فوثب إليه الشيخ ، فأخذ بيده فقبّلها ، وثاروا إلى رجليه فقبلوهما ، فعرفهم وعرفوه ، واتّخذهم شيعة .
فمكث بعد ذلك ما شاء اللّه ، ثم خرج ، فدخل مدينة لفرعون ، فيها رجل من شيعته يقاتل رجلا من آل فرعون من القبط ، فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ القبطيّ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ وكان موسى عليه السّلام قد أعطي بسطة في الجسم ، وشدة في البطش ، فذكره الناس ، وشاع أمره وقالوا : إنّ موسى قتل رجلا من آل فرعون . فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فلما أصبحوا من الغد فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ على آخر ، فقال له موسى : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ، بالأمس رجل واليوم رجل ؟ ! {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 19 - 21] فخرج من مصر بغير ظهر ولا دابّة ولا خادم ، تخفضه أرض وترفعه أخرى ، حتى انتهى إلى أرض مدين ، فانتهى إلى أصل شجرة فنزل ، فإذا تحتها بئر ، وإذا عندها أمّة من الناس يسقون ، وإذا جاريتان ضعيفتان ، وإذا معهما غنيمة لهما ، قال : ما خطبكما ؟ قالتا : أبونا شيخ كبير ، ونحن جاريتان ضعيفتان لا نقدر أن نزاحم الرّجال ، فإذا سقى الناس سقينا . فرحمهما موسى عليه السّلام ، فأخذ دلوهما ، وقال لهما : قدّما غنمكما . فسقى لهما ، ثم رجعتا بكرة قبل الناس ، ثم أقبل موسى إلى الشجرة ، فجلس تحتها ، وقال : {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص : 24] فروي أنّه قال ذلك وهو محتاج إلى شقّ تمرة .
فلمّا رجعتا إلى أبيهما ، قال : ما أعجلكما في هذه الساعة ؟ قالتا : وجدنا رجلا صالحا ، رحمنا فسقى لنا . فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه إليّ . فجاءته تمشي على استحياء ، قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا - فروي أن موسى عليه السّلام قال لها : وجّهيني إلى الطريق ، وامشي خلفي ، فإنّا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء - {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ} [القصص: 25 - 27] فروي أنه قضى أتّمهما ، لأن الأنبياء عليهم السّلام لا يأخذون إلا بالفضل والتمام .
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ} [القصص : 29] نحو بيت المقدس ، أخطأ عن الطريق ليلا ، فرأى نارا ، قال لأهله : امكثوا ، إني آنست نارا ، لعلّي آتيكم منها بقبس ، أو بخبر عن الطريق . فلما انتهى إلى النار ، إذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها ، فلمّا دنا منها تأخّرت عنه ، فرجع ، وأوجس في نفسه خيفة ، ثمّ دنت منه الشجرة ، فنودي من شاطىء الواد الأيمن ، في البقعة المباركة من الشجرة : {أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} [القصص : 30، 31] ، فإذا حيّة مثل الجذع ، لأنيابها صرير ، يخرج منها مثل لهب النار ، فولى مدبرا ، فقال له ربّه عزّ وجلّ : ارجع . فرجع وهو يرتعد ، وركبتاه تصطكّان ، فقال : إلهي ، هذا الكلام الذي أسمع كلامك ؟ قال : نعم ، فلا تخف . فوقع عليه الأمان ، فوضع رجله على ذنبها ، ثمّ تناول لحييها ، فإذا يده في شعبة العصا ، قد عادت عصا ، وقيل له : {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه : 12] - فروي أنه أمر بخلعهما لأنهما كانتا من جلد حمار ميت - وروي في قوله عزّ وجلّ : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أي خوفيك : خوفك من ضياع أهلك ، وخوفك من فرعون - ثمّ أرسله اللّه عزّ وجلّ إلى فرعون وملئه بآيتين : يده ، والعصا » .
روي عن الصادق عليه السّلام أنّه قال لبعض أصحابه : « كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران خرج ليقتبس لأهله نارا ، فرجع إليهم وهو رسول نبيّ ، فأصلح اللّه تبارك وتعالى أمر عبده ونبيّه موسى في ليلة ، وهكذا يفعل اللّه تعالى بالقائم عليه السّلام ، الثاني عشر من الأئمّة ، يصلح اللّه أمره في ليلة ، كما أصلح أمر موسى عليه السّلام ، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور » « 5 ».
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً إلى قوله تعالى : إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ، قال : فأخبر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بما لقي موسى وأصحابه من فرعون من القتل والظلم ، تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته من أمته ، ثم بشّره بعد تعزيته أنّه يتفضّل عليهم بعد ذلك ، ويجعلهم خلفاء في الأرض ، وأئمّة على أمّته ، ويردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم « 6 ».
_____________
( 1 ) الآدم من الناس : الأسمر . « الصحاح - أدم - ج 5 ص 1859 » .
( 2) أرجفوا في الشيء : أي خاضوا فيه . « لسان العرب - رجف - ج 9 ، ص 113 » .
( 3 ) الغمر : الماء الكثير . « لسان العرب - غمر - ج 5 ، ص 29 » .
( 4 ) الظئر : المرضعة غير ولدها . « النهاية : ج 3 ، ص 154 » .
( 5 ) كمال الدين وتمام النعمة : ص 147 ، ح 13 .
( 6 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 133 .
|
|
السكر والملح وسرطان الجهاز الهضمي.. دراسة تحدد "صلة قوية"
|
|
|
|
|
روسيا تطلق صاروخا يحمل مركبة فضائية لأغراض دفاعية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يعلن عن محاور مؤتمر الإمام الهادي (عليه السلام)
|
|
|