المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير الآيات [137 الى 140] من سورة البقرة


  

1798       02:41 صباحاً       التاريخ: 12-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 137 - 140] .
{فَإِنْ‏} قالوا ذلك و{آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ‏} ايها المسلمون‏ {فَقَدِ اهْتَدَوْا وإِنْ تَوَلَّوْا} بكفرهم‏ {فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ‏} ومعاندة لا في طلب الحق‏ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ‏} يا رسول اللّه ويمنعك من كيد شقاقهم‏ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‏ لدعائك او لما يقولون‏ {الْعَلِيمُ‏} بما في الضمائر {صِبْغَةَ اللَّهِ‏} منصوبة بدلا من ملة ابراهيم. وعن الكافي مسندا عن الصادق او أحدهما عليهما السلام بأسانيد ثلاثة اثنان منها من الموثق كالصحيح. وعن الصدوق في الصحيح عن أبي عبد اللّه (عليه السلام). وعن العياشي بسند آخر ان الصبغة هو الإسلام وهو ملة ابراهيم.
وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال دين اللّه. وسميت صبغة باعتبار الأثر الكريم الظاهر من التوحيد ومكارم الأخلاق وزينة الشريعة {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}  بما يهدى اليه من الدين القيم. ويوفق لاتباعه‏ {وَنَحْنُ لَهُ‏} وحده‏ {عابِدُونَ} لا نشرك في الإلهية والعبادة غيره { قُلْ أَتُحَاجُّونَنا} وتجادلوننا {فِي اللَّهِ‏} زاعمين انكم الموحدون وفيكم النبوة. وكيف تحاجوننا بذلك مع ان اللّه لا يحابي بلطفه ورحمته الواسعة قبيلا دون قبيل.
بل يراعى بها الأهلية وهو اعلم حيث يجعل رسالته ولا يمنع لطفه وتوفيقه الا عمن تمرد عليه بالشرك والعصيان. فكيف يحابيكم ويخص بكم ما تزعمون‏ والحال‏ {هُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمْ‏} وكلنا عباده ولطفه عام ورحمته واسعة لكل عباده‏ {وَلَنا أَعْمالُنا} فقد آمنا باللّه ووحدناه وعبدناه وان اللّه لا يضيع اجر من احسن عملا {وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ‏} ان عملتم خيرا من الايمان الخالص والعبادة {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}‏ في عبادته وإلهيته لا نشرك به شيئا. وفي ذلك حسن التعريض بهم‏ {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف : 190]  {أَمْ تَقُولُونَ‏} يا اهل الكتاب وتزعمون‏ {إِنَّ إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى}‏ او للترديد بين قولي الفريقين اليهود يقولون كانوا يهودا والنصارى يقولون كانوا نصارى‏ {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ‏} مع انكم ادعيتم المحال. اين كانت اليهودية والنصرانية في زمان هؤلاء {أَمِ اللَّهُ‏} الذي اخبر بان ابراهيم كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. وانه اسلم لرب العالمين ووصى بها يعقوب بنيه. فقالوا نعبد اللّه إلها واحدا ونحن له مسلمون كما تقدم قريبا {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ‏} اما بالنسبة الى علمهم بأن هؤلاء الذين ذكروهم كانوا مسلمين على الدين الحنيف او الشهادة برسالة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله. فلا ينحصر الأمر باليهودية ولا النصرانية لو بقيتا على التوحيد والشريعة. وقد أخبرهم اللّه في التوراة ان اللّه يقيم لهم نبيا من إخوتهم ويجعل كلامه في فيه.

وأخبرهم المسيح برسول يأتي من بعده اسمه احمد {وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ‏} وما ينفعكم زعمكم وكذبكم على ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط مع قيام الحجة بإرسال اللّه رسله في زمانكم بالآيات الباهرات فعليكم بأنفسكم فلا تتعللوا زورا بمن مضى .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)