المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاسلام وبعض أساليب الغرب  
  
72   10:25 صباحاً   التاريخ: 2024-06-26
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 279 ــ 283
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-13 615
التاريخ: 2023-03-18 857
التاريخ: 1-1-2023 984
التاريخ: 2024-06-27 59

إن إحدى المسائل التي جذبت اهتمام الشباب المسلم، والتي جاءت على شكل سؤال ينتظرون جوابه بفارغ الصبر. هو: لماذا يمنع الإسلام بعض الأعمال الجائزة والمسموح بها في الدول المتقدمة الغربية وتمارس هناك كأمر طبيعي تعتبر في رأي الأسر الملتزمة بالضوابط الإسلامية محرمة ومرفوضة؟ أو بعبارة اخرى: لماذا بعض الشباب غير المسلم أو المسلم الغير ملتزم بالتعاليم الدينية لهم حرية أكثر ويتمتعون بلذائذ دنيوية كثيرة بينما الشبان المسلمون المتمسكون بالشرع يجب أن يحرموا من تلك اللذائذ؟ هل يخالف الإسلام حرية التذاذ المسلمين؟ ألا يريد الإسلام أن يتمتع أتباعه بحرية ولذة أكثر؟

علاقات الجنسين:

مثلا يقال إن الفتيات والفتيان مسموح لهم أن يقيموا علاقات صداقة فيما بينهم وقضاء الأيام والليالي معاً يحتضن أحدهم الآخر وهم قادرون على إشباع شهواتهم دون زواج قانوني، ثم لهم أن ينفصلوا عن بعض أو يتزوجوا متى ما أرادوا.

بعض الدول تجاوز هذا الأمر إلى مرحلة أكثر إذ اعتبر التمتع بجميع المسائل الجنسية أمراً قانونياً كيفما كانت العلاقة طبيعية أو غير طبيعية منحرفة عن مسير الفطرة.

لماذا لا تسمح التعاليم الإسلامية بالمعاشرة بين الفتيات والفتيان بصورة حرة ودون قيد أو شرط؟ لماذا منع احتضان وتقبيل الأجانب، واعتبار العملية الجنسية حتى ولو كانت برضى الطرفين ممنوعة وغير شرعية؟ لماذا سمح الإسلام بإشباع الرغبة الجنسية في الإطار الطبيعي ومنع الأساليب المنحرفة؟ ثم لماذا سمح الإسلام باكتساب اللذة من قبل الشبان والكبار في إطار القانون، واعتبر الخروج على ذلك ذنباً أو إثماً؟

الاسلام ومعيار الخير والشر

إن الجواب على هذه الأسئلة، وهو أن العالم الغربي حدد الأعمال والأخلاق الحسنة والسيئة على أساس قبول ورفض الناس، وبما أن الرأي العام قد قبل معاشرة الفتيات والفتيان والرجال والنساء قبولاً حسناً فقد سمح لهذه الأعمال واجيزت، وأما في الإسلام فإن المعيار هو صلاح وفساد الناس ويقاس الحسن والسيء بالمقارنة مع سعادة ومصلحة المجتمع، وبما أن تلك الأعمال مخالفة للمصلحة الحقيقية للناس ومضرة بسعادتهم، فإنها اعتبرت في الإسلام ممنوعة.

إن أسلوب الغرب ينسجم مع الغرائز الطبيعية وموافق للرغبات النفسية للإنسان. ولكن لهذا الأسلوب بالتأكيد مفاسد وأضرار كبيرة. إن أسلوب الإسلام يخالف الحرية غير المحدودة للغرائز المنافية للأخلاق، وهذا التحديد، بحق، يحفظ الإنسان من الكثير من الأضرار الفردية والإجتماعية الكبيرة. إن العقل السليم يلزم الإنسان بغض الطرفِ عن بعض الحريات، والإذعان لبعض الضوابط لكي لا يتعرض لعوارض ومصائب كبيرة. بعبارة اخرى إن الانصراف عن الحرية المطلقة والحرمان من بعض اللذائذ شيء سلبي، ولكن العوارض والأخطار الفردية والإجتماعية الناتجة عنها أخطر وأكثر ضرراً. إن الإنسان يمكنه أن يتحمل الضرر القليل لكي ينجو من الضرر الثقيل.

قال علي (عليه السلام): (ليس العاقل من يعرف الخير من الشرِ ولكن العاقل من يعرف خير الشرينِ) (1).

تسلل الاسلوب الغربي إلى الشرق

والآن. رضينا أم أبينا، فإن أساليب العالم الغربي، في المسائل الجنسية، قد تسللت إلى الشرق، إلى حد ما، وتأثر بها الجيل الجديد، وهذا الأمر أقلق الرجال والنساء المتمسكين بالتعاليم الدينية والتقاليد والعادات، وخلق مشاكل كبيرة، وأدى في بعض الأحيان إلى اختلافات عائلية وتوتر العلاقات بين الأبناء والوالدين.

إن الوالدين المسلمين يريدان أن يتبع أبناؤهما الشبان التعاليم الإسلامية وأن لا ينحرفوا نحو المعاشرة غير المشروعة المخالفة للعفة، التي تجلب العار للعائلة. بينما بالعكس فإن الفتيات والفتيان، تجذبهم الغرائز الجنسية ويودون تجاهل التعاليم القانونية والأخلاقية للإسلام وتناسي العادات والتقاليد، وسلوك الأساليب الغربية لإشباع غرائزهم، بإقامة علاقات بين الجنسين والاختلاط الحر لإرضاء رغباتهم.

الاباء والأبناء:

إن هذا الإختلاف بين آراء الوالدين والأبناء يؤدي بالتالي إلى حدوث مشاجرات وايجاد عدم التفاهم في العائلات بحيث نسمع من خلال أخبار الصحف كيف أن طريقة ارتداء الملابس من قبل الفتيات وتصرفاتهن تسبب قلق وعدم راحة الوالدين وتدفع بهما إلى الغضب بحيث تجعلهم يندفعون إلى تعنيف أبنائهم ويصل الأمر أحياناً إلى ترك الأبناء العائلة أو الإقدام على الإنتحار.

ولكي يفهم الشبان والكبار منشأ الإختلاف بين القوانين الإلهية والقوانين الوضعية بشكل أفضل، ويتعرفوا على القيم الحقيقية لتعاليم الإسلام السماوية ويشخصوا طريق سعادتهم، سيدور حديثنا، في هذه المحاضرة، حول وضع القوانين في الإسلام على أساس ضمان سعادة ومصلحة الناس، ووضع القوانين في المجتمع الإنساني على أساس رغبة الناس، ولتوضيح الموضوع نبدأ بهذا المثال:

تشابه الفرد والمجتمع:

المجتمع يشبه الإنسان، وأحدهما يشبه الآخر من جهات عديدة، منها أن الإنسان يرغب، أحياناً، في شيء له فيه الخير والمنفعة، وأحياناً اخرى يميل إلى شيء يضره ويفسده. كذلك المجتمع يرغب حيناً في أمرٍ فيه الخير والمنفعة للجميع، وأحياناً لا يكون في ذلك الأمر خير ومنفعة.

مثال: الإنسان المنهك يميل بشكل طبيعي للاستراحة، وهذا ما فيه منفعته، لأن النوم يدفع السموم الناتجة عن العمل ويأتي بالنشاط والقوة، ويهيء الإنسان لنشاط جديد. المجتمع، أيضاً، يرغب في أن يكون محيطه آمناً وهادئاً لكي يعيش في رفاه وراحة، وهذا الأمر لصالحه أيضاً، لأن أعضاء المجتمع، مع وجود الأمن والهدوء، يستطيعون أن ينشطوا في عملهم ويكونوا سبباً للتقدم والتطور.

ربما كان هناك شخص، وبدافع غريزة الالتذاذ، يرغب في أن يلتذ من الحالة التي يولدها الهيروين، ولكن إشباع هذه الرغبة ليس في صالحه، لأن هذه اللذة تكلفه حياته، وعزته، وشرفه، ومن ثم تؤدي به إلى الفساد والسقوط.

وأعضاء المجتمع، وبدافع فطري طبيعي، يميلون إلى أن يكونوا أحراراً تماماً، يفعلون ما يريدون، يشبعون أهواءهم دون قيد أو شرط، ولكن إشباع هذه الرغبات ليس في صالح المجتمع، لأن الحرية اللامحدودة تأتي بمفاسد كثيرة ومختلفة تدمر المجتمع.

إن وضع القوانين في المجتمع، يعني تعيين حدود الحسن والسيء، والخير والشر، وإذا، حدد واضعو القوانين، الخير والشر بمعيار الصلاح والفساد بين الناس، وأجازوا ما فيه خير وصلاح الناس بقانون، ومنعوا ما فيه الشر والضرر لهم بقانون فإن هذه القوانين تجلب سعادة وصلاح الناس، وتدفع المجتمع نحو التكامل.

أما إذا حدد واضعو القوانين الخير والشر بقبول ورفض المجتمع، وطبقاً لموافقة وعدم موافقة الناس، دون أن يهتموا بما فيه الصلاح والفساد لهم، عندها يمكن أن تكون هذه القوانين مضرة للمجتمع وتأتي بالفساد والتعاسة للناس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 116. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.