بيّن المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي(دام عزّه) خلال الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح مشروع توسعة حرم مرقد أبي الفضل(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف الذي أُقيم مساء اليوم السبت (19جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(18آذار 2017م) أنّ: "مجموع ما صُرِف من مبالغ على المشاريع العمرانيّة والمشاريع الخدميّة للعتبة المقدّسة خلال (13) سنة وصل الى مليار دولار فقط، فلو حسبنا هذا المبلغ على كلّ سنة فإنّ المصروفات ستكون (76) مليون دولار لكلّ سنة، علماً أنّ لدى العتبة المقدّسة أكثر من (150) مشروعاً ولا زال هناك (40) مشروعاً في وزارة التخطيط متوقّفة بسبب المشاكل الماليّة، وبعض المشاريع أيضاً قد صودق عليها من قبل ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر وهي تنتظر السيولة الماليّة".
وفي ما يلي أبرز ما جاء في هذه الكلمة:
1- في هذه اللّيلة المباركة ذكرى ولادة سيّدتنا ومولاتنا فاطمة(سلام الله عليها) الراضية المرضيّة الحوراء الإنسيّة الصدّيقة الشهيدة، سائلين الله تبارك وتعالى ببركتها وببركة أبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها أن يمنّ عليكم جميعاً بالأمن والأمان والعافية في الأبدان وأن يكحل أعيننا جميعاً بالطلعة البهيّة لحفيدها الإمام المنتظر -روحي فداه- ويعجّل له النصر.
2- في هذه الليلة هناك انتصاراتٌ وانتصاراتٌ يخوضها أبناء العراق الغيارى وهم يُدافعون عن هذه التربة المقدّسة الطاهرة بأبدانهم ودمائهم وهم يخطّون تاريخاً مؤثّلاً ومجداً معطراً وهم يتسابقون الى المنيّة من أجل أن تُحفظ كرامة هذا البلد، وامتثالاً للفتوى العظيمة التي أصدرها سماحةُ السيّد السيستاني(أطال الله عمره الشريف) والدماء الزاكية التي روت الأرض ولا زالت ترويها، سائلين الله تبارك وتعالى لهذه الجهود النصر المؤزّر وأن يرينا الله تبارك وتعالى في هذا البلد عزّةً معجّلة ويرينا فيه كلّ أمنٍ وأمان واستقرار.
3- نتشرّف بالحضور الكريم جميعاً لتلبيتهم هذه الدعوة لافتتاح هذا المشروع وهو مشروع تسقيف صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وهو مشروع مكمّل للمشروع الذي سبقه وهو توسعة الصحن الشريف من الجهة الخارجيّة، أنا لا أريد أن أدخل في تفاصيل المشروع لأنّ هناك كلمات للإخوة الأعزّاء بين المنفّذين والمصمّمين، ولعلّهم سيوضّحون بعض القضايا التي من شأنها أن توضّح ولكن أحبّ أن أركّز على نقطتين على نحو العجالة.
النقطة الأولى: أنّ هذا التسقيف الماثل الآن أمامنا أخذ من وقتنا في التصميم قرابة السنتين، وذلك لأنّ التصميم هو الأساس في المشروع، ولابُدّ أن يؤدّي هذا التصميم لهذا المشروع مجموعة وظائف، ومن جملتها أن يبقى الصحن الشريف خالياً من أيّ عمود لصغر مساحة الصحن الشريف، والحمد لله كان التصميم قابلاً للتنفيذ وحصل بهذا الشكل الموجود.
النقطة الثانية: حاولنا أن نجعل هذا المشروع –التسقيف- يشبه سقف الحرم الشريف من الداخل من خلال الطريقة المعروفة الآن وهي طريقة التزجيج، وتكون الطريقة بإلصاقها على مادّة الجبس، ولكن عند الحسابات الهندسيّة تبيّن أنّنا نحتاج الى (75) طنّاً من هذه المادّة لنلصق بها هذه المرايا، وهذا الوزن كنّا نعتقد أنّه وزن ثقيل لا ينبغي أن يُعمل به فاختيرت طريقةٌ أخرى هي أخفّ وزناً وأمتن، وذلك باستخدام مادّة الفايبر كلاس وهي طريقةٌ تمتاز بتقنيّةٍ عالية وقد صُنعت في ماليزيا، فوفّرت علينا هذه الفكرة تخفيف الوزن، وهنا نثمّن جهد المصمّم وجهد الإخوة في قسم المشاريع الهندسيّة، لأنّهم في الحقيقة بذلوا جهوداً جبّارة لأجل أن يكون هذا التسقيف على ما هو عليه، وقد تمّ تركيبه بطريقةٍ في منتهى الدقّة، فقد كان الإخوة يأخذون القياسات ويرسلونها الى الشركات ويتواصلون معها، وفعلاً جاءت الهياكل الحديديّة مطابقة لما خطّط له الإخوة، بحيث لم نعانِ من الهيكل الحديديّ في بدايته إطلاقاً وبدأنا بتركيبه في أيّام شهر رمضان المبارك.
4- أبيّن للإخوة ولكلّ من يهمّه أن يعرف الإجابة عن بعض التساؤلات، طبعاً نحن تشرّفنا في خدمة العتبة في عام (2003م) والآن نحن في (20177م)، نقول: إنّ مجموع ما صُرِف من مبالغ على المشاريع العمرانيّة والمشاريع الخدميّة للعتبة المقدّسة خلال (13) سنة وصل الى مليار دولار فقط، فلو حسبنا هذا المبلغ على كلّ سنة فإنّ المصروفات ستكون (76) مليون دولار لكلّ سنة، علماً أنّ لدى العتبة المقدّسة أكثر من (150) مشروعاً ولا زال هناك (40) مشروعاً في وزارة التخطيط متوقّفة بسبب المشاكل الماليّة، وبعض المشاريع أيضاً قد صودق عليها من قبل ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر وهي تنتظر السيولة الماليّة.
5- أتوجّه بالشكر الى كلّ الإخوة الأعزّاء الذين آزروا هذه المشاريع وأخصّ منهم ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر بإدارتيه الكريمتين إدارة السيد صالح الحيدري سلّمه الله وإدارة الأخ العزيز السيد علاء الموسوي سلّمه الله، وأيضاً الإخوة الأعزّاء في إدارة العتبة كانوا نِعْم المُعين وتحمّلوا منّا في بعض الحالات بعض الشدّة وكانوا يتمتّعون بأريحيّة كبيرة والحمد لله كانت هذه المشاريع بهمّتهم ومؤازرتهم ودعمهم، خصوصاً الأخ العزيز السيّد محمد الأشيقر عندما كان نائباً لرئيس قسم المشاريع الهندسيّة، ثمّ بحمد الله تعالى تبوّأ الآن مقعد الأمين العام للعتبة المقدّسة وهو نِعم الأمين لهذه المهمّة.
وفي ختام كلمته قال السيّد الصافي: "أنا أشكر الإخوة الأعزّاء جميعاً من خَدَمَة العتبتين المقدّستين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في سبيل تطوير هذه العتبة خصوصاً أخي سماحة الشيخ الكربلائي سلّمه الله وعافاه في خدمته للعتبة الحسينيّة المقدّسة، والعتبة العلويّة والعتبة الكاظميّة كلّ هذه العتبات الآن تنهض نهضةً عمرانيّة وخدميّة بدعم ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر، سائلين الله تبارك وتعالى للجميع دوام التأييد والتوفيق.
ولا يفوتني أن أشكر كلّ الإخوة الذين كانوا جنوداً مجهولين وراء إنجاز هذه المشاريع ومشاريع أخرى سواءً في الشركات التي نفّذت أو التواصل الكبير والهمّة التي لمسناها من بعض الإخوة الذين كان همّهم الأساس هو أن يكمل المشروع، والواقع جاءت على نيّاتهم هذه الأمور والحمد لله نرى الآن هذه التحفة المعماريّة، نسأل الله تعالى أن نستظلّ دائماً بسقف الرّحمة الإلهيّة وسقوف الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وخصوصاً السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، فما أحوجنا الى أن نستظلّ في ظلّها دائماً خصوصاً في تلك الوقفة التي نقفها جميعاً في يوم القيامة.. نسأل الله تعالى أن نكون بمقدار أن نتأهّل الى أنّها تلتقطنا من براثن تلك النار كما يلتقط الطير الحبَّ من الرّمال -كما ورد في الخبر الشريف-".