المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


الدعوة الى الايمان الاوّل


  

784       01:44 صباحاً       التاريخ: 2023-03-24              المصدر: الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
ليس النهي عن الكفر هو للتأكيد المحض على ضرورة الإيمان، بل إنّه مشفوع بقيد يثبت النهي من جهة، ويسجل الأمر من جهة أخرى وهذا القيد "الكون" أولاً؛ لأنّ الكون أولاً - بأي معنى كان، مما قد أشير ويُشار إلى بعضه في أثناء التفسير وإلى البعض الآخر في ثنايا الإشارات - يكون مترافقاً مع كثير من الحزازات والعثرات. من هذا المنطلق فإن الأخذ بمثل هذا القيد يبين القبح الشديد للكفر ويثبت الحسن الشامل للإيمان.
على الرغم من أن مشركي مكة كانوا أول كافر، وأول مهاجم ثقافي وأول عدو ومهاجم عسكري: {وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [التوبة: 13] ، لكنه بعد استتباب الحكومة الإسلامية في المدينة كان اليهود هم أول الكفار من بين أهل الكتاب.
وقيد الكون أولاً مرتبط بالماضي وبالمستقبل في آن معاً؛ فقبل النهي عن الكفر بين الأمر بالإيمان وبعد النهي عن الكفر نلاحظ نواهي متعددة؛ كالنهي عن بيع الآيات الإلهية بثمن بخس، والنهي عن الباس الحقّ بالباطل، والنهي عن كتمان الحقّ... الخ. تأسيساً على ذلك فإن لهذا القيد ثماراً جمّة مما لا يُستحصل من الجملة السابقة، أي مجرد الأمر بالإيمان؛ وذلك لأن معنى الآيتين محط البحث ليس أنه من الواجب أن لا تكونوا أول الكفّار، وأوّل البائعين للدين، وأوّل الملبسين والكاتمين للحق فحسب، بل لابد أن تكونوا أوّل المؤمنين أيضاً، والرسالة الدقيقة للآية هي أن أمركم أنتم يا بني إسرائيل لا يدور بين الإيمان والكفر فحسب، بل هو يدور بين الإيمان الأول والكفر الأول. لذا يتحتم عليكم أن تلتفتوا إلى ما تتمتعون به من منزلة خاصة ولا تستسهلوا استقبال ما يهلك الحرث والنسل من خطر التحريف في الدين وكتمانه؛ فإن صلب عملكم ينطوي على آثار سيّئة هي أكثر بكثير من أي ذنب عادي؛ ومن خلال عد المشترى هو الثمن، وإدخال حرف "الباء" على المبيع، والإتيان ب "آيات بصيغة الجمع"، وإضافة "آيات" إلى "الله"، ونعت الثمن بالقلة يتبين مدى نفاسة المتاع وخساسة الثمن كل ذلك من أجل التحذير من الإقدام على مثل هذا العمل وتهويله.
ملاحظة: إذا كان المقصود من {أَوَّلَ كَافِرٍ} [البقرة: 41] هو: "لا يكن كل واحد منكم أول كافر فسيكون بمعنى عموم السلب وليس سلب العموم كي يشكل تجويزاً للبعض؛ نظير: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10] ، فهو وإن كان يوهم بسلب العموم إلا أنه، طبقاً للشاهد العقلي والنقلي، يكون المراد منه هو عموم السلب".


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)