المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير الايات [243 الى 245] من سورة البقرة


  

2002       02:19 صباحاً       التاريخ: 12-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة : 243 - 245] .
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ}‏ أي ألم تعلم بأمرهم ونزل علمه (صلى الله عليه واله وسلم) بما فيه من الإيمان واليقين بمنزلة الرؤية بالبصر {خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}‏ أي خرجوا حذرا من الموت وفرارا {فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا} وإنما أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعبر عن ارادته التكوينية بالأمر بالموت وبالكون اشارة إلى ان قدرته لا تحتاج إلى عمل وممارسة مقدمات‏ {ثُمَّ أَحْياهُمْ‏} بعد موتهم.
روى في روضة الكافي عن الباقر والصادق عليهما السلام‏ قصة هؤلاء وهربهم من الطاعون وموتهم وبقاءهم بلا دفن حتى صاروا عظاما فجمعها المارة ونحوها عن الطريق فمر عليها حزقيل النبي من بني إسرائيل فدعا اللّه في احيائهم فأحياهم. وعن العياشي وسعد بن عبد اللّه عن حمران عن باقر عليه السلام مختصر في هذه القصة. وروى في ذلك في الدر المنثور عدة روايات عن ابن عباس وبعض التابعين‏ «1»
{إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ‏} يعرفهم قدرته ويبصرهم بمواعظه ويحوطهم بألطافه ويجللهم برحمته‏ {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) وقاتِلُوا} ايها الناس‏ {فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏} ولا تخافوا من الموت فإن الأمور بيد اللّه ولكم الموعظة بفرار هؤلاء من الموت وموتهم واحيائهم‏ {واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ‏} لدعائكم واستنصاركم وما تقولونه في امر الجهاد والدعوة إلى اللّه ودين الحق‏ {عَلِيمٌ‏} بنياتكم في جهادكم {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} قد اقتضت حكمة اللّه ورحمته في شأن الإنسان ونظام مدنيته وتشابكه في الاجتماع ان يجعل بعضهم محتاجا إلى بعض في شؤون التعيش والأموال. كما اقتضت حكمته ورحمته في كمال الإنسان ونيله كرامة الفضيلة وحسن الجزاء بأن يجعله مختارا في أفعاله وأحواله في الإيمان والكفر والطاعة والمعصية. واقتضت حكمته ورحمته ولطفه أن يأمر بالتعاون على البر والإحسان وان يعود الغني على الفقير بشي‏ء مما هو من رزق اللّه وخلقه وينفق شيئا من مال اللّه في نصر الحق واهله ودفاع الباطل واهله. واقتضت رحمته ولطفه ان يرغّب الإنسان في الإنفاق في سبيل اللّه والخير في الفقراء والجهاد وينصره بهذا الترغيب على شح نفسه ونزعات حرصه وما يسوله له فقر إمكانه. فجاء القرآن الكريم على أحسن وجه في الترغيب وحاصل ما يشير اليه وينوه به هو انكم ايها الناس لا بدلكم من انكم تعرفون أن كل نعمة عندكم إنما هي من اللّه وخلقه للعالم وما فيه. ومع ذلك فإن اللّه بحسب حكمته ولطفه يندبكم إلى أن تنفقوا شيئا مما أنعم به عليكم في طريق صلاحكم وسعادتكم وان الذي ينفق في ذلك شيئا من ماله وهو يريد به وجه اللّه يجعله اللّه قرضا عليه إذا كان قرضا وإنفاقا حسنا من المال الحلال فاقدا لما يشينه من الرياء والمن ونحو ذلك‏ {فَيُضاعِفَهُ لَهُ}‏ بنصب «يضاعفه» جوابا للاستفهام بعد الفاء وفي الحقيقة هو جواب لطلب القرض المؤكد بأسلوب قوله تعالى‏ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ‏ أَضْعافاً كَثِيرَةً}.
روى الصدوق في معاني الاخبار في الصحيح عن الخزاز والعياشي عن علي بن عمار عن الصادق (عليه السلام) لما نزل من جاء بالحسنة فله خير منها قال رسول اللّه اللهم زدني فأنزل اللّه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فقال رب زدني فأنزل اللّه‏ {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً} فعلم رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ان الكثير منه لا يحصى وليس له منتهى‏.
{وَاللَّهُ يَقْبِضُ ويَبْصُطُ} في تفسير البرهان عن الصدوق مسندا عن الصادق‏ يمنع ويعطي‏
والمراد استلفاتهم إلى ان امر الرزق بيد اللّه جل شأنه فليغتنم ذو السعة فرصة الإنفاق وقرض اللّه قبل ان يضيق عليه رزقه وتبقى له الحسرة. ولا يخف في إنفاقه فقرا فإن بيده بسط الرزق‏ {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}‏ فيوفيكم جزاء ما أنفقتم وتشتد حسرات الحريص الشحيح على ما فرط.
____________________
(1) ولهذه القصة شؤون. فقد ذكر نظيرها في العهد القديم في كتاب حزقيال من العدد الاول إلى الحادي عشر من الفصل السابع والثلاثين. فجاءت جمعية المرسلين الامريكان في الجزء الثاني من كتابهم الذي سموه «الهداية» واعترضوا على القرآن المجيد وأنكروا مضمونها والاحياء وجعلوا ما ذكر في كتاب حزقيال رؤيا منامية غايتها البشرى بانتعاش بني إسرائيل بعد السبي ورجوعهم إلى قوميتهم وحالتهم السياسية.


دع جمعية الأمير كان وهلم الخطب في بعض مفسري المسلمين المعاصرين من المصريين إذ كتبوا وطبعوا انكار الأمر الذي ذكره القرآن الكريم بالمحاورة الصريحة الدائرة بين العقلاء في بيان الحقائق وفسروا الآية بأن موت أولئك القوم هو ان العدو نكل بهم فأفنى قوتهم وأزال استقلال أمتهم حتى صارت لا تعد أمة. ومعنى حياتهم هو عود الاستقلال إليهم. إلى آخره. ويا ليت النزعة العصرية واللهجة السياسية لم يمدا أيديهما إلى القرآن الكريم.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)