مَنْ السما Manalsma

حلوى يشتهر بها العراق وهي من الحلويات المحشوة وذات رائحة مميزة ، تستخدم بكثرة في المنطقة الشمالية من العراق وبخاصة مدينتي الموصل والسليمانية ، وهي عبارة عن مادة سكرية تصنعها بعض حشرات الَمْن التي تعيش وتتكاثر على كثير من النباتات وبالنسبة لمن السما في العراق فأنها تعيش على السطح السفلي من الأوراق الفتية لأشجار البلوط في المناطق الشمالية المرتفعة )في الجبال( مثل منطقة بنجوين في محافظة السليمانية وغيرها ،ويوجد رأيين حول كيفية تكوين أو تصنيع هذه المادة السكرية : الأول ان حشرة المن تجرح سطح الورقة السفلي وفي هذه الأثناء قد تفرز بعض المواد ربما تكون أنزيمات معينة والتي تتفاعل مع محتويات أو عصارة الورقة وتتكون مادة مَنْ السما. الرأي الثاني أن الحشرة تتغذى على هذه العصارة وتصنع المادة السكرية في جسمها وتفرزها فتسيل الى الأسفل وتتجمع على الأسطح العلوية لأوراق شجرة البلوط ، حيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة صباحا (في الليالي الباردة في نهاية الربيع وبداية الصيف) وكأنها مادة بيضاء تسيل على شكل خيوط ولهذا السبب أطلق عليها مَنْ السما . أما كيفية جمع هذه المادة السكرية فالطريقة البدائية التي تستخدم تتم بقطع القمم النامية للأغصان وتركها على الأرض أو على قطعة قماش كي تجف ، وبعد ذلك تضرب بالعصي لفصل الأوراق عن الأغصان ويضاف الى الأوراق المفتتة الماء بوساطة النثر ويتم تكتيلها وتجميعها على شكل كتل كبيرة صلبة هي عبارة عن مادة من السما الخام الحاوية على المادة السكرية وأوراق الأشجار والتراب والحشرات وغير ذلك ، وهذه
المادة الخام تباع في الأسواق وبخاصة في مدينة السليمانية والموصل .
ومن أجل استخلاص مادة مَنْ السما من المادة الخام يتم نقع هذه الكتل بالماء مع التسخين الخفيف وبعد ذلك يتم الترشيح من خلال قماش قطني (ململ) للحصول على المادة السكرية التي تشبه العسل من حيث اللون وفي بعض الأحيان الكثافة وتكون ذات نكهة ورائحة قوية جدا ومرغوب فيها جدا .
أما تصنيع الحلوى المسماة مَنْ السما فتؤخذ المادة السكرية وتوضع في إناء مقعر معدني خاص ويضاف اليها البيض مع طحين أو نشا وتخفق بقوة وهي على نار هادئة الى أن تتحول الى كتلة عجينية متجانسة ذات لون أبيض حليبي وبعد ذلك تضاف الجوزيات (مادة الحشوة) وحسب الرغبة من حيث النوع والكم مثل الجوز واللوز والبندق والفستق مع الاستمرار بالخفق والخلط ، والبعض يضيف المعطرات مثل الهيل ومواد أخرى ، ولكن مهما كانت الإضافة فأن رائحة مَنْ السما الخاصة هي التي تطغي .
كانت هذه الحلوى سابقا تصنع في مدينة الموصل في البيوت من قبل محترفين ، وكان المنتوج يقطع الى قطع صغيرة شبه كروية منبسطة ، اما حالياً فتصنع تجاريا وتباع في الأسواق لكن أغلبها تحوي مواد سكرية أخرى مع كمية قليلة من مادة مَنْ السما الأصلية .