لا تخلو البيانات السكانية من مجموعة أخطاء سواء كان مصدرها التعدادات أو مسوح العينة أو السجلات بأنواعها والتى قد تتأثر بها البيانات الدولية أيضاً حيث تعتمد الأخيرة في الحصول على بياناتها من السلطات المحلية، وتتوقف الأخطاء والحكم على مصداقية البيانات والإحصائيات على مجموعة من الظروف والأسباب المتعلقة بدرجة الوعى بأهمية هذه البيانات وخبرة القائمين عليها وطريقة تحليلها، ومدى توافر التمويل المادى للتنفيذ والإعداد للنشر ، وأكثر الأخطاء شيوعاً ما يتعلق بالتعداد السكاني والتي يمكن تقسيمها إلى مجموعتين.

الأولى : أخطاء الشمول :Coverage errors

وهي تعود إلى واحد أو أكثر مما يلي :

1 ـ قصور العد under count بالنسبة لمجموعة من الأسر أو ربما لأحد الأقاليم أو المجموعات السكانية مثل البدو.

2ـ تكرار العدد over count أى الحصر أو التسجيل أكثر من مرة للأفراد أو الأحداث الحيوية وهى شائعة في الأقاليم البدوية والمتخلفة.

3- قصور في المراحل الإدارية، حيث تضيع بعض السجلات أو يساء استخدامها أثناء تداولها في مراحل تجهيز البيانات.

الثانية : أخطاء المحتوى Count errors : وتضم :

  -1أخطاء الإجابة ويرجع هذا النوع إلى عدم إعطاء الإجابة المناسبة على الأسئلة الواردة في استمارة التعداد أو قائمة التسجيل، ففي التعدادات الصينية الحديثة لا يذكر العدد الصحيح للأبناء خوفاً من العقوبة لوجود قيود على الإنجاب المتكرركما قد يتكرر عد أشخاص توفوا للحصول على تموين غذائي أكثر، وقد ظن المصريون أن تعداد 1947 يهدف إلى تحديد البطاقات التموينية فتعمد أرباب الأسر زيادة أفراد أسرهم، وقد تنشأ أخطاء الإجابة من التحيز فقد لوحظ في التعداد الأمريكي أن الزنوج يدلون معلومات صحيحة إذا كان الـعـــداد زنجيساً وتزداد نسبة الخطأ إذا كان العداد من البيض.

2 - أخطاء العدادين Enumerators errors :وتعود لفشل العداد وعدم تمكنه من توجيه الأسئلة بدقة أو إلى تهاون القائم بالتسجيل في عملية قيد الأحداث الحيوية.

3- أخطاء تجهيز البيانات : هناك أخطاء تتعلق بالأحداث الحيوية إذ قد يتأخر تبليغ الولادات وقد لا يتم تبليغ الوفيات، وأكثر الأخطاء شيوعاً هي التي تتعلق بالأعمار حيث : لا تدلى النساء بمعلومات دقيقة عن أعمارهن، وذلك لأسباب نفسية وأخرى اجتماعية.

يبالغ الشيوخ فى أعمارهم بدوافع مختلفة مثل اكتساب المكانة الاجتماعية أو للحصول على معاش مخصص للأعمار الكبيرة.

تفضيل أعمار معينة لدى كل من الإناث والذكور مثل الأرقام الزوجية -8-12- 16 أو الأرقام الدائرية التى تبدأ بصفر أو خمسة مثل 30 - 35.

وهناك مشكلة الحدود الإدارية والحدود الجغرافية لمناطق الدراسة ، حيث أن البيانات السكانية تؤخذ على أساس الحدود الإدارية، بينما يتناول الجغرافي هذه البيانات على أساس جغرافي إقليمي، وكثيراً ما يستسهل الجغرافيون اللجوء إلــى الحدود الإدارية لتحديد أقاليمهم الجغرافية، وهم معذورون بالطبع إلى حد ما في ذلك ، إلا أن هناك بعض الطرق الإحصائية التي تمكن من معالجة هذا القصور، كما يجب على السلطات المسئولة مراعاة ذلك في تقسيم الدولة إلى قطاعات إقليمية. جغرافية متجانسة، وقد أخذت بعض الدول تراعى ذلك عند إجراء تعداداتها السكانية وعلى رأسها بريطانيا، ويأمل الجغرافيون في مصر أن تراعى الدولة مثل ذلك عند إجراء تعداداتها من خلال الأقاليم التخطيطية المقترحة وتعديلات الحدود الإدارية التي نطمح أن تستند إلى واقع جغرافي إقليمي.