الخطبة شرط في الجمعة، وهو قول عامة العلماء، لقوله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [الجمعة: 9] والذكر هو الخطبة(1).ولان النبي صلى الله عليه وآله، خطب دائما، ووقع فعله بيانا للواجب، فكان واجبا، وقال عليه السلام: (صلوا كما رأيتموني أصلي)(2).ولم يزل المسلمون يخطبون قبل الصلاة، ولو لم تكن شرطا لجاز تركها في بعض الاوقات.

ولقول الصادق عليه السلام: " لا جمعة إلا بخطبة "(3).

وقول الباقر أو الصادق عليهما السلام: " يصلون أربعا إذا لم يكن من يخطب "(4).

وقال الحسن البصري: لا تجب،  لأنها خطبة مشروعة للصلاة، فلم تكن واجبة كسائر الخطب(5).وهو خطأ، لان الخطبتين هنا أقيمتا مقام الركعتين، فلم يجز تركهما بخلاف سائر الخطب. قال عمر: قصرت الصلاة لأجل الخطبة(6).وقال سعيد بن جبير: جعلت الخطبة مكان الركعتين(7).

ومن طريق الخاصة: قول الصادق عليه السلام: " إنما جعلت ركعتين لمكان الخطبتين"(8).وخلافه منقرض، وقوله متروك بالإجماع وفعل النبي وأهل بيته عليهم السلام.

_____________

(1) أنظر: التبيان للطوسي 10: 8، مجمع البيان 5: 288، تفسير الطبري 28: 66، أحكام القرآن للجصاص 3: 446، أحكام القرآن لابن العربي 4: 1805، أحكام القرآن للكياهراسي 4: 415.

(2) صحيح البخاري 1: 162، سنن الدارمي 1: 286، سنن البيهقي 2: 345، سنن الدارقطني 1: 273 / 1 و 346 / 10.

(3) المعتبر: 203.

(4) التهذيب 3: 238 / 633، الاستبصار 1: 419 / 1613.

(5) المجموع 4: 514، الميزان 1: 190، المغني 2: 150، الشرح الكبير 2: 181.

(6) المغني 2: 150، الشرح الكبير 2: 181.

(7) المغني 2: 150، المدونة الكبرى 1: 158.

(8) التهذيب 3: 238 / 634، الاستبصار 1: 420 / 1614.