أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
3452
التاريخ: 2024-07-22
440
التاريخ: 2024-03-29
876
التاريخ: 2024-06-06
875
|
ومعبد هذه البلدة قد تهدم تمامًا ولم يبقَ له أثر، وكان للإله «حور» سيد «معام» الذي مثل بصورة صقر يحمل على رأسه قرص الشمس، أو بإنسان له رأس صقر، ويلبس التاج المزدوج. وهو نفس الإله «حور»، الذي كان يعبد في «بوهن» (وادي حلفا) باسم سيد «بوهن» وفي «دكا» و«كوبان» باسم «سيد باكي «.
والظاهر أن عبادة «حور» في المدن الثلاث الرئيسية لبلاد النوبة السفلية الجنوبية قد أدخلت في نهاية الدولة القديمة، ويحتمل أن ذلك كان في نفس الوقت الذي كانت تقدس فيه بلدة «أبشك» القريبة من «أبو سمبل» (Gautheir Dic. Geog. I, p. 65) الإله «حتحور» التي كانت تنعت بسيدة «أبشك»، وكانت «حتحور» تمثل هناك في صورة بقرة.
وترجع مكانتها الممتازة من الناحية السياسية والثقافية في بلاد النوبة السفلية إلى خصب تربتها، وكثرة خيراتها؛ ولذلك كانت تعد محطة عظيمة لطرق التجارة الآتية من واحدة «دنقل» الواقعة في الصحراء الغربية. ولا نعلم إذا كانت هناك طريق تجارة على الشاطئ الشرقي عند «إبريم» مخترقًا الوديان حتى البحر الأحمر أم لا. ويقول «ويجول»: إن «عنيبة» تحتل مكانة استراتيجية عظيمة الأهمية، ومن المحتمل أنه كانت توجد في قديم الزمان شلالات عند قصر «أبريم»، وعلى ذلك كان لا بد من إقامة حصن هناك لحماية السفن الذاهبة جنوبًا، ولمهاجمة العدو المنقض من جهة الشمال، غير أننا لا نعرف شيئًا عن هذا الشلال، ومن الجائز أن تحصين «معام» كان يستعمل لملاحظة التجارة على النيل، كما كان يعد مركزًا لجمع الضرائب على السفن التي تمر من هناك.
ويمكن أن نلخص تاريخ «معام» (عنيبة) مما لدينا من الوثائق التاريخية، ومن نتائج أعمال الحفر التي قامت في هذه الجهة في النقط الآتية:
(أ) تدل أقدم الآثار التي عثر عليها في هذه الجهة على وجود مستعمرة، يرجع عهدها إلى العصر الثاني القديم من تاريخ بلاد النوبة (أي عصر الأسرات المصري المبكر).
(ب) أما في العصر النوبي الثالث وهو ما يقابل عهد الدولة القديمة المصرية، فلم نجد له أثرًا يذكر في «عنيبة»، كما كانت الحال في الجهات الأخرى لبلاد النوبة، ومن الجائز أن «عنيبة» وكذلك كل بلاد النوبة السفلية قد حاقت بها خسائر على يد أحد فراعنة هذا العهد الذين قاموا بغزوات في هذه الجهات كما جاء على حجر «بلرم»، ومنها حملة في عهد الملك «سنفرو» (الأسرة الرابعة) وقد غنم فيها سبعة آلاف أسير وعشرين ألف رأس من الماشية.
ولا نعلم إلى أي حد في عهد الأسرة السادسة قد امتدت مشروعات القوافل، التي كان يرسلها أمراء مقاطعة «أسوان» وعظماء تجارها من «إلفنتين» إلى بلاد النوبة والسودان؛ وذلك لأن أسماء الأماكن النوبية التي جاءت في المتون المصرية لم يمكن تحقيق مواضعها حتى الآن. وهذا العصر هو الذي أسس فيه المصانع التجارية في «كرما» التي اتخذها رجال القوافل نقطة ارتكاز، ومن المحتمل أنه في هذا العهد قد أقام المصريون محطًّا أو حصنًا، كما يدل على ذلك الآثار الباقية (راجع Steindorff, Aniba II).
(جـ) وعندما استوطن قوم مجموعة C (1) وادي النيل في البقعة، التي تقع بين الشلال الأول والثاني في نهاية الأسرة السادسة أصبحت «عنيبة» بجوار «دكة» أهم بلدة ممثلة لهذا العهد. وفي الحروب التي نشبت بين الأهالي الأصليين وبين الأقوام الجائلين، قاسى الأهالي الذين كانوا على ما يظهر في الحصن عذاب الحريق الذي جعل عاليه سافله، وهذا العهد هو أقدم جزء في الجبانة N يمكن معرفته، وهو الذي يعرف بمجموعة C القديمة.
(د) وفي نهاية الأسرة الحادية عشرة ابتدأ عهد تغلب مصر الحربي على بلاد النوبة. وقد أقام «سنوسرت الأول» حصن «عنيبة» في مكان الحصن القديم (وهو الذي يعرف بالحصن الثاني) وفي خلال الأسرة الثانية عشرة أقيمت زيادات محسة على هذا الحصن. وفي هذا العهد أقيمت للمرة الأولى جبانة مصرية في منبسط الصحراء وهي المعروفة بالجبانة حرف S. وعلى الرغم من وجود أثر الفاتح المصري، فإن الثقافة النوبية مجموعة C كانت لا تزال هي الثقافة المزدهرة تمامًا. ولم تتوارَ هذه المدنية إلا في نهاية الدولة الوسطى، كما يظهر لنا ذلك من الفخار المنسوب إلى هذه المدنية فقد أخذ يختفي تدريجًا. والمقابر العديدة الخاصة بالجبانة حرف N، وبخاصة المقام سقفها بحجر مقطوع من المحاجر، والقباب المبنية باللبن قد ظهرت في هذا العهد، وكذلك في العهدين الثالث والرابع للمستعمرة أي: في مجموعة C الوسطى.
(هـ) ولما كان قد قُضي على قوة مصر السياسية في عهد الهكسوس، فإن ثقافة مجموعة C النوبية قد انتعشت من جديد، وهذا العهد يعرف بعهد ثقافة مجموعة C المتأخرة.
(و) وعندما تمصرت بلاد النوبة في أوائل الدولة الحديثة اختفت ثقافة مجموعة C. ولدينا كثير من الموظفين المصريين الذين سكنوا في «عنيبة»، ودفنوا في مقابر خاصة أقيمت لهم، كما يوجد آخرون ممن اهتموا بالعمل على أن تدفن جثثهم في أرض الكنانة نفسها؛ لأجل أن تحنط ويحتفل بها احتفالًا دينيًّا. ولكننا لا نعلم على وجه التأكيد إلى أي حد اشترك النوبيون في «عنيبة» في الحكم. وعلى أية حال نجد أنه كان يعيش بجانب المصريين، وبمعزل عنهم سكان أصليون تحت حكم رئيس من بني جلدتهم، ويحمل لقب «أمير معام» ويدعى «حقا نفر» وقد عاش في عهد «توت عنخ آمون»، وكان بين عظماء «واوات» الذين أحضروا الجزية المفروضة عليهم لابن الملك في «طيبة»، وقد بقيت السيادة المصرية مستمرة في «عنيبة»، حتى حكم الفرعون «رعمسيس السادس» الذي نحن بصدده الآن.
وفي عهد الأسرة الثامنة عشرة تم بناء مدينة «عنيبة»، التي بدأت في عهد الدولة الوسطى، وكذلك أقيم المعبد في الركن الشمالي الشرقي داخل السور.
ويتبع الجزء الرئيسي من الجبانة S بما فيها من آبار ومقابر هرمية الشكل هذا العهد، وفي نهاية هذه الجبانة تقع مقبرة «بننوت» العظيمة المحفورة في الصخر (راجع Steindorff Aniba, I, p. 21 ff.).
...........................................
1-استعمل علماء الآثار الذين حفروا في هذه الجهات هذه الأحرف لترمز لأنواع الثقافات والمدنيات في بلاد النوبة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|