المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعليق لسان الدين
2024-10-01
ترجمة يحيى البرغواطي
2024-10-01
اسلوب التحذير والاغراء
2024-10-01
اسلوب التعجب
2024-10-01
توكيد الافعال بنوني التوكيد
2024-10-01
الممنوع من الصرف
2024-10-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مفاكهة وممازحة الزوجة ومداعبتها  
  
31   01:57 صباحاً   التاريخ: 2024-10-01
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص417ــ418
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يُوجد حالة من السرور بينه وبين زوجته تقوم على أساس المفاكهة والممازحة وغير ذلك.

إن الزوج وبحكم كونه دائم التواجد مع الزوجة فإنه يفترض به أن يخلق أجواءً بهيجة تكون محفزة على التقارب بينهما وباعثة على طرد الملالة، وفاعلة في تنفيس هموم الحياة الضاغطة عليهما.

والمفاكهة والممازحة من صميم الإنسجام والوئام الزوجي، وذلك لأن الزوج الذي يمازح زوجته وزوجته تقابله وتوافقه على ذلك؛ إنما يدل فعله على أنه وإياها تخطيا مرحلة الإنسجام الفكري والعاطفي، واستقرت حياتهما، وهما الآن - بالمفاكهة والمزاح - يعبران عن هذا الإنسجام والإستقرار ببعث السرور في قلبيهما بقالب المزاح والمفاكهة.

والممازحة والمفاكهة بالحقيقة يدخلان ضمن عموم السرور الذي حث الإسلام عليه حثاً شديداً، وفي الحديث أن المرأة الصالحة هي التي إذا رآها زوجها سرته(1)، وفي حديث آخر وزوجة مؤمنة تسره إذا نظر إليها(2).

وإدخال السرور على الزوجة من قبل الزوج بقالب المفاكهة والممازحة هو إحسان وخير، وقد قال (صلى الله عليه وآله): (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي(3)، وقال (صلى الله عليه وآله): عيال الرجل أسراؤه وأحب العباد إلى الله عزَّ وجل أحسنهم صنعاً إلى أسرائه(4).

والمفاكهة والممازحة هي مداعبة أيضاً والمداعبة والملاعبة على نحوين:

الأول: عام فيشمل كل الأوقات والحالات وليس مخصصاً بوقت المعاشرة الغريزية.

الثانية: خاص ووقته ما قبل المعاشرة الغريزية.

وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((ليس شيء تحضره الملائكة إلا الرهان وملاعبة الرجل أهله))(5) ، وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): ((كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: في تأديبه الفرس، ورميه عن القوس، وملاعبته إمرأته فإنهن حق))(6) ، وعنه (صلى الله عليه وآله): ((ثلاثة من الجفا: أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يُدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب وأن يجيب فلا يأكل، ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة))(7).

__________________________________

(1) وسائل الشيعة، ج20، ص39.

(2) م. ن، ص 40.

(3) م. ن، ص 171.

(4) م. ن.

(5) م. ن، ص 118.

(6) م. ن.

(7) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.