اسلوب التعجب          

ويكون بطرق كثيرة غير مبوب لها في النحو كقولك في الاستفهام التعجبي: وهما . كيف تتقاعس أمام العدو. فأنت تستغرب من المخاطب وتتعجب من تقاعسه أمام العدو. وكقولك في التعجب منه مقاتلا: لله دره مقاتلاً. غير أن اسلوب التعجب مشهور بصيغتين تدخلان تحت موضوع التعجب ما أفعل . أفعل بـ . فتقول وفق الصيغة الأولى: ما أجبن العدو. ما اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أجبن: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما . العدو: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره . والجملة الفعلية من أجبن والعدو أي من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع خبر المبتدأ ما . وجملة التعجب هنا جملة اسمية وكأنك قلت: شيء عظيم جعل العدو جبانا . وتقول وفق الصيغة الثانية:

                                     499

أكرم بالفدائي . أكرم: فعل ماض مبني على السكون جاء على صيغة الأمر وليس أمراً. بالفدائي : الباء حرف جر زائد . الفدائي : مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل أكرم . وجملة التعجب هنا جملة فعلية وكأنك قلت: كرم الفدائي جداً . إذا أردت أن تتعجب من فعل يدل على عيب أو حلية أو لون أو بفعل فوق الثلاثي، فتأتي بفعل مساعد مناسب على وزن أفعل، وتتبعه بمصدر الفعل الذي تريد التعجب به، وتأتي بصاحب الفعل مضافاً إليه، فتقول بالترتيب: ما أوضح عرج الحصان . ما أفضل دعج عينيه . أكثر اصفرار الزهرة .ما أشد استهتار العدو بنا .ما اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . اشد: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. استهتار مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخر وهو مضاف . العدو: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهرة على آخره . بنا : شبه جملة متعلق باستهتار والجملة الفعلية : أشد استهتار العدو بنا» في محل رفع خبر المبتدأ . إذا كان الفعل منفياً وأردت أن تبني صيغة التعجب، أتيت بفعل مساعد مناسب ثم المصدر المؤول للفعل الذي تريد أن تتعجب به، فتقول من : لا يتمادى : ما أولى أن لا يتمادى الشقي.

                                       500

ما: اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أولى : فعل ماض مبني على الفتح، أو الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. أن : حرف مصدري ونصب . لا : حرف نفي . يتمادى : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. الشقي : فاعل يتمادى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . والمصدر المؤول من ألا يتمادى الشقي» في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية من أولى ألا يتمادى الشقي» في محل رفع خبر المبتدأ . إذا كان الفعل مبنياً للمجهول بنيت صيغة التعجب منه كما تبنيها من المنفي فتقول من : يُعاقب المسيء: ما أولى أن يُعاقب المسيء. ما اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أولى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر. أن : حرف مصدري ونصب. يعاقب : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره . المسيء : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . والمصدر المؤول : أن يعاقب المسيء» في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية من أولى أن يعاقب المسيء» في محل رفع خبر المبتدأ .

                                           501

التعلق بفعل التعجب : أ - إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بـ إلى وذلك لا يكون إلا في حب وبغض، كقولك : ما أحب فلسطين إلى قلبي . ما أبغض المغتصب إلى نفسي . فالمجرور بـ إلى في الجملة الأولى - وهو قلب ـ هو فاعل في المعنى لأنه هو الذي يحب فلسطين والمجرور في الجملة الثانية - وهو نفس ـ هو فاعل المعنى لأنه هو الذي يبغض المغتصب. ب - إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام كقولك : ما أحب السباح للبحر. ما أبغض المحامي للظلم .ما أكسبني للثناء . فالبحر في الجملة الأولى مفعول به في المعنى إذ أن السباح يحبه، والظلم في الجملة الثانية مفعول به في المعنى إذ أن المحامي يبغضه، والثناء في الجملة الثالثة مفعول به أيضاً فأنا أكسبه . أما إذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم أو جهل أو ما في معناهما جررت المفعول به بالباء فتقول : ما أعلمه بالأخبار. ما أعرفه بالحق .ما أجهله بالصدق .ما أبصره بالإجابة الحسنة .والأصل: يعلم الأخبار يعرف الحق يجهل الصدق، يبصر الإجابة الحسنة .

                                      502

جــ ـ إذا كان فعل التعجب متعدياً في الأصل بحرف جر، أبقيت مفعوله مجروراً بحرف الجر ويبقى الاستعمال هو هو، فتقول: ما أغضبني على الخائن. ما أرضاني عن الأمين . ما أشد تمسكي بالصدق. ما أسرع إذ عاني إلى الحق. والأصل: أغضب على الخائن أرضى عن الأمين، أتمسك بالصدق، أذعن إلى الحق . د ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة أفعل بـ إلا إذا كان المتعجب منه . ، مصدراً مؤولاً مسبوقاً بأن أو أن كقولك : نبيهاً. أحبب إلى أبي أن أتفوق . أحبب : فعل ماض مبني على السكون جاء على صيغة التعجب. إلى أبي : شبه جملة متعلق بالفعل أحبب. أن : حرف مصدري ونصب. أتفوق : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخر. والفاعل ضمير مستتر في محل رفع فاعل أحبب . وأصل الجملة : أحبب إلى أبي بأن أتفوق وما أحرى بالطالب أن يكون ومثل ذلك: أخلق بالقائد أن يكون في مقدمة الجيش. لا يجوز أن يفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه إلا بشبه الجملة أو النداء أو الشرط كقولك على الترتيب: ما أجمل ـ في الليل ـ البدر ما أفضل ـ يا همام ـ لغتك .

                                      503

ما أجود ـ إذا نصحت ـ نصيحتك .  يجوز أن تزاد كان بين ما التعجبية وفعل التعجب وتسمى كان الزائدة كقولك : ما كان أعدل الخلفاء الراشدين. ما اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. كان زائدة . أعدل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الخلفاء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره . الراشدين : صفة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه . جمع مذكر سالم . وجملة أعدل الخلفاء الراشدين جملة فعلية في محل رفع خبر المبتدأ ما . يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه وهو المنصوب بعد «ما أفعل» والمجرور بالباء بعد أفعل بـ»، وذلك إذا كان الكلام واضحاً بدونه وغالباً ما يكون هذا في الشعر كما سيأتي في الشواهد. شواهد التعجب : أ - شواهد ما أفعل : 1 - فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في ا قليل ب - شواهد أفعل بـ : 1 - أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الـشـبـاب تعـود 2 - أعزز بنا وأكف إن دعـينـا يوماً إلى نصرة من يلينا ج - شواهد المتعجب منه المصدر المؤول المحذوف حرف الجر قبله : 1 - وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما العباس بن مرداس

                                     504

2-اخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته  ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ  د- شواهد الفصل بين أجزاء صيغة التعجب : 1-أقيم بدار الحزم ما دام حزمها  وأحر اذا مالت بأن أتحولا أوس بن حجر 2-قال عمر بن معد يكرب : لله در بني سليم ما أحسن في الهيجاء لقاءها وأكرم في  اللزبات عطاءها وأثبت في المكرمات بقاءها . 3-قال علي بن أبي طالب لما رأى عمار بن ياسر مقتولا : أعزز علي أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدلا . هـ - شواهد كان الزائدة : 1-أرى أم عمرو دمعها قد تحدرا  بكاء على عمرو وما كان أصبرا لإمرئ القيس و- شواهد حذف المتعجب منه : 2- جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما علي بن أبي طالب 3- فذللك ان يلق المنية يلقها  حميدا وان يستغن يوما فاجدر