المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعليق لسان الدين
2024-10-01
ترجمة يحيى البرغواطي
2024-10-01
اسلوب التحذير والاغراء
2024-10-01
اسلوب التعجب
2024-10-01
توكيد الافعال بنوني التوكيد
2024-10-01
الممنوع من الصرف
2024-10-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التأسي بالنبي (صلى الله عليه وآله)  
  
46   02:00 صباحاً   التاريخ: 2024-10-01
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص219ــ223
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يتأسى ويقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يكون زوجاً سعيداً يعيش الهناءة والإستقامة في سائر أحواله.

فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان:

((متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليس له راحة ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضولاً ولا قصيراً فيه، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم ذواقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض من طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام...

كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك وكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء، جزءاً لله عزّ وجل، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جزاه بينه وبين الناس. فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يدخر - أو قال لا يدخر - عنهم شيئاً(1)...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخزن(2) لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم(3) ولا يفرقهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس الفتن، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه(4)، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس فيحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله جل اسمه، ولا يوطن الأماكن(5) وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كلاً. من جلسائه نصيبه، حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه(6) في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطه، وخُلقه فكان لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات ولا يوهن فيه الحرم(7) ولا تنثى(8) فلتاته متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى، متواضعون، يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب ...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دائم البشر، سهل الخُلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب(9) ولا فحاش ولا عياب(10) ولا مداح(11)، يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث:

المراء(12). والإكثار ومما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته(13)، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليهم، يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ، ولا يقطع عن أحد حديثه حتى يجوز(14) فيقطعه بانتهاء أو قيام ...

كان سكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أربعة: على الحلم والحذر والتقدير والتفكر، فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكره ففيما يبقى ويفني، وجمع له الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستنفره، وجُمع له الحذر في أربعة: أخذه بالحسن ليُقتدى به، وتركه القبيح ليُنتهي عنه، واجتهاده فيما أصلح أمته، والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة ...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعود(15) المريض، ويتبع الجنازة... يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ... يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ...

كان رسول الله حييا، لا يسأل شيئاً إلا أعطاه ... أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه ...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرة، من خالطه معرفة أحبه ...

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشجع الناس وأحسن الناس، وأجود الناس ... يعرف رضاه وغضبه في وجهه ... إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده ... كان يقول: إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً ... إذا حدث بحديث تبسم في حديثه... يداعب(16) الرجل يريد به أن يسره...

إذا خرج مشى أصحابه أمامه وتركوا ظهره للملائكة ... إذا مشى مشى مشياً يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا بكسلان ... لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتى يحمله معه ...

ما صافح رسول الله أحداً قط فنزع (صلى الله عليه وآله) يده من يده حتى يكون هو(17) الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف، وما نازعة أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت، وما رؤي مقدماً رجله بين يدي جليس له قط، ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى تنتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه الله تبارك وتعالى وما أكل متكئاً قط حتى فارق الدنيا، وما سُئل شيئاً قط فقال لا وما رد سائلاً حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا (18)، وكان يُعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر من يرفع يده وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده وإذا شرب شرب ثلاثة انفاس، وكان يمص الماء مصاً ولا يعبّه عبّاً، وكانت يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه، فكان لا يأخذ إلا بيمينه ولا يعطي إلا بيمينه وكانت شماله لما سوى ذلك من بدنه، وكان يحب التيمن في كل أموره في لبسه وتنعله وترجله، وكان إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا تكلم تكلم وتراً وإذا استأذن استأذن ثلاثاً، وكان كلامه فصلاً يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين وليس بأفلج، وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحداً بشيء يكرهه، وكان إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقاً، وكان لا يذمّ ذواقاً ولا يمدحه ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده وكان المحدث عنه يقول: لم أرَ بعيني مثله قبله ولا بعده (صلى الله عليه وآله)(19).

_______________________________

(1) يدخر: يحتفظ ، أي كان لا يحتفظ لنفسه بشيء.

(2) يخزن: أي يكف.

(3) ويؤلفهم: أي يجعلهم متآلفين.

(4) وجهه بشوش وخلقه حسن.

(5) أي لا يتخذ مكاناً خاصاً به دائماً.

(6) قاومه: الحّ عليه.

(7) لا تهتك فيه الحرم.

(8) تُنثى: تظهر.

(9) صخاب: عالي الصوت.

(10) عياب: يكثر العيب.

(11) مداح: يمدح كثيراً.

(12) المراء الجدال الباطل.

(13) سوأته.

(14) يتجاوز حده.

(15) يزور.

(16) يمازح.

(17) أي الشخص الآخر ينزع يده.

(18) ثرثرة.

(19) راجع مكارم الأخلاق وكل ما ذكرناه مختصر أحاديث كثيرة أسقطنا أسانيدها،

واقتطعنا منها ما ذكرناه هنا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.