أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2018
2141
التاريخ: 2024-09-29
198
التاريخ: 2024-03-16
728
التاريخ: 10-1-2019
2253
|
في البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى النزاعات ذات الصبغة المادية، والتي غالباً ما تؤدي إلى شلّ الحياة المشتركة أو التفكير بالانفعال، يمكن الإشارة إلى ما يلي:
1ـ الوعود الكاذبة:
أن بعض الزيجات تنهض على أساس خاطئ حيث يكون الهدف - مثلاً - كسب الثراء والتمتع بأملاك الطرف الآخر.
ومن أجل هذا يقوم البعض بدور الثري ويحاول من خلال ذلك النفوذ إلى قلب الفتاة وأهلها، وبالتالي كسب موافقتهم على الزواج على أساس بعض الوعود، ثم سرعان ما تظهر الحقيقة كاملة ولكن بعد فوات الاوان وحينها ينشب النزاع.
وقد يحصل ذلك حتى بعد الزواج حيث تشترط الزوجة ذلك، فيقوم الزوج، ومن أجل إثبات حبه لها بإطلاق الوعود الذهبية التي لا تجد لها في أرض الواقع مكانا مما يؤدي بالزوجين إلى النزاع.
2ـ الكماليات:
من أسباب النزاع في الحياة الزوجية بل وحتى الوقوع في الحرام، خاصة لدى الرجال، هي كماليات المرأة، ذلك أن إنفاق الزوجة في هذا المضمار لا يكاد ينتهي بل إنه قد يسجل خطاً بيانياً متصاعداً بمرور الأيام، مما يزيد في أعباء الرجل وإرهاقه بالطلبات المستمرة، الأمر الذي يؤدي به في بعض الحالات إلى أن يمد يده إلى الحرام، وهي بداية انهيار الرجل وسقوطه، وبالتالي سقوط وانهيار الأسرة في النهاية.
إن اعتدال المرأة في الإنفاق والحد من شراء الكماليات هو دليل على حسن نواياها تجاه زوجها وأبنائها، الأمر الذي يهيئ جواً من الصفاء الروحي والسعادة.
نعم، إن المال يحل العديد من المشاكل ويطفئ الكثير من الرغبات الملتهبة، ولكنه عاجز عن أن يهب الروح ذلك الشعور الهادئ بالطمأنينة والسلام.
3ـ هاجس المادة:
قد ينشب النزاع أحياناً بسبب هاجس الحياة المادية، فقد يشعر البعض لدى سماعهم أو مشاهدتهم حياة الآخرين بالحقارة فيسعى، ومن أجل التنفيس عن عقدته تلك، إلى تفجير الوضع مع زوجه، أو ربما يجنح الخيال ببعضهم فيصور أنه قد خسر في زواجه الكثير، وأنه قد تحطم، ولذا يسعى إلى الانتقام من خلال النزاع مع شريك حياته، وأنه بذلك سيسترد كل ما قد خسره غافلا عن أن النزاع سيأتي على البقية الباقية من عمره، فمسلسل النزاع لا ينتهي، وإذا انتهى فإلى الطلاق والانهيار الشامل للوجود العائلي.
4ـ المظاهر الفارغة:
يعصف النزاع في بعض الأحيان بسبب المظاهر الفارغة التي تنشأ عادة عن التنافس وهاجس التقدم والتحرك في ضوء ما تفرضه الموديلات الحديثة، والخوف من التخلف في هذا الميدان!.
فمثلا يسعى أحدهم لشراء ساعة جميلة، ذلك أن ساعته تبدو قديمة في مقياس موضة اليوم.
أو تسعى إحداهن لشراء تحفة تضعها في أحد الرفوف تزيد في المنزل جمالا وتكسبه رونقا في غفلة عن أن جمال البيت الحقيقي هو في شيء آخر ينبض بالحياة لا في تلك الأشياء الميّتة.
إن اللهاث وراء المظاهر الفارغة لا يكسب المرء شأناً ولا يمنحه قيمة، بل أن بعض النزاعات التي تحط من قدر الإنسان وسمعته إنما تنشاً بسبب تلك المظاهر التافهة.
5ـ الطموح اللامعقول:
هناك بعض النساء يطمحن إلى أشياء لا يمكن تحقيقها، إذا أخذن بنظر الإعتبار وضع أزواجهن المعاشي، ولذا إن طلباتهن لا تنتهي، ولا تقف عند حد معين، ولأن تنفيذ هذه الطلبات خارج عن إمكانات الزوج عند ذلك يبدأ النزاع.
من الخطأ أن تمد المرأة يدها دائماً إلى الرجل وتطلب منه أن ينفذ لها ما تطمح إليه. إن عزة المرأة وكرامتها تكمن في استغنائها عن الرجل وعدم الإلحاح عليه في الطلب. لقد ورد في كتب التاريخ أن فاطمة الزهراء لم تطلب من زوجها - سلام الله عليهما - شيئاً.
إن الرجل العاقل ليدرك ما تطمح إليه زوجته، ولذا فهو يسعى - حتى إذا لم تطلب منه ذلك - إلى تحقيق طموح زوجته.
ما جدوى الطموحات التي تكون آثارها معاناة وعذاباً للطرف الآخر أو ربما سقوطه في بؤرة الحرام؛ كل ذلك من أجل تأمين تلك الطلبات وتحقيق تلك الطموحات.
6ـ سوء الظن:
قد يعصف النزاع في الحياة الزوجية - خاصة لدى الشباب - انطلاقاً من سوء الظن، فقد نجد المرأة - مثلا - تشكك بأن زوجها ينفق مرتبه أو ما يكسبه من المال في التسكع والعبث واللهو أو في موارد اخرى لا تعرفها.
وقد يظن الرجل بأن زوجته تنفق المال المقرر لتغطية نفقات البيت في موارد تافهة أو تدخره لأمور يرفضها تماماً، ومثل هكذا مشاكل يمكن حلها من خلال حوار هادئ لحساب الدخل وما يتطلبه المنزل من نفقات، كما يمكن القضاء على جذور الشك تماماً من خلال مصارحة الزوجين بعضهما البعض وعدم الاحتفاظ بالأسرار التي لا طائل من ورائها سوى النزاع والمشاكل.
7ـ اللامبالاة:
نشعر بالأسف عندما نصادف أشخاصاً يعيشون في دنياهم دون شعور بالمسؤولية ودون أي اعتبار للآخرين، وأكثر هؤلاء طبعاً إن لم نقل كلهم لا هم لهم سوى أنفسهم ولا يحملون في أعماقهم الخاوية أي تفكير بأزواجهم وأولادهم.
إن أول بند في الحياة الزوجية هو الاشتراك والمشاركة في كل شيء، فإذا كان هناك جوع فينبغي أن يجوع الجميع، وإذا كان هناك فقر فينبغي أن يعم الجميع، وإذا كان هناك أمل فيجب أن يضيء قلوب الجميع. الأسرة وحدة واحدة لا تتجزأ، وعلى الرجل - باعتباره المسؤول الرئيس - أن يكون همه الأول زوجته وأبناؤه؛ وعلى هذا فينبغي عليه أن يرفض حتى الولائم التي يدعونه إليها إذا عرف بأن أهله وعياله سيبقون دونما طعام ذلك اليوم. ليس من حقه أن يملأ معدته في حين يتضور عياله جوعاً إن وجوده بينهم وتحمله للجوع والفقر باعث على بث الأمل والرجاء وروح التضامن في الأسرة.
لقد كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) امبراطوراً للشرق الأوسط ولكنه كان يبيت جائعاً (فلعل بالحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع).
8ـ الفقر خنجر مسموم:
سرعان ما تلتئم جراح الجسد ولكن ما أصعب التئام جراح الروح. إن الفقر خنجر مسموم يصيب الكرامة في الصميم. ومع الأسف، تقوم بعض النساء، وبسبب فقر أزواجهن، بصب اللعنات تلو اللعنات عليهم وتوجيه ذلك السلاح الرهيب لتصيب منهم مقتلا وتحويلهم بالتالي إلى مجرد عبيد لا حول لهم ولا قوة.
وإذا ما حدث وخامر البعض إحساس بالمهانة وقام - ومن أجل الخلاص من هذا الوضع المزري - بارتكاب عمل حرام كالسرقة أو الاختلاس، فإن مسؤولية المرأة في ذلك غاية في الوضوح.
9ـ عمل المرأة:
من أجل تغطية نفقات البيت ومواجهة أعباء الحياة تدخل المرأة ميدان العمل، وبالرغم من أن هذا العمل سيعالج جانباً من المشاكل إلا أنه سيكون باعثاً لمشاكل اخرى، ذلك أن غياب المرأة عن البيت يعني غياب الدفء عن المنزل، وغياب ذلك الحنان الذي يضم بين حناياه الأطفال، وسيحدث خلل في مسيرة الحياة داخل المنزل، فعودة الرجل والمرأة إلى البيت وهما مرهقان ثم تناولهما طعاما مؤلفاً من عدة شطائر أحضراها خلال عودتهما من العمل، سيخلف بعض التراكمات في النفوس، كما أن غياب المرأة عن المنزل يعني حضور الخادم أو الممرضة أو... ، وهذا أيضاً يضيف إلى المتاعب قدرا آخر مما يؤدي في المدى البعيد إلى انفجار الوضع وانهيار الأسرة.
10ـ الشعور بالغربة:
هناك العديد من المشكلات التي تحدث في الحياة الزوجية من جراء الإحساس والشعور بالغربة، فمثلاً يمد الرجل يده إلى شيء في البيت فتعترضه زوجته قائلة: إنه يتعلق بي. إنه ملكي، ولا يحق لك أن تتصرف به أو حتى أن تلمسه.
وربما ودت المرأة أن تبدي رأيها في موضع ما فينهرها الرجل قائلا؛ ليس من حقك التدخل في هذا الموضوع، إنه لا يتعلق بك لا من قريب ولا من بعيد.
إن الحياة الأسرية تعني الحياة المشتركة تحت سقف واحد، تعني ذوبان الزوجين واشتراكهما في كل شأن وفي كل شيء.
إن أولى مستلزمات الحياة المشتركة هي غياب ضمير الأنا في التفكير والممارسة والحديث، فالحياة الزوجية أشبه ما تكون برحلة يقوم بها صديقان حيث تتطلب منهما التعاون في كل شيء وفي كل عمل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|