أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/حضور الائمة عليهم السلام وما يعاينه المؤمن والكافر/الإمام الباقر (عليه السلام)
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال. حدثنا
يحيى بن علق بن عبد الجبار السدوسي بسيرجان، قال: حدثني عمي محمد بن عبد الجبار،
قال: حدثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه الحسين
بن عون، قال: دخلت على السيد بن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها، فوجدته
يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه، وكانوا عثمانية، وكان السيد جميل الوجه، رحب
الجبهة، عريض ما بين السالفتين ، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد،
ثم لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه - يعني اسودادا - فاغتم لذلك من حضره من
الشيعة، فظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك
المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضا وتنمي حتى أسفر وجهه وأشرق، وأفتر
السيد ضاحكا، وأنشأ يقول: كذب الزاعــمون أن عـليا * لن ينجي محبه مـن
هنـاة
قد وربي دخلت جنة عدن * وعفا لي الاله عن
سيئاتي
فأبـشروا اليوم أولياء علي * وتولوا عليا
حتى المـمات
ثم من بـعده تولـــوا بنيــه * واحدا بعد
واحد بالصفات .
ثم أتبع قوله هذا : " أشهد أن لا إله
إلا الله حقا حقا، وأشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا، أشهد أن عليا أمير المؤمنين
حقا حقا، أشهد أن لا إله إلا الله " ثم أغمض عينيه بنفسه، فكأنما كانت روحه
ذبالة طفئت، أو حصاة سقطت.
قال علي بن الحسين: قال لي أبي الحسين بن
عون: وكان أذينة حاضرا، فقال: الله أكبر، ما من شهد كمن لم يشهد، أخبرني - وإلا
فصمتا - الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر وعن جعفر (عليهما السلام) أنهما قالا: حرام
على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة، حتى ترى محمدا وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا
(عليهم السلام) بحيث تقر عينها، أو تسخن عينها، فانتشر هذا القول في الناس، فشهد
جنازته والله الموافق والمفارق.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 627
تاريخ النشر : 2024-04-02