وَأمّــا حَقُّ
الخَصْمِ المُدَّعِي عَلَيْكَ، فَإنْ كَانَ مَا يَدَّعِي عَلَيكَ حَقّــاً
لَمْ تنفَسِخ فِي حُجَّتِهِ وَلَمْ تَعمَلْ فِي إبطَـالِ دَعْوَتِهِ وَكُنْتَ
خَصْـــمَ نفْسِكَ لَهُ والحَـاكِمَ عَلَيْهَا والشَّـــاهِدَ لَهُ
بحَقِّهِ دُونَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ، فَـإنَّ ذلِكَ حَقُّ اللَّهِ
عَلَيْكَ، وَإنْ كَانَ مَــا يَدَّعِيهِ بَــاطِلاً رَفَقْتَ بهِ
وَرَوَّعْتَهُ ونـــــاشَدتهُ بدِينِه وَكَسَرْتَ حِدَّتهُ عَنكَ بذِكْرِ اللهِ
وَأَلْقَيْتَ حَشْوَ الْكَلامِ وَلَغَطَــهُ الَّذِي لا يَرُدُّ عَنْكَ
عَــاديَةَ عَدُوِّكَ بَلْ تبُوءُ بإثمِهِ وَبهِ
يَشْحَذُ عَلَيْكَ سَيفَ عَدَاوَتِهِ لأَنَّ لَفْظَةَ السُّوءِ تَبعَثُ
الشَّرَّ. وَالخَيْرُ مُقْمِعَةٌ لِلشَّرِّ، وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ.