أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/طاعة الامام والتسليم له وموالاته/الامام الصادق عليه السلام
أبو الحسن بن عبد
الله، عن ابن أبي يعفور قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده نفر
من أصحابه - فقال: يا بن أبي يعفور هل قرأت القرآن ؟ قال: قلت: نعم هذه القراءة،
قال: عنها سألتك ليس عن غيرها، قال: فقلت: نعم جعلت فداك ولم ؟ قال: لان موسى عليه السلام
حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم،
ولان عيسى عليه السلام حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه
فقاتلهم فقتلهم، وهو قول الله عز وجل: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا
ظَاهِرِينَ } [الصف: 14] وأنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه
فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم، وهي آخر خارجة يكون، ثم يجمع
الله – يا بن أبي يعفور - الاولين والآخرين، ثم يجاء بمحمد صلى الله عليه
وآله في أهل زمانه فيقال له: يا محمد بلغت رسالتي واحتججت على القوم بما أمرتك
أن تحدثهم به ؟ فيقول: نعم يا رب، فيسأل القوم: هل بلغكم واحتج عليكم ؟ فيقول قوم:
لا، فيسأل محمد صلى الله عليه وآله فيقول: نعم يا رب - وقد علم الله تبارك وتعالى
أنه قد فعل ذلك - يعيد ذلك ثلاث مرات فيصدق محمدا ويكذب القوم،
ثم يساقون إلى نار جهنم، ثم يجاء بعلي في أهل زمانه فيقال له: كما قيل لمحمد صلى
الله عليه وآله ويكذبه قومه ويصدقه الله ويكذبهم، يعيد ذلك ثلاث مرات ثم الحسن ثم
الحسين ثم على بن الحسن - وهو أقلهم أصحابا، كان أصحابه أبو خالد الكابلي ويحيى بن
ام الطويل وسعيد بن المسيب وعامر بن واثلة وجابر ابن عبد الله الانصاري، وهؤلاء
شهود له على ما احتج به - ثم يؤتى بأبي يعني محمد بن علي على مثل ذلك ثم يؤتي
بي وبكم فاسأل وتسألون، فانظروا ما أنتم صانعون، يا بن أبي يعفور إن الله عز وجل هو
الآمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر الذين هم أوصياء رسوله، يا بن أبي يعفور
فنحن حجج الله في عباده، وشهداؤه على خلقه، وامناؤه في أرضه، وخزانه على علمه، والداعون
إلى سبيله، والعاملون بذلك، فمن أطاعنا أطاع الله، ومن عصانا فقد عصى الله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 284 ]
تاريخ النشر : 2023-09-20