الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الاربعاء ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٧هـ المصادف ۰٥ تشرين الثاني۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/مواضيع متفرقة/شخصيات/ابو طالب (عليه السلام)
امض لامرك فوالله لا أخذلك أبدا...
تاريخ النشر : 2025-11-05
الطبري والبلاذري أنه لما نزل : « فاصدع بما تؤمر » صدع النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ونادى قومه بالإسلام ، فلما نزل : « إنكم وما تعبدون من دون الله » الآيات ، أجمعوا على خلافه ، فحدب عليه أبو طالب ومنعه ، فقام عتبة والوليد وأبو جهل والعاص إلى أبي طالب فقالوا : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وظلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا فمضى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه ، أسلم بعض الناس ، فاهتمشوا إلى أبي طالب مرة اخرى فقالوا : إن لك سنا وشرفا ومنزلة وإنا قد اشتهيناك أن تنهى ابن أخيك فلم ينته ، وإنا والله نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ، فقال أبو طالب للنبي (ص) : ما بال أقوامك يشكونك؟ فقال صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : إني اريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية ، فقالوا : كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا! قال أبو طالب : وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ قال : « لا إله إلا الله » فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولن « أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب » إلى قوله : « عذاب ».
قال ابن إسحاق : إن أبا طالب قال له في السر : لا تحملني من الامر ما لا اطيق ، فظن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أنه قد بدا لعمه ، وأنه خاذله ، وأنه قد ضعف عن نصرته ، فقال : يا عماه لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا القول حتى انفذه أو اقتل دونه ، ثم استعبر فبكى ، ثم قام يولي ، فقال أبو طالب : امض لأمرك فوالله لا أخذلك أبدا.
وفي رواية أنه قال صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : إن الله تعالى أمرني أن أدعو إلى دينه الحنيفية ، و خرج من عنده مغضبا ، فدعاه أبو طالب وطيب قلبه ووعده بالنصر ، ثم أنشأ يقول :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
    حتى اوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضه
    وابشر بذاك وقر منك عيونا
ودعوتني وزعمت أنك ناصح
     فلقد صدقت وكنت قدما أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه
    من خير أديان البرية دينا
لولا المخافة أن يكون معرة
   لوجدتني سمحا بذاك مبينا
الطبري والواحدي بإسنادهما عن السدي ، وروى ابن بابويه في كتاب النبوة عن زين العابدين عليه ‌السلام : أنه اجتمعت قريش إلى أبي طالب ورسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله عنده ، فقالوا : نسألك من ابن أخيك النصف ، قال : وما النصف منه؟ قالوا : يكف عنا ونكف عنه ، فلا يكلمنا ولا نكلمه ، ولا يقاتلنا ولا نقاتله ، ألا إن هذه الدعوة قد باعدت بين القلوب ، وزرعت الشحناء وأنبتت البغضاء ، فقال : يا ابن أخي أسمعت؟ قال : يا عم لو أنصفني بنو عمي لأجابوا دعوتي وقبلوا نصيحتي ، إن الله تعالى أمرني أن أدعو إلى دينه الحنيفية ملة إبراهيم ، فمن أجابني فله عند الله الرضوان والخلود في الجنان ، ومن عصاني قاتلته حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
فقالوا : قل له : يكف عن شتم آلهتنا فلا يذكرها بسوء ، فنزل : « أفغير الله تأمروني أعبد » قالوا ، إن كان صادقا فليخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر ، فإن وجدناه صادقا آمنا به ، فنزل : « وما كان الله ليذر المؤمنين » قالوا : والله لنشتمنك وإلهك ، فنزل : « فانطق الملا منهم » قالوا : قل له فليعبد ما نعبد ونعبد ما يعبد ، فنزلت سورة الكافرين ، فقالوا : قل له : أرسله الله إلينا خاصة أم إلى الناس كافة؟ قال : بل إلى الناس ارسلت كافة : إلى الابيض والاسود ، ومن علي رؤوس الجبال ، ومن في لجج البحار ، ولأدعون السنة فارس والروم « يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا » فتجبرت قريش واستكبرت وقالت : والله لو سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا ولقلعت الكعبة حجرا حجرا ، فنزل : « وقالوا إن نتبع الهدى معك » وقوله : « ألم تر كيف فعل ربك » فقال المطعم بن عدي : والله يا با طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على أن يتخلصوا مما تكرهه ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا.
فقال أبو طالب : والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت على خذلاني ومظاهرة القوم علي ، فاصنع ما بدالك ، فوثب كل قبيلة على ما فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم والاستهزاء بالنبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، ومنع الله رسوله بعمه أبي طالب منهم ، وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا تصنع ما تصنع في بني هاشم فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله والقيام دونه إلا أبا لهب كما قال الله : « ولينصرن الله من ينصره » وقدم قوم من قريش من الطائف وانكروا ذلك ووقعت فتنة ، فأمر النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله المسلمين أن يخرجوا إلى أرض الحبشة.
ابن عباس : دخل النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله الكعبة وافتح الصلاة ، فقال أبو جهل : من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته؟ فقام ابن الزبعري وتناول فرثا ودما وألقى ذلك عليه ، فجاء أبو طالب وقد سل سيفه ، فلما رأوه جعلوا ينهضون ، فقال : والله لئن قام أحد جللته بسيفي ، ثم قال : يا ابن أخي من الفاعل بك؟ قال : هذا عبد الله ، فأخذ أبو طالب فرثا ودما وألقى عليه.
وفي رواية متواترة أنه أمر عبيده أن يلقوا السلى عن ظهره ويغسلوه ، ثم أمرهم أن يأخذوه فيمروا على أسبلة القوم بذلك.
الطبري والبلاذري والضحاك قال : لما رأت قريش حمية قومه وذب عمه أبي طالب عنه جاؤوا إليه وقالوا : جئناك بفتى قريش جمالا وجودا وشهامة : عمارة بن الوليد ، ندفعه إليك يكون نصره وميراثه لك ، ومع ذلك من عندنا مال ، وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا فنقتله! فقال : والله ما أنصفتموني ، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وتأخذون ابني تقتلونه؟! هذا والله ما لا يكون أبدا ، أتعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لا تحن إلى غيره؟ ثم نهرهم فهموا باغتياله ، فمنعهم أبو طالب من ذلك وقال فيه.
حميت الرسول رسول الاله
    ببيض تلالا مثل البروق
أذب وأحمي رسول الاله
     حماية عم عليه شفوق
وأنشد :
يقولون لي دع نصر من جاء بالهدى
     وغالب لنا غلاب كل مغالب
وسلم إلينا أحمد واكفلن لنا
    بنيا ولا تحفل بقول المعاتب
فقلت لهم :
الله ربي وناصري
    على كل باغ من لؤي بن غالب
مقاتل : لما رأت قريش يعلو أمره قالوا : لا نرى محمدا يزداد إلا كبرا وتكبرا ، وإن هو إلا ساحر أو مجنون ، وتوعدوه وتعاقدوا لئن مات أبو طالب ليجمعن قبائل قريش كلها على قتله ، وبلغ ذلك أبا طالب فجمع بني هاشم وأحلافهم من قريش فوصاهم برسول الله ، وقال : إن ابن أخي كما يقول ، أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا إن محمدا نبي صادق وأمين ناطق وإن شأنه أعظم شأن ومكانه من ربه أعلى مكان ، فأجيبوا دعوته ، واجتمعوا على نصرته ، وراموا عدوه من وراء حوزته ، فإنه الشرف الباقي لكم الدهر ، وأنشأ يقول :
اوصي بنصر النبي الخير مشهده
    عليا ابني وعم الخير عباسا
وحمزة الاسد المخشي صولته
     وجعفر أن تذودوا دونه الناسا
وهاشما كلها اوصي بنصرته
   أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فدى لكم نفسي وما ولدت
    من دون أحمد عند الروع أتراسا
بكل أبيض مصقول عوارضه
    تخاله في سواد الليل مقباسا
وحض أخاه حمزة على اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه ، راجعا من قنص له ، فوجد النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في دار اخته محموما وهي باكية ، فقال : ما شأنك؟ قالت : ذل الحمى يابا عمارة. لو لقيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ، فانصرف ودخل المسجد وشج رأسه شجة منكرة ، فهم قرباؤه بصربه فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة لكيلا يسلم! ثم عاد حمزة إلى النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وقال : عز بما صنع بك ، ثم أخبره بصنيعه فلم يرض النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وقال : يا عم لانت منهم ، فأسلم حمزة ، فعرفت قريش أن رسول الله قد عزو أن حمزة سيمنعه.
قال ابن عباس فنزل : « أو من كان ميتا فأحييناه » وسر أبو طالب بإسلامه وأنشأ يقول :
صبرا أبا يعلى على دين أحمد
     وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
وحط  من أتى بالدين من عند ربه
     بصدق وحق لاتكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت : إنك مؤمن
    فكن لرسول الله ناصرا
فناد قريشا بالذي قد أتيته
   جهارا وقل : ما كان أحمد ساحرا
وقال لابنه طالب :
أبني طالب إن شيخك ناصح
    فيما يقول مسدد لك راتق
فاضرب بسيفك من أراد مساءة
    حتى تكون لذي المنية ذائق
هذا رجائي فيك بعد منيتي
     لازلت فيك بكل رشد واثق
فاعضد قواه يا بني وكن ، له
    إني بجدك لا محالة لاحق
آها أردد حسرة لفراقه
    إذ لم أراه قد تطاول باسق
أترى أراه واللواء أمامه
     وعلي ابني للواء معانق
أتراه يشفع لي ويرحم عبرتي
   هيهات إني لا محالة راهق
وكتب إلى النجاشي : « تعلم أبيت اللعن أن محمدا » الابيات ، فأسلم النجاشي وكان قد سمع مذاكرة جعفر وعمرو بن العاص ، ونزل فيه « وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول » إلى قوله : « اجر المحسنين ».
عكرمة وعروة بن الزبير وحديثهما : لما رأت قريش أنه يفشو أمره في القبائل وأن حمزة أسلم وأن عمرو بن العاص رد في حاجته عند النجاشي فأجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يقتلوا رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله علانية. فلما رأى ذلك أبو طالب جمع بني عبد المطلب فأجمع لهم أمرهم على أن يدخلوا رسول الله شعبهم ، فاجتمع قريش في دار الندوة وكتبوا صحيفة على بني هاشم أن لا يكلموهم ولا يزوجوهم ولا يتزوجوا إليهم ولا يبايعوهم أو يسلموا إليهم رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وختم عليها أربعون خاتما وعلقوها في جوف الكعبة وفي رواية : عند زمعة بن الاسود فجمع أبو طالب بني هاشم وبني المطلب في شعبه وكانوا أربعين رجلا مؤمنهم وكافرهم ما خلا أبا لهب وأبا سفيان ، فظاهراهم عليه ، فحلف أبو طالب لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يا بني هاشم ، وحصن الشعب وكان يحرسه بالليل والنهار ، وفي ذلك يقول :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
     نبيا كموسى خط في أول الكتب
أليس أبونا هاشم شد أزره
     وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
وإن الذي علقتم من كتابكم
    يكون لكم يوما كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى
    ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
وله :
و قالوا خطة جورا وحمقا
    وبعض القول أبلج مستقيم
لتخرج هاشم فيصير منها
    بلاقع بطن مكة والحطيم
فمهلا قومنا لا تر كبونا
    بمظلمة لها أمر وخيم
فيندم بعضكم ويذل بعض
     وليس بمفلح أبدا ظلوم
فلا والراقصات بكل خرق
    إلى معمور مكة لا يريم
طوال الدهر حتى تقتلونا
    ونقتلكم وتلتقي الخصوم
ويعلم معشر قطعوا وعقوا
     بأنهم هم الجد الظليم
أرادوا قتل أحمد ظالميه
    وليس لقتله فيهم زعيم
أرادوا قتل أحمد ظالميه
     وليس لقتله فيهم زعيم
ودون محمد فتيان قوم
    هم العرنين والعضو الصميم
وكان أبو جهل والعاص بن وائل والنضرين الحارث بن كلدة وعقبة ابن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات فمن رأوه معه ميرة نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئا ويحذرونه من النهب ، فأنفقت خديجة على النبي فيه مالا كثيرا. ومن قصيدة لابي طالب :
فأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا
    على ساخط من قومنا غير معتب
فلا تحسبونا خاذلين محمدا
    لدى غربة منا ولا متقرب
ستمنعه منا يد هاشمية
    ومركبها في الناس أحسن مركب
فلا والذي تخذى له كل نضوة
    طليح بجنبي نخلة فالمحصب
يمينا صدقنا فيها ولم نكن
    لنحلف بطلا بالعتيق المحجب
نفارقه حتى نصرع حوله
    وما بال تكذيب النبي المقرب
وكان النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله إذا أخذ مضجعه ونامت العيون جاءه أبو طالب فأنهضه عن مضجعه وأضجع عليا مكانه ووكل عليه ولده وولد أخيه ، فقال علي عليه ‌السلام : يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة ، فقال أبو طالب :
اصبرن يا بني فالصبر أحجى
            كل حي مصيره لشعوب
     قد بلوناك والبلاء شديد
           لفداء النجيب وابن النجيب
     لفداء الاغر ذي الحسب الثا
            قب والباع والفناء الرحيب
      إن تصبك المنون بالنبل تترى
             فمصيب منها وغير مصيب
     كل حي وإن تطاول عمرا
             آخذ من سهامها بنصيب
فقال علي عليه ‌السلام :
     أتأمرني بالصبر في نصر أحمد
          فوالله ما قلت الذي قلت جازعا
    ولكنني أحببت أن تر نصرتي
         وتعلم أني لم أزل لك طائعا
    وسعيي لوجه الله في نصر أحمد
       نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا

وكانوا لا يأمنون إلا في موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة ، فيشترون ويبيعون فيهما ، وكان النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في كل موسم يدور على قبائل العرب فيقول لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة؟ وأبو لهب في أثره يقول : إنه ابن أخي وهو كذاب ساحر ، فأصابهم الجهد وبعثت قريش إلى أبي طالب : ادفع إلينا محمدا حتى نقتله ونملكك علينا ، فأنشأ أبو طالب اللامية التي يقول فيها : « وأبيض يستسقى الغمام بوجهه » فلما سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه ، فكان أبو العاص بن الربيع وهو ختن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله يجئ بالعير بالليل عليها البر والتمر إلى باب الشعب ثم يصبح بها ، فحمد النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله فعله ، فمكثوا بذلك أربع سنين وقال ابن سيرين : ثلاث سنين.وفي كتاب شرف المصطفى : فبعث الله على صحيفتهم الارضة فلحسها ، فنزل جبرئيل فأخبر النبي (ص) بذلك ، فأخبر النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أبا طالب فدخل أبو طالب على قريش في المسجد فعظموه وقالوا : أردت مواصلتنا وأن تسلم ابن أخيك إلينا؟ قال والله ما جئت لهذا ولكن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني أن الله قد أخبره بحال صحيفتكم ، فابعثوا إلى صحيفتكم : فإن كان حقا فاتقوا الله وارجعوا عما أنتم عليه من الظلم وقطيعة الرحم ، وإن كان باطلا دفعته إليكم ، فأتوا بها وفكوا الخواتيم وإذا فيها : بسمك اللهم واسم محمد ، فقط ، فقال لهم أبو طالب : اتقوا الله وكفوا عما أنتم عليه ، فسكتوا وتفرقوا فنزل : « ادع إلى سبيل ربك » قال : كيف أدعوهم وقد صالحوا على ترك الدعوة؟ فنزل : « يمحوا الله ما يشاء ويثبت » فسأل النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أبا طالب الخروج من الشعب فاجتمع سبعة نفر من قريش على نقضها ، وهم : مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف الذى أجار النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله لما انصرف من الطائف ، وزهير بن أمية المخزومي ختن أبي طالب على ابنته عاتكة ، وهشام بن عمرو بن لؤي بن غالب ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ابن عبد المطلب ، وقال هؤلاء السبعة : أحرقها الله ، وعزموا أن يقطعوا يمين كاتبها وهو : منصور بن عكرمة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ، فوجدوها شلا ، فقالوا : قطعها الله ، فأخذ النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله في الدعوة ، وفي ذلك يقول أبو طالب :
    ألا هل أتى نجدا بنا صنع ربنا
         على نأيهم والله بالناس أرفد
    فيخبرهم أن الصحيفة مزقت
         وأن كل مالم يرضه الله يفسد
    يراوحها إفك وسحر مجمع
         ولم تلق سحرا آخر الدهر يصعد
 وله أيضا :
    وقد كان من أمر الصحيفة عبرة
          متى ما يخبر غائب القوم يعجب
     محا الله منها كفرهم وعقوقهم
          وما نقموا من ناطق الحق معرب
      وأصبح ما قالوا من الامر باطلا
          ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
     وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا
          على سخط من قومنا غير معتب
 وله :
    تطاول ليلي بهم نصب
          ودمعي كسح السقاء السر
     للعب قصي بأحلامها
          وهل يرجع الحلم بعد اللعب
    ونفي قصي بني هاشم
          كنفي الطهاة لطاف الحطب
    وقالوا لأحمد : أنت امرؤ
          خلوف الحديث ضعيف النسب
    ألا إن أحمد قد جاءهم
           بحق ولم يأتهم بالكذب
     على أن إخواننا وازروا
         بني هاشم وبني المطلب
    هما أخوان كعظم اليمين
         امرا علينا كعقد الكرب
    فيال قصي ألم تخبروا
          بما قد خلا من شؤون العرب
    فلا تمسكن بأيديكم
          بعيد الانوف بعجب الذنب
    ورمتم بأحمد ما رمتم
        على الآصرات وقرب النسب
    فأنى وما حج من راكب
          وكعبة مكة ذات الحجب
    تنالون أحمد أو تصطلوا
         ظباة الرماح وحد القضب
    وتقترفوا بين أبياتكم
          صدور العوالي وخيلا عصب
المصدر : بحار الأنوار 
المؤلف :  العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 127 ]
تاريخ النشر : 2025-11-05


Untitled Document
دعاء يوم الأربعاء
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) يوم الأربعاء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللهِ فى ظُلُماتِ الْاَرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصينَ وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكم الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ اَعْداءكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اَجَمْعَينَ وَاَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، يا مَوْلايَ يا اَبا اِبْراهيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد اَنَا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ في يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَوْمُ الْاَرْبَعاءِ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ فَاَضيفُوني وَ اَجيرُوني بِـآلِ بَيْتِـكُـمُ الطَّيـِّبيـنَ الطّاهِـريـنَ.