أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/مواضيع متفرقة/شخصيات/ابو طالب (عليه السلام)
أخبرني أبو
الفضل شاذان بن جبرئيل ، عن الكراجكي يرفعه قال ، أصابت قريشا أزمة مهلكة وسنة
مجدبة منهكة ، وكان أبو طالب ذا مال يسير وعيال كثير ، فأصابه ما أصاب قريشا من
العدم والاضافة والجهد والفاقة ، فعند ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وآله
عمه العباس فقال له : يا أبا الفضل إن أخاك كثير العيال مختل الحال ، ضعيف النهضة والعزمة
، وقد نزل به ما نزل من هذه الازمة ، وذوو الارحام أحق بالرفد وأولى من حمل الكل
في ساعة الجهد ، فانطلق بنا إليه لنعينه على ما هو عليه ، فلنحمل بعض أثقاله ، ونخفف
عنه من عياله ، يأخذ كل واحد منا واحدا من بنيه ليسهل بذلك عليه بعض ما هو فيه ،
فقال العباس : نعم ما رأيت والصواب فيما أتيت ، هذا والله الفضل الكريم والوصل
الرحيم ، فلقيا أبا طالب فصبراه ولفضل آبائهما ذكراه ، وقالا له : إنا نريد أن
نحمل عنك بعض الحال ، فادفع إلينا من أولادك من تخفف عنك به الاثقال ، فقال أبو
طالب : إذا تركتما لي عقيلا وطالبا فافعلا ما شئتما ، فأخذ العباس جعفرا وأخذ رسول
الله صلى الله عليه وآله عليا ، فانتجبه لنفسه واصطفاه لمهم أمره ، وعول عليه
في سره وجهره وهو مسارع لموصوفاته ، موفق
للسداد في جميع حالاته.
وقد روي من طريق
آخر أن العباس بن عبد المطلب أخذ جعفرا وأخذ حمزة طالبا وأخذ رسول الله صلى الله عليه
وآله عليا.
وروي من طريق
آخر أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وآله والعباس حين سألاه ذلك : إذا
خليتما لي عقيلا فخذا من شئتما ، ولم يذكر طالبا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 181 ]
تاريخ النشر : 2025-11-08