أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
" ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات
العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد ".
قال الطبرسي
رحمه الله: اختلفوا في إرم على أقوال: أحدهما: أنه اسم قبيلة، قال أبو عبيده
: هما عادان، فالأولى هي إرم وهي التي قال الله تعالى فيهم: " وأنه أهلك عادا
" الاولى " وقيل: هو جد عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، عن محمد بن
إسحاق، وقيل: هو سام بن نوح نسب عاد إليه، عن
الكلبي، وقيل: إرم عاد قبيلة من قوم عاد كان فيهم
الملك وكانوا بمهرة وكان عاد أباهم. وثانيها: أن إرم اسم بلد، ثم قيل هو دمشق،
وقيل: مدينة الإسكندرية، وقيل: هو مدينة بناها شداد بن عاد فلما أتمها وأراد أن
يدخلها أهلكه الله بصيحة نزلت من السماء. وثالثها: أنه ليس بقبيلة ولا بلد بل هو لقب
لعاد، وكان عاد يعرف به، وروي عن الحسن أنه قرأ " بعاد إرم " على
الإضافة، وقال: هو اسم آخر لعاد، وكان له اسمان،
ومن جعله بلدا " فالتقدير: بعاد صاحب إرم، وقوله:
" ذات العماد " يعني أنهم كانوا أهل عمد سيارة في الربيع، فإذا هاج
البيت رجعوا إلى منازلهم، وقيل: معناه: ذات
الطول والشدة من قولهم: رجل معمد طويل، ورجل طويل
العماد أي القامة " التي لم يخلق مثلها " أي مثل تلك القبيلة في الطول
والقوة وعظم الأجسام، وهو الذين قالوا: "
من أشد منا قوة " وروي أن الرجل منهم كان يأتي بالصخرة
فيحملها على الحي فيهلكهم، وقيل: ذات العماد أي ذات الأبنية العظام المرتفعة:
وقال ابن زيد " ذات العماد في إحكام البنيان " التي لم يخلق مثلها
" أي مثل أبنيتها في البلاد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [366]
تاريخ النشر : 2024-08-14