أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
ابن إدريس، عن أبيه، عن سهل، عن محمد
بن آدم النسائي، عن أبيه آدم ابن أياس، عن المبارك بن فضالة، عن
سعيد بن جبير، عن سيد العابدين علي بن الحسين، عن
أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله
عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل
بيته فحمد الله وأثنى عليه، ثم حدثهم بشدة تنالهم يقتل فيها الرجال، وتشق بطون الحبالى،
وتذبح الاطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل
أسمر طويل، ووصفه لهم بنعته، فتمسكوا بذلك، ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل
وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره
اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون
إلى أحاديثه فاستتر، وتراسلوه وقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك، فخرج
بهم إلى بعض الصحارى وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء
فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد
خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان
خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما ثم قال: الحمد
لله الذي لم يمتني حتى أرانيك، فلما رأى الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا على
الارض شكرا لله عزوجل فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم، ثم غاب بعد
ذلك وخرج إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من
الاولى، وكانت نيفا وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا إليه أنه
لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب قلوبهم وأعلمهم
أن الله عزوجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا بأجمعهم: الحمد
لله، فأوحى الله عزوجل: قل لهم: قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله، فقالوا:
كل نعمة من الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لا
يأتي بالخير إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا: لا يصرف
الشر إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: لا تبرحوا فقد آذنت في فرجكم، فبيناهم
كذلك إذ طلع موسى عليه السلام راكبا حمارا، فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون
به فيه، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك ؟ فقال:
موسى، قال: ابن من ؟ قال: ابن عمران، قال: ابن من ؟ قال: ابن وهب بن لاوي بن يعقوب،
قال: بماذا جئت ؟ قال: بالرسالة من عند الله عزوجل: فقام إليه فقبل يده، ثم
جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم أمره، ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق
فرعون أربعون سنة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [36]
تاريخ النشر : 2024-07-23