انتهينا فيما سبق بالسؤالين التاليين :-
كيف سخّر اينشتاين وصفه للنسيج الزمكاني في تفسير الجاذبية؟
ما المغزى اصلاً من هذا الفرض ؟
للاجابة على السؤال الاول يجدر بنا العودة قليلاً الى المقال الاول وبالخصوص في حالة تشوه الزمكان عند وجود الشمس مثلاً فشرط تشوه النسيج الزمكاني مشروط بوجود جرم وافترضنا نحن ان هذا الجرم هو الشمس , الشمس تنغرس في هذا النسيج الزمكاني لتكون اشبه بمخروط راسه يمثل الشمس وينحني الزمكان تدريجياً حول الشمس كلما اقتربنا من الشمس وبالتالي فان معدل الانحناء الزمكاني يتناسب عكسياً والبعد عن الجرم (الشمس) ,الان ندخل في صلب الاجابه على السؤال الاول كيف سخّر اينشتاين وصفه للنسيج الزمكاني في تفسير الجاذبية ونخص هنا النسيج الزمكاني المتشوه نتيجة وجود الشمس , نعم فالتفسير صار واضحاً فأن الكواكب جميعاً وكما نعلم تدور حول الشمس ومعدل الانجذاب لها يتناسب عكسياً مع بعد كل كوكب عن الشمس فهذا يعني ان الكواكب واقعة تحت سطوة الزمكان المنحني وهذا هو المفهوم الجديد بالنسبة لاينشتاين للجاذبية.
والمغزى من هذا الفرض كما اسلفنا هو لوصف جديد لمفهوم الجاذبية.
ظل هذا التوقع نظرياً لايعدو ان يكون حبر على ورق منذ ان اطلق البرت اينشتاين نسبيته العامة لكنه كان واثقاً ومطمئناً بان هذه التاثيرات هي بالفعل واقعية ومتحققة كزمولوجياً. لم يكن عام 1919 عاماً عادياً بالنسبة لاينشتاين حيث تحرك فريق بحثي بقيادة الانكليزي (آرثر) الى جنوب افريقيا لملاحقة ظاهرة الكسوف الكلي حيث تحيّنوه هناك, كان بنية (آرثر) ان يرصد بعض النجوم الواقعه خلف الشمس عندما تُكسف !!!.
كيف يمكن ذلك؟ هل من المعقول ان يرصد آرثر نجوم تقع خلف الشمس ؟!
نعم فقد كان واثقاً هو الاخر بنسبية اينشتاين العلمية لكنه تحرك بفريقه البحثي من باب (ليطمئن قلبي). كان يتوقع ان يرصد نجوم تقع خلف الشمس المكسوفة لان المسار الضوئي للنجوم سوف ينحني نتيجة الانحناء الحاصل للزمكان حول الشمس وبالتالي سوف ينحني المسار الضوئي للنجم ويتم رصدها اي رصد النجوم .
ماقام به الفلكي الانكليزي (آرثر) وفريقه المثابر كان بمثابة نصر عظيم لاينشتاين ونسبيته العامة ضد مناوئيه واعلن العلم وثيقة نصر لاعظم نظرية جمعت اسس الفيزياء جميعها تقريباً بين الحديث والكلاسيكي بل وحتى ان النسبية العامة مالت الى بعض الاسس والعلوم الفلسفية فمن الجدير بالذكر هنا ان اينشتاين استعان بمبانٍ فلسفيه لارساء دعائم نسبيته العامه حيث استعان بمبدأ نيرنست باخ وبالامكان مراجعة هذا المبدأ وكيف اعترض باخ على تجربة (دلو نيوتن) .
الافتراض الرائع المتمثل في النسيج الزمكاني وانحنائه صار نافذة رحبة باتجاهات الكون السحيق وقرّب الكثير من البعيدات واستنتج الكوزمولوجيون الكثير مما كان مخفياً....







د.فاضل حسن شريف
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN