المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


السمع في اللغة والاصطلاح


  

633       03:27 مساءً       التاريخ: 2024-03-21              المصدر: الدكتور ضرغام كريم الموسوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015 8801
التاريخ: 3-06-2015 2198
التاريخ: 4-06-2015 5703
التاريخ: 28-1-2016 2676
التاريخ: 21-10-2014 2526

السمع في اللغة والاصطلاح  المطلب الأول : السمع في اللغة:          جاء في لسان العرب : ( السمع ) حسّ الأذن [1]، وعرفه الراغب : هو قوة  مودعة في الأذن به تدرك الاصوات ، وفعله يقال: السمع ايضًا [2]، وسمعه سمعًا وسمعًا، وسماعاً وسماعة وسماعية ، وقال بعضهم : السمع المصدر ، والسمع الاسم ، والسمع ايضا ً : الاذن والجمع اسماع ، واستمع اليه اصغى .
         وقد يستعمل بمعنى القبول والعمل بما يسمع [3]؛ لأنه اذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع . وسمعه الصوت واسمعه : استمع اليه وتسمع اليه : اصغى ، فاذا ادغمت قلت اسمع اليه . والمسمعة والمسمع و المسمع : الاذن ، وقيل المسمع فرقها الذي يسمع به ومدخـــــل الكلام فيها : يقال فلان عظيم المستمعين والسامعتين الاذنان من كل شيء ذي سمع ، أي به قوة على  ادراك المسموع .
         وقد يستعمل بمعنى اجبت ، ومنه قولهم : سمع الله لمن حمد ، أي اجاب من حمد وتقبله ، يقال: اسمع دعائي أي اجب ؛ لأن غرض السائل الاجابة والقبول ، قال ابو زيد :
دعوت الله ، حتى خفت أن لا       يكون الله يسمع ما اقول [4]          واسمع به ، وما اسمعه على التعجب ، والسميع من الصوت أي المسموع . والسمــــع: ما وقر في الاذن من شيء تسمعه، ويقال ساء سمعا ً فأساء اجابه أي لم يسمع حسـنا ً ، ورجل سمّاع أي كثير الاستماع لما يقال وينطق به ، والسمع والسمع والسماع ، كــــله : الذكر المسموع الحسن الجميل.
    و يستعمل بمعنى الذكر يقال : ذهب سمعه في الناس وصيته أي ذكره ، وقال اللحياني[5]: هذا امر ذو سمع وذو سماع اما حسن واما قبيح ، ويقال سمع به اذا رفعه من الخمول ونشـر ذكره .
     والسماع : ما سمعت به فشاع وتكلم به ، وكل ما التذته الاذن من صوت حسن سماع . والسماع : الغناء ، والمسمعه : ومن اسماء القيد المسمع .
         ويستعمل بمعنى الشتم يقال:سمّع به، اذا اسمعه القبيح وشتمه ، تسامع به الناس واسمعه الحديث واسمعه أي شتمه ،   وسمع بالرجل : اذاع عنه عيبا ً وندد به وشهره وفضحه .
         و السمعه : ما سمع به من طعام او غير ذلك رياء ليسمع ويرى ، وتقول فعله رياء وسمعه أي ليراه الناس ويسمعوا به . والتسميع . التشنيع .
         ويستعمل بمعنى الطول إذ يقال: سمع الارض : طولها . قال ابن السكيت : يقال لقيته بين سمع الارض وبصـرها أي بأرض ما بها احد[6].
المطلب الثاني : السمع في الاصطلاح:     يرد السمع في اصطلاح القرآن الكريم على أوجه عدة:
      الوجه الأول : سمع الأُذن وادارك المسموعات ، قال تعالى : { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّ} [7]والمنادى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ، وقال تعالى :{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }[8]، أي جعلنا له القدرة على السمع ، او القدرة على إدراك المسموعات[9] .
      الوجه الثاني : سمع القلب : وهو قبوله للمسموع ، قال تعالى : {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصـرونَ}[10]، أي لم يطيقوا سمع الإيمان بقلوبهم ، وقال تعالى : {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [11]، أي سمع الايمان بالقلب[12]) .
       الوجه الثالث : صفة من صفات الله عز وجل، و المراد به علمه بالمسموعات فلا يعزب عن اداركه مسموع ، وان خفي وهو يسمع بغير جارحة [13]، قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }[14] ، {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [15]، {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سـرهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [16] ، فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه بخلقه فليس كمثله شيء [17] .
  الوجه الرابع : الاصغاء : نحو قوله تعالى: { لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ }[18]، إذ ( يفهم منها أن الشياطين يحاولون معرفة أخبار الملأ الأعلى إلا أنه لا يسمح لهم بذلك)[19]. وقوله تعالى: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } [20]، وقوله تعالى :{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ }[21]، قوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}[22].
        الوجه الخامس : دقة السمع ، وشدته، قال تعالى: {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصـر بِهِ وَأَسْمِعْ }[23] ، أي ما ادق علمه بما يبصـر ويسمع ، وقال تعالى: { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصـر يَوْمَ يَأْتُونَنَا }[24] ، أي ما اصدق سمعهم وبصـرهم في هذا اليوم[25].
       الوجه السادس: الفهم[26]: قال الله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }[27]، وقوله: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}[28] ، أي فهمنا وارتسمنا ، وقوله تعالى: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}[29] يجوز ان يكون معناه فهمنا وهم لا يفهمون[30].
       الوجه السابع : بمعنى القبول والاجابة ، قال تعالى ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ﴾[31]، فاسمعوا اريد به اقبلوا وأجيبوا ومنه قوله سمع الله لمن حمد، أي: قبل حمد من حمده[32].
      فهذه ابرز المعاني التي جاء بها القرآن الكريم ولكل من هذه المعاني التي اطلعنا عليها صفة خاصة في استعمالها وكيف وهو كتاب الله عز وجل المعجز ، وسوف نطلع عليها ان شاء الله من خلال هذا البحث .  
 
 
[1] ابن منظور: جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم : لسان العرب ، ط- بلا، 1955 م دار صادر بيروت 8: 162، و الطريحي: فخر الدين : مجمع البحرين تح: احمد الحسيني دار الكتب العالمية بيروت 4 :347.
[2] مفردات الفاظ القرآن : ط1-1996م، تح صفوان عدنان الدار الشامية: 424 .
[3] ابن منظور : لسان العرب 8 : 163 .
[4] هو لشمير بن الحارث،  نوادر ابي زيد : 124 ، و الزاهر 1 : 154.
[5] ابن منظور : لسان العرب 8:  164  .
[6] المصدر نفسه  8 : 165 .
[7] سورة آل عمران: 193.
[8] سورة الانسان : 2.
[9] المغرابي: محمد الحسني بن محمد الدامغاني: قاموس القرآن، تح: عبد العزيز سيد الاهل، ط2 -1977 م دار العلم للملايين:247 ، الكرباسي: محمد جعفر ابراهيم : الانباء بما في كلمات القرآن من اضواء ، ط1 ، مطبعة النجف: 237 .
[10] سورة هود : 20.
[11] سورة الكهف : 101  .
[12] ابن منظور: لسان العرب: مادة ( سمع ) 8 : 164.
[13]المغرابي: قاموس القرآن : 247  .
[14] سورة النساء : 58 .
[15] سورة المجادلة : 1.
[16] سورة الزخرف : 80  .
[17] لسان العرب : 8 :  162  .
[18] سورة الصافات : 8.
[19] الشيرازي: مكارم: الامثل في تفسير كتاب الله المنزل14: 290.
[20] سورة الانساء : 47.
[21] سورة محمد : 16.
[22] سورة يونس : 42.
[23] سورة الكهف : 26.
[24] سورة مريم : 38.
[25] المغرابي: قاموس القران : 247.
[26] الراغب الاصفهاني: مفردات الفاظ القرآن:424.
[27] سورة الانفال : 31.
[28] سورة الانسان : 46
[29] سورة الانفال : 21.
[30] الراغب الاصفهاني: مفردات الفاظ القرآن : 425
[31] سورة البقرة : 93.
[32] الطبرسي: الفضل بن الحسن : مجمع البيان في تفسير القران ، ط2 ، بيروت 1 : 162.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)