المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


قاعدة الامر والنهي  


  

1181       01:05 صباحاً       التاريخ: 2023-08-30              المصدر: السيد مرتضى جمال الدين
فالدين كله عبارة عن أوامر ونواهي لذا نزل القرآن زاجرا وآمرا قال الامام الصادق ع: ان القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار ([5]) فالزواجر والاوامر من قواعد التنزيل والتأويل وهي من نوع (ما تأويله في تنزيله) وهو الذي تعرفه العرب بـألسنتها، وهو المحكم ؛الذي هو شيء واحد لا شيئين، فاذا عرف من القرآن صار محكم قرآني، واحيانا يحتاج الى تفصيل لمراد الله تعالى من السنة فيكون مما تأويله مع تنزيله فيكون محكم راسخي.
والاوامر على نوعين: (فرائض وأحكام)
فالفريضة: هي كل ما فرضه الله جل وعلا من الصلاة والصوم والزكاة والحج والولاية وهي كل العبادات التي تحتاج الى نية
 والاحكام: وهي الاحكام التي توجد في العقود والايقاعات بل وكل ما هو واجب وحرام شرعا كالقضاء والارث والذباحة والاطعمة والاشربة ...الخ، ولا تحتاج الى نية .
ما هي الحكمة من الاوامر والنواهي ؟
قال الامام علي (ع): وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْيُ وَجْهٌ وَاحِدٌ- لَا يَكُونُ مَعْنًى مِنْ مَعَانِي الْأَمْرِ إِلَّا وَ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ نَهْياً وَ لَا يَكُونُ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ النَّهْيِ إِلَّا وَ مُقِرُّونَ بِهِ الْأَمْرقال تعالى {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُم‏} [الأنفال: 24] إلى آخر الآية فأخبر سبحانه أن العباد لا يحيون إلا بالأمر و النهي كقوله تعالى‏ {وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون‏}[ البقرة: 179 ]و مثله قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون‏}‏ [الحج:77]، فالخير هو سبب البقاء والحياة وفي هذا أوضح دليل على أنه لا بد للأمة من إمام يقول بأمرهم فيأمرهم و ينهاهم و يقيم فيهم الحدود و يجاهد العدو، ويقسم الغنائم و يفرض الفرائض و يعرفهم أبواب ما فيه صلاحهم و يحذرهم ما فيه مضارهم إذ كان الأمر و النهي أحد أسباب بقاء الخلق، و إلا سقطت الرغبة و الرهبة و لم يرتدع أحد و لفسد التدبير، و كان ذلك سببا لهلاك العباد في أمر البقاء و الحياة في الطعام و الشراب و المساكن و الملابس و المناكح من النساء، و الحلال و الحرام و الأمر و النهي إذ كان سبحانه لم يخلقهم بحيث يستغنون عن جميع ذلك و وجدنا أول المخلوقين و هو آدم ع لم يتم له البقاء و الحياة إلا بالأمر والنهي قال الله عز و جل‏ {وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمين‏} [البقرة:35 ]
فدلهما على ما فيه نفعهما و بقاؤهما ونهاهما عن سبب مضرتهما ثم جرى الأمر والنهي في ذريتهما إلى يوم القيامة و لهذا اضطر الخلق إلى أنه لا بد لهم من إمام منصوص عليه من الله عز و جل يأتي بالمعجزات ثم يأمر الناس و ينهاهم.
 وإن الله سبحانه خلق الخلق على ضربين ناطق عاقل فاعل مختار، و ضرب مستبهم فكلف الناطق العاقل المختار وقال سبحانه {خَلَقَ الْإِنْسان‏ * عَلَّمَهُ الْبَيان‏} [الرحمن:3-]4، و قال سبحانه‏ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‏} [سورة العلق:1-5]، ثم كلفه، و وضع التكليف عن المستبهم لعدم العقل و التمييز[6] .
كيف نعرف الاوامر والنواهي ؟
يعرف الامر والنهي بـ (مادته وصيغته)، وان أهل اللغة العربية يعرفون ذلك بسليقتهم ومع ذلك فان علماء اللغة شخصوا ذلك، وأكد ذلك علماء الاصول[7] فقالوا:
مادة الامر: (أ، م، ر) وكل ما اشتق منها من افعال وهي (أمر، يأمر، مُر) قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَ إيتاءِ ذِي الْقُرْبى‏...} [النحل: 90] صيغة الامر: وهو انواع فعل الامر (أذهب، اقرأ، صل) قال تعالى:{وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعين‏}[البقرة:43] الفعل المضارع المقترن بلام الامر مثل (لتقرأ، لتصم، لتكن) {وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون‏} [آل‏عمران: 104] اسم فعل الامر نحو (صه، عليك، مكانك) {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَميعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُون‏} [المائدة: 105]، {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون‏} [البقرة: 183]
الفعل المضارع المقصود به الانشاء نحو (يعيد، يوصي) و أما النهي (الزجر) في كتاب الله عز و جل فهو ما نهى الله سبحانه و وعد العقاب لمن خالفه: وهي كذلك على نوعين (مادة وصيغة):
1- المادة: (ن، هـ، ي)
كقول الله تعالى {وَ يَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون‏} [النحل: 90]
2-صيغة النهي: وهي انواع:
 أ- الفعل المضارع المقترن ب (لا الناهية) {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى‏ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلا} [الإسراء:32]، {وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتيمِ إِلاَّ بِالَّتي‏ هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه‏} [الإسراء: 34 ] {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون‏} [آل‏عمران: 130] {وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتي‏ حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَق} [الإسراء: 33]
ب_الجملة الخبرية: نحو {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبين‏}، {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثيم‏} [الجاثية: 7] .
 
([1])التوحيد (للصدوق)، ص: 265
([2])الأمالي(للصدوق)، النص، ص: 6،ح3
([3])جامع الأخبار(للشعيري)، ص: 40
([4])كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 421
([5])تفسير العياشي، ج‏1، ص: 10،ح6
[6] بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏90، ص: 41
[7] مبادئ اصول الفقه، الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي،47-54


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...