المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
انطلاق مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني
2024-06-29
اختتام مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدوليّ الثاني
2024-06-29
ضمن مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) العلمي بحث علمي يناقش الاستراتيجية الحجاجية في خطب الإمام الحسن (عليه السلام)
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية في بحث علمي.. مناقشة تقييم ترجمة آية تطهير أهل البيت في القرآن الكريم
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية باحثتان تتناولان تفسير الصحة الروحية مع التركيز على رواية سفينة الإمام الحسين (عليه السلام)
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية باحث ألماني يناقش أفكار الإمام علي (عليه السلام) وارتباطها بالحياة اليومية للمسلمين في أوروبا
2024-06-29


ضرورة التدبر في القرآن ومعرفة تفسيره


  

1204       04:15 مساءً       التاريخ: 2023-06-21              المصدر:  السيد جاسم آلبوحمد الموسوي
يشتمل على ثلاثة مطالب :
وقبل الدخول في بيان وتفسير آيات الذكر الحكيم من القرآن الكريم- خصوصاً ما يرتبط بسورة الحمد موضوعة التفسير- ومعرفة ما يراد منها من معان ومفاهيم خاصة أو عامة، لابد لنا من ذكر مجموعة من المباحث التي لها من الأهمية والفائدة في موضوع التفسير بشكل عام.
المطلب الأول: التدبر في القرآن في ضوء القرآن ورد الحث والتأكيد على قراءة القران الكريم بتدبر وإمعان من خلال نفس كتاب الله المنـزل كما في بعض الآيات القرآنية الصريحة كقوله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ام عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}([1])، وكقوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }([2]).
والملاحظ هنا أنه تعالى أشار إلى وجه الحكمة في مسألة التدبر من حيث أنها  تقود القارئ إلى الإستفادة من آيات الله في كتابه المجيد سواء على صعيد الروح والنفس أو على صعيد الفكر والعقيدة  وغير ذلك من الإشراقات القرآنية الجميلة.
يقول ابن عاشور في تفسيره معقّباً على الآية الآنفة الذكر : (والتدبّر مشتقّ من الدُّبر، أي الظَّهر، اشتقّوا من الدُّبر فعلاً، فقالوا : تدبّر إذا نظر في دبر الأمر، أي في غائبه أو في عاقبته ، فهو من الأفعال التي اشتقّت من الأسماء  الجامدة .
 والتدبّر يتعدّى إلى المتأمَّل فيه بنفسه، يقال : تدبّر الأمر . فمعنى  (يتدبَّرون القرآن ) يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين : أحدهما: أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما: أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق . وسياق هذه الآيات يرجّح حمل التدبُّر هنا على المعنى الأول، أي لو تأمّلوا وتدبّروا هدي القرآن لحصل لهم خير عظيم ، ولمَا بَقُوا على فتنتهم التي هي سبب إضمارهم الكفر مع إظهارهم الإسلام . وكلا المعنيين صالح بحالهم ، إلاّ أنّ المعنى الأول أشدّ ارتباطاً بما حكي عنهم من أحوالهم([3]) .
وقد ذكر صاحب تفسير الأمثل نكتة لطيفة في الفرق بن التفكر والتدبر بقوله: والتّدبر من مادة «دبر» وهو مؤخر الشيء وعاقبته «والتدبر» المطلوب في هذه الآية هو البحث عن نتائج آثار الشيء، والفرق بين التدبر والتفكر هو أنّ الأخير يعني التحقيق في علل وخصائص الموجود، أمّا التدبر فهو التحقيق في نتائجه وآثاره ([4]) .
المطلب الثاني : التدبر في القرآن في ضوء السنة الشريفة. ولم يقتصر الحث على التدبر والتأمل في كتاب الله العزيز بلحاظ الآيات الشريفة، بل ورد الحث على قراءة كتاب الله العزيز بتدبر معانيه والتفكر في مقاصده وأهدافه  في السنة الصحيحة الشريفة، فقد روت ذلك المجامع الحديثية من صحاح المسلمين وكتبهم المختلفة وبشكل بلغ حدّ إلاستفاضة والتأكيد على هذا المطلب.
 وإليك مجموعة منها:
الأول: ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : (( أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه)) ([5]) .
الثاني: وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال :((حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول الله (صلى الله عليه وآله)عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى  حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل)) ([6]).
الثالث: وعن عثمان وابن مسعود وأبي : (( ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى  حتى يتعلموا ما فيها من العمل فيعلمهم القرآن والعمل جميعاً )) ([7]).
 الرابع: وروي([8] : (( أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذكر جابر بن عبد الله ووصفه بالعلم – أي قال عنه انه عالم- فقال له رجل : جعلت فداءك تصف جابراً بالعلم وأنت أنت  فقال : إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى :   { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ } ([9]).
وهنا تلاحظ ان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يجعل المقياس في كون الشخص عالماً هو معرفته في تفسير القران ولو بآية واحدة منه.
الخامس: في الكافي بإسناده عن الزهري . قال : سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول : (( آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها )) ([10]).
وقد علّق السيد الخوئي (قدس سره) على ضرورة التدبر في كتاب الله تعالى بقوله: أن ذلك لا يحتاج إلى تتبع أخبار وآثار، فإن القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله نظاما يقتدي الناس به في دنياهم ، ويستضيئون بنوره في سلوكهم إلى أخراهم وهذه النتائج لا تحصل إلا بالتدبر فيه والتفكر في معانيه، وهذا أمر يحكم به العقل، وكل ما ورد من ألاحاديث أو من الآيات في فضل التدبر فهي ترشد اليه ([11]) .
وبعبارة أخرى  نقول: ان العقل بعد إدراك أن هذا الكتاب إنما أنزل من قبل الله تعالى لكي يكون مصدر هداية ومنهج حياة وطريق آخر، فمن اللازم أن يحكم بوجوب معرفته، وبما أن التدبر مقدمة المعرفة فتكون واجبة لوجوب ذي المقدمة.
المطلب الثالث: شرائط وضوابط القارئ المتدبر وبعد ما تقدم من إلاشارة في مفهوم التدبر القرآني، يمكن لنا بيان أهم الشرائط والضوابط التي ينبغي توفرها للقارئ المتدبر والتي بواسطتها يمكن أن يحصد ثمار قراءته وتلاوته لآيات كتاب الله العزيز. وهي على مستويين لا على سبيل الحصر بل على سبيل الأهمية والأولوية:
الأول: المستوى الروحي والنفسي. إن جلّ ما في القران الكريم يناغم روح الإنسان المسلم ونفسه، وهو حديث ينفذ إلى أعماق هذه الروح فتستأنس بحديثه وتنساق إلى معانيه. ولكن من المعلوم إن هذه القوة القرآنية - والتي هي من الخصائص القويمة لكتاب الله، كما ورد ذلك في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): (( وَ تَعَلَّمُوا اَلْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ اَلْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ اَلْقُلُوبِ، وَاِسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ اَلصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ اَلْقَصَصِ، وَإِنَّ اَلْعَالِمَ اَلْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ اَلْحَائِرِ اَلَّذِي لاَ يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ اَلْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ وَ اَلْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَ هُوَ عِنْدَ اَللَّهِ أَلْوَمُ ))([12]) - لا يمكن أن تؤثر أثرها في نفس القارئ المتدبر إلا من خلال وصول النفس والروح إلى مرحلة تؤهلها وتمكنها من الإستفادة من حقائق القرآن وأنواره المعرفية المتنوعة. ولهذا جاء التأكيد على إيجاد الجو والمناخ الروحي لقارئ القرآن وذلك بتهذيب نفسه وتنظيفها من المعاصي والقبائح، فإن الأرض غير الصالحة للزراعة لا يفيدها الربيع ولا يؤثر فيها لأنها فاقدة للعطاء ، وهكذا النفس والروح فما لم تكن صالحة ومؤهلة لنور القرآن لا يمكنها الإستفادة من نوره ومعارفه.
ولهذا نرى الأتقياء والأولياء يزدادون آناً آن من نور القرآن بقدر ما لهم من صفاء روحي وطهارة عالية، وهذا عامل أساس من وراء الاستئناس بحديث القرآن وتلاوته، وهذا ما أشار له أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو يصف المتقين بقوله : { أَمَّا اَللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ اَلْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإذا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَ ظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَ إذا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَ ظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَ شَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ...)([13]).
ومضافاً إلى شرطية طهارة النفس وتهذيبها في نفس القارئ المتدبر، لابد من الالتفات إلى كون القرآن وآياته الشريفة ليست من كلام البشر الذي يتساهل الإنسان بعدم الإلتزام به أو الإعراض عنه ، بل هو خطاب موجه إلينا من الرب العظيم.
لاحظ كيف يبين لنا الإمام الصادق (عليه السلام) ما ينبغي أن يكون عليه قارئ القرآن من الحضور والتأمل والإتعاض وو... حيث يقول (عليه السلام): (( من قرأ القرآن ولم يخضع له ولم يرق عليه ولم ينشئ حزنا ووجلا في سره فقد استهان بعظم شأن الله ، وخسر خسرانا مبينا، فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء: قلب خاشع، وبدن فارغ، وموضع خال. فإذا أخشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم، وإذا فرغ نفسه من الأسباب تجرد قلبه للقراءة، فلا يعترضه عارض فيحرمه نور القرآن وفوائده ، وإذا اتخذ مجلساً خالياً واعتزل من الخلق بعد أن أتى بالخصلتين الأوليين استأنست روحه وسره بالله ، ووجد حلاوة مخاطبات الله عباده الصالحين ، وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم بقبول كراماته وبدائع إشاراته، فإذا شرب كأسا من هذا الشراب فحينئذ لا يختار على ذلك الحال حالاً ولا على ذلك الوقت وقتاً، بل يؤثره على كل طاعة وعبادة ، لأن فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة. فانظر كيف تقرأ كتاب ربك ومنشور ولايتك، وكيف تجيب أوامره ونواهيه ، وكيف تمتثل حدوده، فانه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد فرتله ترتيلا، وقف عند وعده ووعيده ،وتفكر في أمثاله ومواعظه، واحذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده.))([14]).
فإذا توفرت هذه الصفات العالية في نفس القارئ المتدبر حينئذ يحصل على لذيذ مناجاته لله تعالى، ويستفيد من تلاوته للقرآن الكريم ويحصد ثمارها في نفسه وروحه وعقله وفي  حياته وبعد  مماته.
روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) سألوه عن حالة لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه، فلما سري عنه قيل له في ذلك فقال : ((ما زلت أردد الآية على قلبي وعلى سمعي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته))([15]).
الثاني: المستوى العقلي . إن من أهم الضوابط والشرائط المؤدية إلى حسن التدبر القرآني والإستفادة من هدى الفرقان هو سلامة العقل وخلوصه من كل شبهة وضلال، مضافاً إلى ضرورة التركيز والتأمل الواعي في استنطاق آيات الله وكلماته والدقة في قراءتها.
وهذا ما أكد عليه نفس القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أيضا، فقد ورد في تفسير قوله تعالى ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾([16])، ما عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: ورتل القران ترتيلا. قال: (( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : بيّنه تبييناً ولا تهذه هذ ([17]) الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن فزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن هم أحدكم آخر السورة))([18]).
وكذا عن إمامنا الصادق (عليه السلام) : ((فرتله ترتيلا، وقف عند وعده ووعيده، وتفكر في أمثاله ومواعظه ، واحذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده)) ([19]).
تنبيه: إن مما تجدر الإشارة إليه والتأكيد عليه في البين ضرورة الإذعان إلى كل حقيقة قرآنية ثابتة في كل حقل من حقول المعرفة، لأن القرآن حق وهو (يعلوا ولا يُعلى عليه) ([20]).
وعلى هذا الأساس يجب على القارئ المتدبر أن يقبل الحقيقة القرآنية على كل حال ولو كانت غير منسجمة مع ما عليه من عقيدة أو منهج أو سلوك أو رؤى أو سيرة عملية الخ...هو يتصورها صحيحة ، لأن عدم تصحيح ذلك استناداً لكتاب الله لازمه نفي الغرض من إنزال كتاب الله تعالى هادياً للأمة والإنسانية ، كما قال تعالى { الركِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }([21])
وهذا ما أشار له مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو يصف لنا قيمة هذا القرآن وضرورة الإنتهاء إلى حقائقه والأخذ بها في كل حقل من حقول المعرفة والحياة العامة، حيث يقول: ((وَ اِعْلَمُوا أَنَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ هُوَ اَلنَّاصِحُ اَلَّذِي لاَ يَغُشُّ وَ اَلْهَادِي اَلَّذِي لاَ يُضِلُّ وَ اَلْمُحَدِّثُ اَلَّذِي لاَ يَكْذِبُ وَ مَا جَالَسَ هَذَا اَلْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَام عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أو نُقْصَانٍ زِيَادَةٍ فِي هُدًى أو نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى وَ اِعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ اَلْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ وَ لاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ اَلْقُرْآنِ مِنْ غِنًى فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ وَ اِسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ اَلدَّاءِ وَ هُوَ اَلْكُفْرُ وَ اَلنِّفَاقُ وَ اَلْغَيُّ وَ اَلضَّلاَلُ فَاسْأَلُوا اَللَّهَ بِهِ وَ تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ وَ لاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ اَلْعِبَادُ إلى اَللَّهِ تعالى بِمِثْلِهِ وَ اِعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَ قَائِلٌ مُصَدَّقٌ وَ أَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ اَلْقُرْآنُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ وَ مَنْ مَحَلَ بِهِ اَلْقُرْآنُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلًى فِي حَرْثِهِ وَ عَاقِبَةِ عَمَلِهِ غَيْرَ حَرَثِةِ اَلْقُرْآنِ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ اِسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ وَ اِسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ اِتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ وَ اِسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ...)) ([22]).
ولهذا نقول : من شجاعة القارئ المتدبر هو قبوله الحق وإن خالف هـواه، بل إن قبوله للحق يكشف مدى تحرره من شهواته وأهوائه . ولهذا نأسف على الكثير من الناس- أعني قراء القرآن- حينما يقرأ القرآن مثلاً أو يتعرف على تفسير آية ما من كتاب الله  ويطلع  من خلال ذلك على خطأ فعله أو قوله أو عقيدته أو.. لا يذعن لهذه الحقيقة القرآنية ولا يغير ما عليه من خطأ أو فساد، إما مكابرة وعناداً ، أو أنه لا يملك الشجاعة في تحرير نفسه وعقله من قيود العقيدة التي يعتقدها،  والواقع الفاسد الذي علق به إلى حدّ أفقده حريته وإرادته.
 
 
([1])  محمد: 24.
([2])  النساء:82.
([3])  التحرير والتنوير : ج3 ص483 .
([4])  الأمثل في تفسير كتاب الله المنـزل: ج3 ص 345.
 ([5])البيان في تفسير القرآن: ج1 ص 14.
([6])  المصدر السابق .
([7])  تفسير القرطبي: ج1 ص 75 .
([8])  المصدر السابق: ص 59 .
([9])  القصص: 85.
([10])  الكافي : 2ج ص820 ،كتاب فضل القران.
([11])  البيان في تفسير القران: ص15.
([12])  نهج البلاغة ،خطب الامام علي : ج1،ص 216.
([13])  المصدر السابق :ج7،ص161.
([14])  التفسير الصافي: 1ج ص77.
([15])  المصدر السابق.
([16])  المزّمل: 4.
([17])  الهذ: الهذ السرعة في القرأة أي لا تسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ولا تفرق كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل، والمراد به الاقتصاد بين السرعة المفرطة والبطؤ المفرط. تفسير الصافي 1/75.
([18])  الكافي: ج2 ص614.
([19])  مستدرك الوسائل:ج4 ص241.
([20])  مستدرك سفينة البحار: ج1 ص416.
([21])  ابراهيم: 1.
([22])  نهج  البلاغة: خطبة 177.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...