قوله – سبحانه -: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3].
الرزق  ، لا يكون إلا حلالاً . لأن الله (1) – تعالى – مدح من أنفق من رزقه  ، ونحن منهيون عن الإنفاق من الحرام . وأباح ذلك(2) فقال : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [المؤمنون: 51] ، وقال : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] ، وقال : { وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32].
    وهذا مانع من كون الحرام رزقاً لا ستحالة (3) أن يكون ماتمدح بفعله  ، ومدح على التصرف فيه  ، وأباح تناوله  ، وهو مانهى عنه  ، وتوعد عليه  ، وتعبد بالمنع من التصرف فيه.
ولو كان الحرام رزقاً لحل أموال الناس لكل غاصب  ، وظالم  ، وسارق (4).
وتكون المحرمات من الخمر والخنزير  ، والميتة  ، لنا أرزاقاً  ، وإن من وطيء زوجة (5) غيره  ، يكون ذلك رزقاً له.
________
1- في (هـ) : لأنه تعالى .
2- في النسخ جميعها : لك . وما أثبتناه من (ط).
3- في (ش) : رزق الاستحالة . بالمضاف المضاف إليه .
4- في (أ) : أو سارق.
5- في (هـ) : زوجته . وهو تحريف.