المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير قوله تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ..}


  

1600       12:02 صباحاً       التاريخ: 14-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران : 14].
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ‏} بحسب النوع بالنسبة لجميع المذكورات‏ {حُبُّ الشَّهَواتِ‏} اي المشتهيات كما يقال فلان طلبتي وهذا سؤلي وحاجتي و«من» بيانية ولو كان لفظ الشهوات على حقيقته لعدي وربط بما بعده باللام‏ {مِنَ النِّساءِ والْبَنِينَ والْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ} في التبيان في القنطار وقيل‏ هو مل‏ء مسك ثور ذهبا وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) يعني الباقر (عليه السلام) وفي مجمع البيان وأبي عبد اللّه يعني الصادق (عليه السلام). وفي الدر المنثور أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري.

قلت وذلك احد الاحتمالات التي ذكرت في كتب اللغة. وأورد في الدر المنثور عن رسول اللّه روايات متعددة متعارضة انه الف ومائتان اوقية وفي رواية انه الف اوقية. وفي اخرى الف دينار وفي اخرى الف ومائتا دينار، وينبغي ان تكون الرواية عن الباقر والصادق وأبي سعيد في مورد السؤال عن قنطار الذهب او سقط منها قولهم او فضة. والمقنطرة المجموعة قناطير كقولهم ألوف مؤلفة {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} اي المرسلة لأن ترعى سائمة لكثرتها {وَالْأَنْعامِ‏} وهي الإبل والبقر والغنم بأصنافها والْحَرْثِ‏ وهو المغروس والمزروع. ولم يذكر في هذه ما هو محرّم العنوان ليكون تزيين اللّه له أشد في المنافاة لقدس اللّه من الأمر بالفحشاء والمنكر الذي تمجد اللّه وله المجد بتقديس جلاله وتنزهه عنه. فلا مانع من أن يكون اللّه تبارك اسمه هو المزين لحب المشتهيات المذكورة من طريق حلها كما تكفلت ببيانه الشريعة المقدسة وحددته بحدوده، زين حبها لنوع البشر تمهيدا لحسن اجتماعهم وبقاء نوعهم وانتظام اقتصادهم، وتشابكهم في عموم المنافع، وانتظام التبادل فيها، زين حب النساء والبنين لكي يسهل على الأزواج تحملهم لعشرة النساء ونفقاتهن ونقصهن نوعا في الأخلاق والاستقامة فينتظم بذلك التحمل امر التوالد والتناسل. وزين حب البنين لكي يطلب البشر التناسل ويقوموا بالمشقات المعروفة في نفقتهم وتربيتهم وحسن المداراة لهم في تربيتهم والنظر الى إصلاح أمورهم وعواقبهم. وزين حب الأموال المذكورة لينهض الناس الى العمل والعمران فتتوفر نعم اللّه على عباده وينالوا به اللذة والتنعم على حسب حبهم لمشتهياتهم ويعرفوا منها أنموذجا لنعيم‏ الآخرة الدائم فيدفعهم الشوق اليه الى الأعمال الصالحة فلا يستولي على الناس او يغالطهم العجز بالتصوف البارد، وقد تكاثرت الأحاديث في ان الزهد في الدنيا هو الورع عن محارم اللّه وقد صرح امير المؤمنين علي (عليه السلام) بانه يتعاطى التقشف في معيشته لأنه رئيس المسلمين والمنظور اليه في الاقتداء فيتسلى بحاله (عليه السلام) من الحّ الفقر عليه ومسته البأساء. وفي سورة الأعراف {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الأعراف : 31، 32] يتنعمون بها بحسب ايمانهم الصادق على الحدود المشروعة والجارية على المصالح والصلاح‏ «خالِصَةً» من تبعات العقاب والنكال‏ «يَوْمَ الْقِيامَةِ» {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 32] ‏ وما هذا التزيين الا للحكمة التي خلق اللّه بها للإنسان شهوة وقوى يتنعم بها في الحياة الدنيا بما أحله اللّه وجعل في الحلال كفاية في الحاجة وبلغة في التنعم وحدد حدوده بنهي العقل والشريعة عن الفحشاء والمنكر والبغي وما فيه المفسدة للشخص والنوع ونظامه ووعظ في ذلك وانذر وتوعد وحذر وأرسل في ذلك الرسل وانزل الكتب وشرع الشرايع واستحفظ على إقامتها الأئمة، واستخدم لها علماء الامة. نعم ان الذي يزينه الشيطان ليس هو القسم الذي يبقى به نوع الإنسان، وشرف العمران، ويقوم به نظام الاجتماع. بل هو خصوص المحرمات وما فيه فساد النظام‏ {ذلِكَ}‏ اي ما ذكر من المشتهيات‏ {مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا} الفانية {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ‏} والمرجع وهو المآب الذي لا فناء فيه ولا عناء ولا تكدير في نعيمه فهو الحسن المطلق‏.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...