المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير قوله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى ..}


  

1971       12:18 صباحاً       التاريخ: 12-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 185] .
{شَهْرُ رَمَضانَ‏} تفسير للأيام المعدودات أي وهي شهر رمضان.
وفي الكافي والفقيه وغيرهما عن الباقر (عليه السلام) لا تقولوا جاء رمضان وذهب رمضان فإن رمضان اسم من اسماء اللّه ولكن قولوا شهر رمضان. وعن امير المؤمنين (عليه السلام) ما يقرب من هذا.
وفي كنز العمال مثل قول الباقر (عليه السلام) عن ابن عمر وأبي هريرة {الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏} الى البيت المعمور في السماء ثم صار ينزله جبرائيل نجوما على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) كما في الكافي عن الصادق عليه السلام. وفي تفسير ابن جرير عن ابن عباس . وفي الدر المنثور فيما أخرجه جماعة وصححه الحاكم عن ابن عباس وفيه الى بيت العزة {هُدىً‏} حال من القرآن أي هاديا {لِلنَّاسِ} ودلائل‏ {بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ والْفُرْقانِ‏}
في الكافي وعن العياشي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم الواجب العمل به.
ثم قسم اللّه حال الناس في وقت صومهم ومشروعيته ووجوبه تأكيدا لما سبق ورفعا للشكوك فقال جلّ شأنه‏ {فَمَنْ شَهِدَ} أي حضر {مِنْكُمُ الشَّهْرَ} الشهر منصوب على الظرفية أي حضر فيه وهو غير مريض‏ {فَلْيَصُمْهُ‏} فإنه الوقت الموقت لصيامه‏ {وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ} فالمكتوب عليه ووقت صيامه المكلف به عدة أي عدة ما لم يصمه في شهر رمضان‏ {مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} لا يكون فيها مريضا ولا مسافرا ففصل اللّه بين الحكمين وميز بين الموضوعين فجعل لصوم الحاضر وقتا ولصوم المسافر وقتا. ولو كان صوم المسافر في شهر رمضان راجحا عند اللّه لما أكد هذا التقسيم والتمييز بين الموضوعين والوقتين بهذا السياق البين ولكان ذكره في هذه الآية أولى من التي قبلها لما فيه من بيان الفضل لشهر رمضان وصومه بل ان اللّه جلت آلاؤه ذكر في هذه الآية ما يزيد في البيان ويعزز الإيضاح فقال جلت آلاؤه‏ {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} النوعي بإفطار المريض والمسافر {ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} النوعي فالصوم في السفر غير مراد للّه لأن فيه عسرا نوعيا.
وفي الكافي والفقيه عن عبيد بن زرارة قال‏ قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) قوله تعالى‏ {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏} قال (عليه السلام) ما أبينها من شهد فليصمه ومن سافر فلا يصمه.
وعن العياشي عن زرارة عن الباقر (عليه السلام) ما أبينها لمن عقلها.
ولأن قوله تعالى‏ {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} في مقام التعليل وبيان بعض الغايات في كتابة الصيام على النهج المذكور في الآيتين فباعتبار جعل الصوم في المرض والسفر في أيام أخر علل بالتيسير كأنه قيل ليتيسر عليكم‏ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} عطفا على المقدر فتفوزوا بفضل صوم الأيام المعدودات كاملة العدد بخلاف ما لو لم يشرع ذلك واضطر المريض والمسافر إلى الإفطار كما هما مظنة للاضطرار إلى ذلك نوعا.
وباعتبار الهداية إلى شريعة الحق قال جل اسمه‏ {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ما هَداكُمْ‏} على هدايتكم إلى الدين والشريعة وهذا التكبير مستحب عندنا بالإجماع ولا يضر الخلاف النادر. وبذلك قال الشافعي وأحمد وابو حنيفة على ما نقل عنه ونسبه في الخلاف إلى الفقهاء. ووقته عندنا بعد صلاة المغرب من ليلة شوال والعشاء والصبح. والعيد بإجماع الإمامية ورواية الكافي والفقيه عن سعيد النقاش عن الصادق (عليه السلام) ورواية الإقبال بسنده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه (عليه السلام). ويقرب من مذهب الإمامية ما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسنديه عن زيد بن اسلم وابن عباس . وصورة التكبير مذكورة في كتب الفقه‏ {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}‏ اي ولتشكروا اللّه على نعمته عليكم بدين الحق ولطفه بتشريع الصيام وما فيه من الفوائد وتيسيره عليكم وعلى نعمة الطعام والشراب إذ تلتفتون إليها بجوعكم وعطشكم. ولا يخفى ان الشكر المطلوب ليس من الأفعال الموقتة المنقطعة التي يسوق إليها التكليف كإكمال العدّة والتكبير بل هو عمل نفسي دائم كالتقوى والاهتداء يرجع إلى اختيار الإنسان ان يديم التفاته إلى نعم اللّه ومعرفة قدرها وفقره إليها وعجزه عنها فيختار الشكر الثابت. وذلك يحتاج إلى قوة في الاختيار وثبات عليه وعلى مجاهدة الأوهام المعارضة. ولأجل هذه النكتة جرى التعبير عن التعليل والغاية بقوله تعالى‏ {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏} وكذا نظائره مما قيل في تعليله «لعلكم» وأما مقدار السفر الذي لا يصام فيه وصفته وصفة المرض فبيانه موكول إلى معرفته من السنة والإجماع في كتب الفقه‏.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...