نضج قصب السكر

بعد ازهرار القصب بثلاثة أشهر ينضج القصب ويصلح للقطع، أي: إن السيقان حينئذ تصير محتوية على أعظم كمية من السكر، ويعرف النضج حينما تذبل أوراقه الطرفية وتجف قشرته وتصفر أو تحمر وتصير سهلة الكسر، وحينما يزداد ثقل وزنه ويحمر نخاعه وتصير عصارته لزجة حلوة الطعم وإذا قطعت القصبة الناضجة قطعاً عرضانياً تجد نسجها الداخلي قد جف واحتوى على أجزاء بيضاء.

اما القصب غير الناضج فهو بالعكس ذو نسيج داخلي رخو وتدي بسبب وجود النسغ غير المتحول فإذا كان كذلك لا يجوز قطعه.

هذا والخلفة الأولى تنضج قبل قصب الغرس بشهر، والخلفة الثانية تنضج قبل الخلفة الأولى بعشرين يوماً، وقد يتأخر النضج بسبب الأمطار أو قوة النباتات فلا يكون صالحاً للقطع في الوقت المعتاد ويترك مدة حتى يستكمل نموه ويصير حلو الطعم حلاوة كافية، وإذا استحق القصب القطع يجب قطعه لأن تأخيره كثيراً يقلل عصارته، كما إن الإسراع في قطعه قبل نضجه يجعله قليل السكر وكثير الغليكوز، ويحتاج الدونم لقطعه إلى 2-3 عمال ولتقشيره إلى 10 أولاد.

والقطع يكون عن وجه الأرض من أقرب نقطة إلى الجذور، لأن القسم القريب من الجذور هو أغنى من بقية أقسام القصب بالسكر، ولأن هذا القطع يزيد نشاط الخلفة عند بدء نموها ولا يعرض الجزء الباقي في الأرض إلى الجفاف والأمراض الفطرية وتأثير حرق الأوراق، ويتم القطع إما بسكين حادة أو بالمنشار، ويشترط عند القطع ألا تحدث في الجذور التي ستبقى إلى العام القادم بخدوش أو جروح من جراء القطع.

وعقيب القطع يجب (التقشير) أي: نزع الأوراق وأغمادها جيداً فلا يترك في العيدان شيء كثير منها حتى لا تزيد نسبة الاستقطاع (الخصم من الوزن) عند فحص الوزن في معمل السكر. وبعد التقشير يكوم القصب على شكل صفوف متعامدة على خطوطه التي قطع منها ومتباعدة عن بعضها نحو 3 أمتار، ثم ينقل المحصول بعد ذلك بسرعة على معمل السكر، لأن القصب المقطوع إذا تأخر تسليمه إلى الشركة يقل وزنه بالتبخير بنسبة كبيرة يختلف حسب درجة الحرارة والرطوبة وتعرضه للرياح، وتتفاوت هذه النسبة بين 1-4٪ يومياً.

هذا إلى أنه في اليوم التالي من القطع تبدأ العصارة بالتحول من حالة سكروز قابل للتبلور إلى سكر ففليكوز غير قابل للتبلور، وتختلف سرعة التحول كاختلاف الأصناف ودرجة الحرارة التي كلما انخفضت قلت هذه السرعة، لهذا يسرع الزراع إلى تسليم القصب المقطوع عقيب قطعه مباشرة لئلا يخسر وزنه ويقل سكره ويصعب استخراج هذا السكر وينخفض ثمنه من جراء ذلك.

ولأجل تلافي هذه الخسارة إذا كان هناك أضرار للتأخر يكومون القصب المقطوع في الحقل وفي مكان ظليل أكواماً كبيرة نغطي بالقش وأوراق القصب، أما القصب المعد للمص فيجعل حزماً تحتوي على عشرة عيدان ويختلف الثمن حسب صنف القصب ونموه وغلظه والقرب أو البعد عن المدن، وإن كان غرساً أو خلفة حيث يفضل الأول لكثرة عصيره وعدم صلابته، وإذا بيع القصب بالمفرق يباع بالحزمة وإذا بيع بالجملة يباع بالوزن.