المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أحكام عقد الأمان للمشركين
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (قفط)
2024-11-27
شروط فتح الأرض صلحاً
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (تل بسطة)
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (سرابة الخادم المعبد)
2024-11-27
معبد عنيبة
2024-11-27

علم الدلالة المفردي: العلاقات الترابطية (المكونات Components)
مقارنة بين حرق المخلفات واعادة تدويرها
1-8-2016
حكم من وجب عليه سنّ وليست عنده.
7-1-2016
اعمل بقوة ونزاهة
15-2-2022
حكم نوم المضطجع.
23-1-2016
سذاب المعزة Galega (Galega officinalis)
7/10/2022


مؤتمر القوّات المسلّحة لاختيار الخليفة  
  
2984   11:10 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص13-15
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

عقدت القوّات المسلّحة مؤتمرا خاصّا بها بعد امتناع الإمام من إجابتها وقد بحثت ما تواجهه الأمّة من الأخطار إن بقيت بلا إمام وقد قرّرت إحضار المدنيّين وذوي النفوذ والوجوه فلمّا حضروا قالوا لهم : أنتم أهل الشورى وأنتم تعقدون الإمامة وحكمكم جائز على الأمّة ، فانظروا رجلا تنصبونه ونحن لكم تبع وقد أجّلناكم يومكم فو الله! لئن لم تفرغوا لنقتلنّ عليّا وطلحة والزبير وتذهب من اضحية ذلك أمّة من الناس وهرع المدنيّون نحو الإمام وقد علاهم الرعب وهم يهتفون : البيعة , البيعة ؛ أما ترى ما نزل بالإسلام وما ابتلينا به من أبناء القرى؟ أصرّ الإمام على الرفض قائلا : دعوني والتمسوا غيري , وأعرب لهم الإمام عن الموانع من قبول خلافتهم قائلا : فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه والوان ؛ لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول .

وحكى حديث الإمام الأحداث الجسام التي سيواجهها إن قبل خلافتهم وفعلا فقد تحقّقت فلم يمض وقت قليل حتى أعلن الطامعون تمرّدهم على حكومة الإمام وقاموا بعصيان مسلّح لإسقاطها .

وعلى أي حال فقد ازدحمت الجماهير على الإمام وهي تهتف باسمه قائلة له : أمير المؤمنين , أمير المؤمنين ؛ وصارحهم الإمام بالمنهج الذي يسير عليه في دور حكومته قائلا : إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا كأحدكم ؛ ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا! .

لقد وضع أمامهم المنهج الذي يسير عليه وهو الحقّ بجميع رحابه والعدل بجميع ألوانه , ورضوا بما قاله وهتفوا : ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك ؛ وانثال عليه الناس من كلّ جانب وهم يطالبونه بقبول خلافتهم ووصف الإمام في خطبته الشقشقيّة إصرار الجماهير وازدحامهم عليه بقوله : فما راعني إلاّ والنّاس كعرف الضّبع  إليّ ينثالون عليّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عطفاي  مجتمعين حولي كربيضة الغنم ؛ وأجّلهم الإمام إلى صباح اليوم الثاني لينظر في الأمر فافترقوا على ذلك .

وفكّر الإمام في قبول الخلافة فرأى أنّ المصلحة تقتضي قبولها وذلك خوفا من أن ينزو عليها علج من فسّاق بني أميّة قال (عليه السلام) : والله! ما تقدّمت عليها أي على الخلافة إلاّ خوفا من أن ينزو على الأمّة تيس من بني أميّة فيلعب بكتاب الله عزّ وجلّ .

إنّ الإمام لم تكن له أية رغبة في الخلافة فإنّه لم يكن من عشّاق الملك والسلطان ولا ممّن يبغي الحكم لينعم في خيرات البلاد ؛ إنّه ربيب الوحي الذي برهن في جميع أدوار حياته على الزهد في الدنيا والعزوف عن جميع رغباتها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.