المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الدالة الزوجية : Even Function
31-10-2021
المناطق السياحية في الإمارات- إمارة ام القوين
2-5-2022
مبيدات الادغال (مبيد فلوميتسولام (Flumetsulam
8-10-2016
تنصل يزيد من مسؤولية قتل الحسين (عليه السلام)
1-11-2017
ليزر الكيليت chelate laser
16-4-2018
Elimination reactions
14-7-2019


الثقافة الإسلامية في حكم الخلفاء  
  
1785   06:51 مساءً   التاريخ: 29-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص183-186
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

الثقافة الإسلامية في حكم الخلفاء[1]:

من أخطر المشاكل التي تواجهها الرسالات والعقائد هو تصدّي الفئات العاجزة والفارغة فكريا للدفاع عنها أو تطبيقها ، وحين يتعرّض المتصدّون للزعامة للاختبار لمعرفة رأي الرسالة ومدى علمهم بها فإنّ سكوتهم أو اختلافهم سيزرع شكّا لدى الجماهير ويزعزع ثقتهم بالرسالة ومقدرتها على مجاراة الحياة ، ومن ثمّ يتحوّل الشكّ إلى حالة مرضية تجعل الامّة تتقاعس عن التفاعل مع الرسالة أو الدفاع عنها في معترك الصراعات وخضمّ الأزمات ، ومن هنا نجد تصدّي النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) لكلّ قضيّة غامضة أو مجهولة تبدو هنا أو هناك في حياة الامّة حيث يعطي الموقف الواضح للرسالة منها ، كما ترى ذلك جليّا في سيرة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) من بعده خلال حكم الخلفاء الثلاثة حين كان يظهر للناس عجزهم وقصورهم العلمي والعملي ، إذ فسح ( عليه السّلام ) المجال إلى أقصاه للبحث والسؤال عندما تسلّم زمام الحكم .

وحين أدركت الفئة الحاكمة أنّها ليست المؤهّلة للحكم وأنّها قاصرة علميا ؛ اتّخذت عدّة إجراءات لمعالجة هذه المثالب منها :

1 - منع نشر أحاديث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لما فيها من التوجيه العلمي والبعث نحو الوعي والفاعلية في الحياة ، إضافة إلى أنّ أحاديث الرسول تعلن بوضوح أنّ أهل البيت هم المعنيّون بالخلافة وشؤون الرسالة دون من عداهم ، ومن هنا نعلم السرّ في رفع شعار « حسبنا كتاب اللّه » الذي تحدّى قائله به رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في مرضه عندما أراد أن يدوّن كتابا لن تضلّ الامّة من بعده .

ويبدو أنّ ظاهرة تحديد أو منع نشر أحاديث النبيّ بدأت قبل هذا التأريخ ، وذلك عندما منعت قريش عبد اللّه بن عمرو بن العاص من كتابة الأحاديث[2] ، كما قامت السلطة الحاكمة بحرق الكتب التي تضمّنت نصوصا من أحاديث الرسول[3].

2 - إنّ ظاهرة النهي عن السؤال عمّا لا يعلم من معاني الآيات القرآنية تعني تجريد الامّة من سلاح البحث والتحقيق والتعلّم للقرآن نفسه بعد عزل السنّة عن القرآن ، والاهتمام بظواهر القرآن من دون فسح المجال للتدبّر والتفقّه في آياته وأحكامه حتى أوصى عمر عمّاله قائلا : « جرّدوا القرآن وأقلّوا الرواية عن محمّد وأنا شريككم » . بل إنّه عاقب كلّ من يسأل عن تفسير آيات القرآن[4].

3 - فتح باب الاجتهاد في مقابل النصّ ، فقد اجتهد أبو بكر في جملة من الأحكام من دون أن يستند إلى نصّ قرآني أو حديث عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ومن ذلك مصادرة تركة النبيّ ومنع أهل البيت من حقّهم في الخمس ، واحراقه الفجاءة السلمي[5] وفتواه في مسألة الكلالة[6] وفتواه في إرث الجدّة[7] ، كما اجتهد عمر بن الخطّاب في التمييز في العطاء خلافا لسنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله )[8] واجتهد في منع متعتي الحجّ والنساء وغيرها ممّا تجده في كتاب ( النصّ والاجتهاد )[9] ، وقد اجتهد عثمان بن عفّان في إسقاط القود عن عبيد اللّه بن عمر[10] وتأوّل في جملة من الأحكام الصريحة خلافا لما قرّره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حتى ثار عليه المسلمون كما عرفت .

كلّ هذه الأمور وغيرها أثارت للدولة الإسلامية وللامّة المسلمة الكثير من المصاعب والمصائب التي كانت السبب الرئيس في انحراف المسيرة المقرّرة للرسالة الإسلامية ووقوع الكثيرين في شباك الفتن والضلالة حتى قال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) عن ذلك :

« إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، ويتولّى عليها رجال رجالا على غير دين اللّه ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ ؛ لم يخف على المرتادين ، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ، وينجو الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى »[11].

 


[1] للمزيد من التفصيل راجع معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري : 2 / 43 .

[2] سنن الدارمي : 1 / 125 ، وسنن أبي داود : 2 / 262 ، ومسند أحمد : 2 / 162 وتذكرة الحفّاظ : 1 / 2 .

[3] طبقات ابن سعد : 5 / 140 ط . بيروت .

[4] تاريخ ابن كثير : 8 / 107 ، وسنن الدارمي : 1 / 54 ، وتفسير الطبري : 3 / 38 والإتقان للسيوطي : 1 / 115 .

[5] تأريخ الطبري : 2 / 448 ط مؤسسة الأعلمي .

[6] سنن الدارمي : 2 / 365 ، والسنن الكبرى للبيهقي : 6 / 223 .

[7] سنن الدارمي : 2 / 359 ، وأسد الغابة : 3 / 299 .

[8] فتوح البلدان : ص 55 ، وتأريخ الخلفاء للسيوطي : 136 .

[9] كنز العمال : 16 / 519 الحديث 45715 ، وزاد المعاد لابن القيم : 2 / 205 .

[10] راجع منهاج السنّة لابن تيمية : 3 / 193 ، وهناك اجتهادات كثيرة للخلفاء تذكرها كتب التأريخ .

[11] نهج البلاغة : الخطبة ( 50 ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.