أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2019
1688
التاريخ: 26-11-2015
2077
التاريخ: 2024-05-24
519
التاريخ: 8-4-2021
1828
|
دودة الحرير الخروعية حشرة مستأنسة تتغذى على نبات الخروع، ولذلك فقد استمدت اسمها من اسم هذا النبات (Eri) كما يسميه أهالي منطقة أسام الهندية - وقد رفدت هذه الحشرة إلى بلادنا منذ مدة وجيزة، وجريت تربيتها تحت ظروف البيئة ونجحت التربية نجاحا يبشر بالخير.
وما زالت التجارب مستمرة للتوصل إلى أفضل طرق التربية وإنتاج الشرانق وإعداد الحرير لاستخدامه في الصناعة.
والشائع أن الحرير الطبيعي المألوف هو الحرير الذي تنتجه دودة القز التي تغذي على ورق التوت والتي تعيش مستأنسة في بقاع كثيرة من العالم منذ عهد بعيد ولكن هناك ضروبا أخرى من الحرير الطبيعي تنتجها أنواع من الديدان لا تعتمد في غذائها على أوراق التوت وتغذى على عوائل شيء منها دودة الحرير الخروعية التي تتخذ من أوراق نبات الخروع غذاء رئيسا لها.
وكانت هذه الحشرة تعيش معيشة برية في الغابات والأحراش وقد أمكن استئناسها وتربيتها في المنازل منذ عهد بعيد - وتفضل الحشرة الحياة في المناطق الرطبة ذات الجو المعتدل لأن الرطوبة تساعد على سرعة نمو الديدان وقد كون أهالي أسام خبرة كبيرة في تربية الديدان وفك الشرانق وغزلها وقد امتازت دودة حرير ابري المذكورة بقلة الأمراض التي تتعرض لها في أطوارها المختلفة سرعة نموها وقدرتها على تحمل درجات متباينة من الحرارة - تتراوح ما بين 12-37 م ودرجات مختلفة من الرطوبة قد تصل إلى نحو ۸۰-۱۰۰ ٪.
وهي حشرة متعددة الأجيال وتعطى عادة ستة أجيال في السنة أي، يمكن تربيتها على مدار العام وهذه ميزة على جانب عظيم من الأهمية إذا ما قورنت بدودة القز التي لا تعطى إلا جيلا واحدا أو جيلين في السنة.
شرنقة دودة حرير ايري:
شرنقة هذه الدودة كبيرة بيضاوية مفتوحة من أحد طرفيها بيضاء اللون وأحيانا يكون لونها طوبيا وقد استؤنست هذه الحشرة من قرون عديدة وتوالت عليها عمليات الانتخاب، والتحسين حتى أصبحت السلالات المستأنسة فيها تفوق السلالات البرية وتعلو عليها سواء في إنتاج الشرانق أو مقاومتها للأمراض.
الغذاء المفضل للدودة:
تعتبر أوراق الخروع الغذاء الرئيسي لديدان هذه الحشرة ولكنه يمكن تربيتها على أوراق نباتات أخرى. غير أنه من الملاحظ ان نوع ولون الشرانق يتوقف تماما على نوع الغذاء المقدم للديدان والذي تعتبر أوراق الخروع أفضلها جميعا.
أطوار الحشرة:
لا تضع فراشات ايرى بيضها إلا أثناء - الليل ويفقس البيض عادة في الصباح الباكر واليرقات الصغيرة جسمها مغطى بشعر أسود كثيف قصير وجلدها أصفر لامع - وبعد الانسلاخات المتكررة يصبح لون اليرقات مائلا قليلا إلى الخضرة تنسلخ اليرقات أربع مرات وتغزل شرانقها عند محور ورقة الخروع وعادة بين طيتها وتتحول الدودة إلى عذراء بداخل الشرنقة الحريرية تخرج الفراشات من الشرانق عادة في الصباح الباكر ويستمر خروجها إلى قرب الظهيرة. وبعد خروج الفراشات من الشرانق وسرعان ما تزحف إلى حواف حواجز براويز التربية وتتعلق بها في وضع رأسي، حتى يتم فرد أجنحتها وأطرافها تماما واناث الفراشات ليست لها القدرة على الطيران ولكنها تحرك أجنحتها بين حين وآخر. أما الذكور فتستطيع أن تطير كما تشاء باحثة عن الإناث - المناسبة حيث تم عملية التلقيح التي تستغرق من الزمن ثلاثة أرباع الساعة ويكون التلقيح دائما أثناء الليل ويستطيع الذكر الواحد أن يقوم بتلقيح أربع أناث وتضع الأثاث الملقحة بيضها في شكل لطع اثناء الليل وتستمر في وضع البيض لمدة ليلتين أو ثلاث ليال ويبلغ ما تضعه الأنثى الواحدة حوالي 300-500 بيضة - ويكون لون البيض حديث الوضع أبيض ثم يتحول تدريجيا إلى اللون الأسود الفاتح هذا ويجب حماية البيض من فتك الفيران والسحالي والنمل التي تقبل جميعها على تناوله بشراهة زائده.
شكل الفراشة:
يمكن تمييز الفراشات الإناث عن الذكور بسهولة فبطن الأنثى الحجم منتفخ لامتلائه بالبيض بينا بطن الذكر مغزلي الشكل مدبب الحجم.
وضع البيض:
تفضل الفراشات أن تضع بيضها ما بين درجتي حرارة 24-26 م ولذلك يجب تعديل درجات الحرارة سواء بالتدفئة أم بالتبريد حتي لا تتجاوز الحدود المذكورة ويفقس البيض في مدة - أدناها سبعة أيام وأقصاها عشرون يوما ويرجع الفرق طبعا إلى اختلاف درجات الحرارة و يستحسن حفظ البيض في أماكن باردة ثم يؤخذ منه المقدار اللازم لتفقيسه حيث يوضع في مكان ذي درجة حرارة مناسبة..
معاملة اليرقات:
عند فقس البيض تغطى اليرقات الصغيرة بطبقة من أوراق الخروع الغضة فلا تلبث أن تزحف إلى السطح العلوي لهذه الأوراق ثم تنقل الأوراق بما علق بها من الديدان إلى براريز التربية مع تجنب حشد عدد كبير من الديدان في مكان واحل.
وتغذي الديدان الصغيرة بأوراق الخروع الغضة وكلما كبرت في العمر تزود بأوراق الخروع الأكبر سنا وهكذا حتى تشرنق.
هذا ويجب الامتناع عن تزويد الديدان بأوراق الخروع المتربة أو القذرة أو المصابة بالأمراض أو الصفراء الذابلة، ويتراوح عدد مرات التغذية ما بين أربع إلى خمس مرات في اليوم الواحد ومع تقدم الديدان في العمر تغذى على أوراق الخروع التي تعلق في شكل حزم راسية وهذه الطريقة في التغذية طريقة اقتصادية فضلا عن أن الأوراق تظل نظيفة بعيدة عن البراز ومخلفات اليرقات كذلك فهي طريقة صحيحة تمنع التزاحم وما يتسبب عنه من انتشار الأمراض ويجب أن تكون المسافات ما بين حزم الأوراق واسعة ولذلك أهمية عظمى في سلامة اليرقات وسرعة نموها وعند وصول اليرقة إلى السن المناسبة نصوم عن الغذاء وتقذف بآخر كرات البراز التي توجد في أمعائها مع قليل من السوائل ثم تبدأ في غزل الشرنقة وتنتهي اليرقة من غزل الشرنقة بعد ثلاثة أيام من بدء عملية الغزل وإذا كان الجو صيفا وفي خمسة أيام أثناء فصل الشتاء وتخرج الفراشة من الشرنقة في زمن يتراوح ما بين 15-20 يوما وذلك من بدء اليرقة لعملية الغزل. ويرجع هذا تبعا لاختلاف درجات الحرارة ولا تتعرض دودة حرير أيرى لما تتعرض له ديدان القز من - أمراض فلها القدرة على مقاومة الكثير من الأمراض والنجاة منها - ولما كانت شرنقة دوده حريري ايرى ، مفتوحة من أحد طرفيها بخلاف شرنقة دودة القز فإن الخيط المتكون من الشرنقة لا يكون متصلا وبذلك نختلف طريقة حل الخيط عنها في حالة دودة القز.
حل الشرانق:
لحل شرانق دودة ايرى تغلى أولا في محلول من الماء والصودا أو البوتاسا إن وجدت ، أو في محلول مكون من الماء المضاف إليه الرماد المتخلف من حرق أوراق الأشجار أو أغصانها أو تبن القمح والغرض من العملية السابقة هو إذابة الطبقة الصمغية التي تغلف خيط الحرير والتي تذوب في المحاليل القلوية الساخنة وزيادة المدة اللازمة لغلى الشرانق عن المدة اللازمة تسبب تلف الخيط ولذلك يجب الاحترام في هذه العملية ولإجراء الغلي توضع الشرانق في صرة من الشاش وتغير في المحلول المغلي بضع دقائق ثم ترفع الصرة وتغسل بالماء الباردة عدة مرات حتى تزول ، آثار المادة القلوية عن الشرانق المعاملة وتعلق الصرة بعد ذلك لتصفية أكبر كمية ممكنة من الماء الذي بلل الشرانق ثم نستخرج الشرانق من الصرة وتفرش فوق فرشة نظيفة وترك لتجف بعد هذه المعاملة تكون الشرانق معدة لعملية الغزل - وتستعمل المغازل اليدوية المصنوعة من الخشب مثل تلك التي يستعملها القرويون في بلادنا في غزل صوف ، الطواقي وقد تستعمل المغازل الميكانيكية في إنتاج وغزل الخيوط ثم يأتي بعد ذلك دور المصانع الخاصة بنسج خيوط حرير ايري وإنتاج الأقمشة ، الحريرية المشهورة بهذا الاسم في الهند وهضبة التبت ودول الشرق الأقصى.
مستقبل الحشرة في جمهورية مصر العربية:
يتضح مما سبق أنه يمكن تربية دودة حرير ايرى تحت ظروف البيئة في جميع شهور السنة إذ أن مناخ بلادنا لا يختلف كثيرا عن مناخ البلاد التي وفدت منها هذه الحشرة أما غذائها المفضل وهو أوراق الخروع، فلا يخفى على القارئ مدى انتشار اوراق الخروع في جميع أصقاع الريف المصري وهو بخلاف التوت نبات دائم الخضرة غزير الأوراق مما يزيد من سهولة عملية التربية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|