أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/الحساب والحشر وكيفيته/الإمام علي (عليه السلام)
الغضائري، عن
علي بن محمد العلوي، عن محمد بن موسى الرقي، عن علي ابن محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه،
عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة ، عن شريح القاضي، عن أمير المؤمنين
عليه السلام في خطبة طويلة قال: اسمع يا ذا الغفلة والتصريف من ذي الوعظ والتعريف،
جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال والحباء والنكال، يوم تقلب إليه أعمال الانام،
وتحصى فيه جميع الآثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل ما
في بطونها، وتفرق من كل نفس وجيبها، ويحار في تلك الاهوال عقل لبيبها، إذ
نكرت الارض بعد حسن عمارتها، وتبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتها، أخرجت من معادن
الغيب أثقالها، ونفضت إلى الله أحمالها، يوم لا ينفع الحذر إذ عاينوا الهول الشديد
فاستكانوا، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، واستسلمت
النفوس إلى الله بأسبابها، كشف عن الآخرة غطاؤها، فظهر للخلق أنباؤها، فدكت الارض
دكا دكا، ومدت لأمر يراد بها مدا مدا، واشتد المبادرون إلى الله شدا شدا، وتزاحفت الخلائق
إلى المحشر زحفا زحفا ورد المجرمون على الاعقاب ردا ردا، وجد الامر
ويحك يا إنسان جدا جدا، وقربوا للحساب فردا فردا، وجاء ربك والملك صفا صفا، يسألهم
عما عملوا حرفا حرفا، وجيء بهم عراة الابدان، خشعا أبصارهم، أمامهم الحساب،
ومن ورائهم جهنم يسمعون زفيرها ويرون سعيرها، فلم يجدوا ناصرا ولا وليا يجيرهم
من الذل، فهم يعدون سراعا إلى مواقف الحشر يساقون سوقا، فالسماوات مطويات بيمينه
كطي السجل للكتب، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم يظنون أنهم لا يسلمون، ولا يؤذن
لهم فيتكلمون، ولا يقبل منهم فيعتذورن، قد ختم على أفواههم، واستنطقت أيديهم
وأرجلهم بما كانوا يعملون، يا لها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميز بين
الفريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير، من مثل هذا فليهرب الهاربون، إذا كانت
الدار الآخرة لها فليعمل العاملون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 98 ]
تاريخ النشر : 2024-03-18