أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/الجنة ونعيمها/الإمام الصادق (عليه السلام)
أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير قال:
قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يابن رسول
الله شوقني، فقال: يا أبا محمد إن الجنة توجد
ريحها من مسيرة ألف عام، وإن أدني أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس
لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص مما عنده شئ، وإن أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل
الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الازواج والخدم والانهار
والثمار ما شاء الله، فإذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة
الثانية، ففيها ما ليس في الاولى، فيقول: يا رب أعطني هذه، فيقول: لعلي إن أعطيتكها
سألتني غيرها، فيقول: رب هذه هذه، فإذا هو دخلها وعظمت مسرته
شكر الله وحمده قال: فيقال: افتحوا له باب الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فإذا قد فتح
له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند تضاعف مسراته: رب لك الحمد
الذي لا يحصى إذ مننت علي بالجنان وأنجيتني من النيران فيقول: رب أدخلني الجنة
وأنجني من النار، قال أبو بصير: فبكيت وقلت له: جعلت فداك زدني، قال: يا أبا
محمد إن في الجنة نهرا في حافيتها جوار نابتات، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها
وأنبت الله مكانها اخرى، قلت: جعلت فداك زدني، قال المؤمن يزوج ثمان مائة عذراء
وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمان مائة عذراء ؟ قال:
نعم ما يفترش منهن شيئا إلا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين
؟ قال: من الجنة ويرى مخ ساقيها من وراء سبعين حلة، قلت: جعلت فداك ألهن كلام
يتكلمن به في الجنة ؟ قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلائق بمثله. قلت: ما هو ؟
قال يقلن: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن المقيمات فلا نظعن،
ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، نحن اللواتي (لو
علق إحدانا في جو السماء لأغنى نورنا عن الشمس والقمر خ ل) لو أن قرن إحدانا
علق في جو السماء لأغشى نوره الابصار.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 8 / صفحة [ 120 ]
تاريخ النشر : 2023-12-23