أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/الامام الباقر عليه السلام
عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه
تحلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب {حم * وَالْكِتَابِ
الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا
مُنْذِرِينَ } [الدخان: 1 - 3] فإنها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله، يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا
خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد صلى الله عليه
وآله قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض، فقال السائل: لا،
قال أبو جعفر عليه السلام: أرأيت بعيثه أليس نذيره، كما أن رسول الله صلى الله
عليه وآله في بعثته من الله عز وجل نذير، فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد إلا
وله بعيث نذير قال: فإن قلت لا فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله من في أصلاب
الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟
قال: بلي إن وجدوا له مفسرا قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب عليه
السلام.
قال السائل: يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة؟ قال: أبى الله
أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله مع
خديجة مستترا حتى أمر بالاعلان، قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟ قال:
أو ما كتم علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله
حتى ظهر أمره؟ قال: بلى، قال: فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله.
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
المصدر : أصول الكافي
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 249