التفسير بالمأثور/الامامة/الإمام الباقر (عليه السلام)
روى محمد بن
خالد البرقي مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
عزوجل : « لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب» قال : هم مكذبوا الشيعة ، لان الكتاب
هو الآيات ، وأهل الكتاب الشيعة ، وقوله : «والمشركين منفكين» يعني المرجئة « حتى
تأتيهم البينة » قال : يتضح لهم الحق وقوله : « رسول من الله » يعني محمدا صلى الله عليه وآله « يتلو صحفا مطهرة »
يعني يدل على اولي الامر من بعده وهم الائمة
عليهم السلام وهم الصحف المطهرة ، وقوله : « فيها كتب قيمة» أي عندهم الحق
المبين ، وقوله : « وما تفرق الذين اوتوا الكتاب » يعني مكذبوا الشيعة ، وقوله : «
إلا من بعدما جاءتهم البينة » أي بعدما جاءهم الحق « وما امروا» هؤلاء الاصناف «
إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين » والاخلاص الايمان بالله وبرسوله (ص)
والائمة عليهم السلام ، وقوله : «
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة » فالصلاة والزكاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام « وذلك دين القيمة » قال : هي فاطمة عليها السلام ، وقوله : « إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات » قال : الذين آمنوا بالله وبرسوله وباولي الامر
وأطاعوهم بما أمروهم به فذلك هو الايمان والعمل الصالح ، وقوله : « رضي الله عنهم
ورضوا عنه» قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : الله راض عن المؤمن في الدنيا
والآخرة ، والمؤمن وإن كان راضيا عن الله فإن في قلبه ما فيه لما يرى في هذه
الدنيا من التمحيص ، فإذا عاين الثواب يوم القيامة رضي عن الله الحق حق الرضا وهو
قوله : « ورضوا عنه » وقوله : « ذلك لمن خشي ربه » أي أطاع ربه.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 369 ]