أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام علي (عليه السلام)
أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو عبيد
الله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثني محمد بن أبي
السري، قال: حدثنا هشام، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، قال: لما
وقع الاتفاق على كتب القضية بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين معاوية بن أبي
سفيان، حضر عمرو بن العاص في رجال من أهل الشام، وعبد الله بن عباس في رجال من أهل
العراق، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للكاتب: اكتب هذا ما تقاضى عليه أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.
فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه،
ولا تسمه بإمرة المؤمنين، فإنما هو أمير هؤلاء وليس بأميرنا.
فقال الأحنف بن قيس. لا تمح هذا الاسم،
فإني أتخوف إن محوته لا يرجع إليك أبدا.
فامتنع أمير المؤمنين (عليه السلام) من
محوه، فتراجع الخطاب فيه مليا من النهار، فقال الأشعث بن قيس: امح هذا الاسم ترحه
الله.
فقال أمير المؤمنين: الله أكبر سنة بسنة،
ومثل بمثل، والله إني لكاتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الحديبية، وقد
أملى علي: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو. فقال له سهيل: امح رسول
الله، فإنا لا نقر لك بذلك، ولا نشهد لك به، اكتب اسمك واسم أبيك، فامتنعت من محوه
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): امحه يا علي، وستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على
مضض.
فقال عمرو بن العاص: سبحان الله! ومثل هذا
يشبه بذلك، ونحن مؤمنون وأولئك كانوا كفارا!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا بن
النابغة، ومتى لم تكن للفاسقين وليا، وللمسلمين عدوا، وهل تشبه إلا أمك التي دفعت
بك؟
فقال عمرو: لا جرم لا يجمع بيني وبينك مجلس
أبدا.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله
إني لأرجو أن يطهر الله مجلسي منك ومن أشباهك، ثم كتب الكتاب وانصرف الناس.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 187
تاريخ النشر : 2024-09-04