أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام/الامام الصادق عليه السلام
|
سمعت وأطعت ... تاريخ النشر : 2024-08-28
|
حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثنا أبو نجيح المسمعي،عن الفيض بن المختار، قال:
" قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها من أكرتي على أن ما أخرج الله منها من شئ كان لي من ذلك النصف أو الثلث وأقل من ذلك أو أكثر، هل يصلح ذلك؟
قال: لا بأس به.
فقال له إسماعيل ابنه: يا أبتاه، لم تحفظ.
قال: أوليس كذلك أعامل أكرتي؟
يا بني، أليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك: الزمني فلا تفعل. فقام إسماعيل وخرج.
فقلت: جعلت فداك، فما على إسماعيل ألا يلزمك إذ كنت متى مضيت أفضيت الأشياء إليه من بعدك كما أفضيت الأشياء لك من بعد أبيك.
فقال: يا فيض، إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.
قلت: جعلت فداك، فقد كان لا أشك في أن الرحال تحط إليه من بعدك، فإن كان ما نخاف وإنا نسأل الله من ذلك العافية فإلى من؟ فأمسك عني، فقبلت ركبته، وقلت: ارحم شيبتي، فإنما هي النار ، إني والله لو طمعت أن أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف أن أبقى بعدك.
فقال لي: مكانك، ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه ودخل فمكث قليلا، ثم صاح بي: يا فيض، ادخل، فدخلت فإذا هو بمسجده قد صلى وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه، فدخل عليه أبو الحسن موسى (عليه السلام) وهو يومئذ غلام في يده درة، فأقعده على فخذه، وقال له: بأبي أنت وأمي، ما هذه المخفقة التي بيدك؟فقال: مررت بعلي أخي وهي في يده وهو يضرب بها بهيمة، فانتزعتها من يده، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا فيض، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها عليا، ثم ائتمن عليها علي الحسن، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه، وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، وائتمنني عليها أبي، فكانت عندي، وقد ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته وهي عنده، فعرفت ما أراد.
فقلت: جعلت فداك، زدني.
فقال: يا فيض، إن أبي كان إذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسني عن يمينه ودعا، فأمنت، فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع - بابني - هذا وقد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير.
قال فيض: فبكيت سرورا، ثم قلت له: يا سيدي، زدني.
فقال: إن أبي كان إذا أراد سفرا وأنا معه فنعس وكان هو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي ولدي هذا.
فقلت له: زدني، جعلت فداك.
فقال: يا فيض، إني لأجد ابني هذا ما كان يعقوب يجده بيوسف.
فقلت: سيدي، زدني.
فقال: هو صاحبك الذي سألت عنه، قم فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت يده ورأسه، ودعوت الله له، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنه لم يؤذن لي في المرة الأولى منك.
فقلت: جعلت فداك، أخبر به عنك؟قال: نعم، أهلك وولدك ورفقاءك، وكان معي أهلي وولدي، وكان معي يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك، وقال يونس:
لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت به عجلة، فخرج فاتبعته، فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول - وقد سبقنا - يونس، الأمر كما قال لك فيض اسكت وأقبل. فقال: سمعت وأطعت، ثم دخلت، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام) حين دخلت: يا فيض، زرقه زرقه . قلت له: قد فعلت " .
المصدر : الغَيبة
المؤلف : محمد بن إبراهيم النعماني
الجزء والصفحة : ص 340
تاريخ النشر : 2024-08-28