أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله: " إلا
ما حرم إسرائيل " أي يعقوب " على نفسه " اختلفوا في ذلك الطعام
فقيل: إن يعقوب أخذه وجع العرق الذي يقال له عرق النساء
فنذر إن شفاه الله أن يحرم العروق ولحم الابل
وهو أحب الطعام إليه، عن ابن عباس و غيره ; وقيل: حرم إسرائيل على نفسه لحم الجزور
تعبدا لله، وسأل الله أن يجيز له فحرم الله تعالى ذلك على ولده ; وقيل: حرم زائدة
الكبد والكليتين والشحم إلا ما حملته الظهور واختلف في أنه عليه السلام كيف حرم
على نفسه ؟ فقيل: بالاجتهاد وهو باطل ; وقيل: بالنذر ; و قيل: بنص ورد عليه ; وقيل:
حرمه كما يحرم المستظهر في دينه من الزهاد اللذة على نفسه " من قبل أن تنزل التورية
" أي كل الطعام كان حلالا لنبي إسرائيل قبل أن تنزل التوراة على موسى، فإنها
تضمنت تحريم ما كانت حلالا لبني إسرائيل. واختلفوا فيما حرم عليهم فقيل: إنه حرم
عليهم ما كانوا يحرمونه قبل نزولها اقتداء بأبيهم يعقوب ; وقيل: لم يحر مه الله عليهم
في التوراة، وإنما حرم عليهم بعد التوراة بظلمهم وكفرهم، وكانت بنو إسرائيل إذا
أصابوا ذنبا عظيما حرم الله عليهم طعاما طيبا وصب عليهم رجزا وهو
الموت، وذلك قوله تعالى: " فبظلم من الذين هادوا " الآية. وقيل لم يكن
شيئا من ذلك حراما عليهم في التوراة وإنما هو شئ حرموه على أنفسهم اتباعا لأبيهم، وأضافوا
تحريمه إلى الله فكذبهم الله تعالى، واحتج عليهم بالتوراة، فلم يجسروا على إتيان
التوراة لعلمهم بصدق النبي صلى الله عليه واله وكذبهم، وكان ذلك دليلا ظاهرا على
صحة نبوة نبينا صلى الله عليه واله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [216]
تاريخ النشر : 2024-08-14