الحسين بن علي
بن بزيع باسناده ، عن أبي رجاء العطاردي قال : لما بايع الناس لابي بكر دخل أبو ذر
الغفاري رضي الله عنه المسجد فقال أيها الناس «إن الله أصطفى آدم ونوحا وآل
إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم» فأهل بيت
نبيكم هم الال من ابراهيم ، والصفوة والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من
محمد صلى الله عليه وآله ، فبمحمد شرف شريفهم ، فاستوجبوا حقهم ، ونالوا
الفضيلة من ربهم كالسماء المبنية ، والارض المدحية ، والجبال المنصوبة ، والكعبة
المستورة ، والشمس الضاحية ، والنجوم الهادية ، والشجرة النبوية : أضاء زيتها ،
وبورك ما حولها ، فمحمد صلى الله عليه وآله وصي آدم ، ووراث علمه وإمام المتقين،
وقائد الغر المحجلين ، وتأول القرآن العظيم ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام
الصديق الاكبر ، والفاروق الاعظم ، ووصي محمد صلى الله عليه وآله ووارث علمه
وأخوه، فما بالكم أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها ، لو قدمتم من قدم الله ، وخلفتم
الولاية لمن خلفها له النبي ، والله لما عال ولي الله ، ولا اختلف إثنان في حكم
الله ولا سقط سهم من فرائض الله ، ولا تنازعت هذه الامة في شيء من أمر دينها ، إلا
وجدتم علم ذلك عند أهل بيت نبيكم لان الله تعالى يقول في كتابه العزيز « الذين آتيناهم
الكتاب يتلونه حق تلاوته » فذوقوا وبال ما فرطتم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 28 / صفحة [ 267 ]
تاريخ النشر : 2025-07-23