أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
" وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم
المن والسلوى " الآية، فإن بني إسرائيل لما عبر بهم
موسى البحر نزلوا في مفازة فقالوا: يا موسى أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمران
إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا ماء، وكانت تجئ بالنهار غمامة تظلهم من الشمس وينزل
عليهم بالليل المن فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه، وبالعشي يجئ طائر مشوي
فيقع على موائدهم، وإذا أكلوا وشبعوا طار ومر، وكان مع موسى حجر يضعه في وسط العسكر
ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا كما حكى الله، فيذهب الماء إلى كل
سبط في رحله، وكانوا إثني عشر سبطا، فلما طال عليهم الامد قالوا: " يا موسى
لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج
لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها
وبصلها " والفوم هي الحنطة، فقال لهم موسى: " أتستبدلون الذي هو أدنى
بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم
" فقالوا: " يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن
ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " فنصف الآية في سورة البقرة
وتمامها وجوابها لموسى في سورة المائدة. قوله: " وقولوا حطة " أي حط عنا ذنوبنا،
فبدلوا ذلك وقالوا: حنطة، وقال الله: " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم
فأنزلنا على الذين ظلموا " آل محمد صلوات الله عليهم حقهم " رجزا من
السماء بما كانوا يفسقون ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [174]
تاريخ النشر : 2024-08-11