علينا ان ندرك مهما طال بنا الاجل فلا بد وان ينتهي، وان الدنيا فانية وزائلة، وان الانسان مهما بلغ من جاه ومنصب وكثرت ثروته، فلا بد وان يأتي اليوم الذي يصاب به بالبلاء، كأن يتعرض لحادث سير فيفقد أحد أعضاء جسمه فيصبح معاق جسدياً، او يخسر ثروته كلها او جزء منها، او يصاب بمرض لا علاج له وعلى أثره يفارق الحياة، او يفقد عزيز له، هذه كلها ابتلاءات ومصائب من اليقين نمر بها في حياتنا.
فيعتقد بعض الناس (ولا أصل لهذا الاعتقاد في الإسلام) أنه إذا آمن، فإن الله (عز وجل) يبعد عنه هذه المصائب والمتاعب، ويصب عليه ما يرجو ويتمنى في هذه الحياة!.
وهؤلاء الصنف من الناس، تعظم عليهم الفتن والبلاءات لمجرد وقوعها، فينهارون تحت تأثيرها، وتتغير حياتهم، وربما قد يتغير حتى دينهم والتزامهم، فإذا عاشوا، يعيشون في حيرة، وإذا ماتوا، يموتون في حسرة وندم.
فالحق، أن الانسان المؤمن ينتظر البلاء كما ينتظره غيره، بل أكثر من غيره، لأن الامتحان والاختبار بالمصيبة والبلاء يكبر مع الإيمان، فأشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل).
روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (إن البلاء والمصيبة أسرع إلى الانسان المؤمن التقي، من المطر إلى قرار الأرض، وهذا اختبار وامتحان له، فمن خلاله يبين مدى رضاه بقضاء الله وقدره.
وفي رواية أخرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء، كما تغذي الوالدة ولدها باللبن).
فالابتلاءات والمصائب كثيرة إضافة الى ما ذكرناها سابقاً ان الانسان المؤمن، قد يهجر منزله لسبب ما يضطره الى هذا الفعل، أو يضطر للعيش مع سيئي الخلق مثل العيش مع زوج أو زوجة أو أولاد أو إخوة، وهذا ما نراه كثيراً في الوقت الحالي عند بعض الاسر، أو يجاور أهل الشر، أو يتهم بالإشاعات من خلال ذوي الألسن الباغية والمشتغلون بأعراض الناس والقيل والقال.
فهنا يجب على الانسان المؤمن التقي الذي يؤمن بقضاء الله وقدره ان يصبر، ويحتسب امره الى الله سبحانه وتعالى.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وهو يُذكر في كل أربعين يوماً ببلاء، إما في ماله، أو في ولده، أو في نفسه فيؤجر عليه، أو هم لا يدري من أين هو).
فبالنهاية الانسان غير كامل، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، وان الانسان لا يخلو من الذنوب والخطايا، وهذه الابتلاءات والمصائب التي تلاحقه في حياته انما هي لاختباره وبيان مدى يقينه ورضاه بقضاء الله وقدره، والاهم لتقليل الذنوب التي فعلها، ليقابل الله (عز وجل) بأعمال مقبولة وذنوب مغفورة، فعن الامام الكاظم (عليه السلام): مثل المؤمن كمثل الميزان، كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه، ليلقى الله (عز وجل)، ولا خطيئة له.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN