الزواج هو رباط مقدس يجمع شخصين بعقد شرعي وهو من السنن المحببة في الدين الإسلامي، لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]،
ولا يوجد في العالم كله مكان يضاهي بيت الزوجية، فلو ذهبنا لكل بقاع العالم، لا نجد أفضل من بيت الزوجية نأوي اليه لنعود ونجد في هذا البيت زوجة قد هيأت كل وسائل الراحة التي تزيل الهم والتعب والعناء الذي بذلناه لساعات طويلة في العمل خارج البيت، وكذلك الأطفال الذي يكون لوجودهم في البيت دور كبير لإزالة التعب والهم ورسم الابتسامة وبث السعادة على وجه الاب عند عودته اليهم.
الكدر وفقدان السعادة يجلبان المرض، ومن الجهل أن نسمح لأسباب تافهة بسيطة تكدر حياتنا الاجتماعية، أو تثير غضبنا، فنضل نتجادل ونتناقش بأمور تافهة لا تستحق ذلك الانفعال، مما يؤدي الى تعكير صفو الجو الاسري وفقدان السعادة فيرتفع الضغط في دمائنا، وتخفق قلوبنا، وتضطرب أمعاؤنا.. إلى ما هنالك من أمراض قد تكون سبباً في شقائنا كل الحياة.
فلتكوين بيت سعيد يجب ان يكون تكوينه خالي من خصام ونزاع أسري، وان لا يُسمع فيه الكلام اللاذع القاسي بين الزوجين امام الأطفال، ولا النقد المرير، وتقع المسؤولية في خلق هذه السعادة البيتية او البيت السعيد على الوالدين حصراً، فكثيراً ما يهدم البيت لسان لاذع من أحد الطرفين (الوالدين)، أو طبع حاد يسرع إلى الخصام، وكثيراً ما يهدم أركان السعادة البيتية كذلك حب التسلط وعدم الإخلاص من قبل أحد (الوالدين)، فينشأ الأولاد، وهم الذين يراقبون حياة الوالدين، على حب التسلط والخصام والكلام اللاذع وعدم الإخلاص.. ومتى نشأ أفراد العائلة على تلك الخصال زال كل أثر لسعادة البيت والراحة والطمأنينة التي تتمناها كل عائلة.
في الواقع أننا لا نستطيع أن نخدع أولادنا ونوهمهم بأننا دائما سعداء، فهم يعرفون ما بداخلنا ويعرفون أحيانا حتى أسرارنا، ومطّلعين على سلوكنا وتصرفاتنا في البيت وحتى تجاه الآخرين، فهم يقتدون بنا، أو يحكمون علينا حسب ما يرونه من أفعال تصدر عنا وقد يستخدمون نفس المنهج تجاه الاخرين (الغرباء) وهذا قد يؤدي الى مشاكل لا تحمد عقباها.. وإذا قلّت ثقتهم بنا، قلت ثقتهم بكل الذين يعيشون معهم.
حيث كتب أحد علماء الاجتماع في الاسرة السعيدة والحياة الزوجية ما مضمونه هو: (لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق ويعيشون حياة زوجية سعيدة وبيت هادئ تملئه الراحة والسعادة والطمأنينة، هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من الماء؛ ذلك لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجياً حتى يتعذر إصلاحها).
وبالنهاية فأن السعادة الزوجية والاسرة السعيدة أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، كلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN