من الصفات الحسنة والعظيمة التي لا بد ان توجد عن الفرد منا هي (الرضا) فصفة الرضا هي من الأمور الجميلة، والتي تدخل السرور والهدوء إلى قلب الانسان، فيكفي ان يكون الانسان مرتاح نفسيا وراضي بما قسمه الله له في حياته، فالرضا ليس بعجز عند الانسان وإنما هو هدوء وسكينة وقناعة بان يكتفي عن الجري وراء مغريات الحياة الفانية.
كما ان من جملة وصايا النبي - صلى الله عليه وآله - لأصحابه؛ أن ذكر لهم بأنه مأمور بأن ينظر إلى من هو دونه بالنعمة والرزق، ولا ينظر لمن هو فوقه، وقد أوصى العبد بالرضا بما قسمه الله له في بعض الأحاديث الشريفة، فقال النبي – صلى الله عليه وآله - في أحدها: (وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس). وذلك لأن الدنيا ما كملت لأحد فمن الناس من ابتلي بصحته، أو ولده، أو ماله، أو غير ذلك، فكان حري بمن وقع عليه أمر من الله تعالى أن ينظر إلى من هو أقل منه في العطاء ولا ينظر لمن هو خير منه، لأن الجميع قد أصابهم امتحان من الله سبحانه تعالى، وقوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} المائدة 16.
يجب على الفرد أن يعلم أن الرضا بقسمة الله، وقضائه في الواقع عليه واجب شرعاً، {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48]، وعليه يجب على الفرد أن يصبر لحكم الله تعالى، وينظر في حكمته، ويستيقن أن الله سبحانه وتعالى ما وضع شيئاً غير موضع؛ إلا وله حكمة من وراء ذلك، وأن المؤمن مهما أصابه من مكروه لا يحبه ويرجوه فعليه أن يدرك دائماً أن الصبر والرضا مفتاح التيسير، وأنه يجلب له الخير الكثير، فقد يكون من وراء هذا البلاء، رضا وقناعة وسعادة لما قد يرزقه الله من بعد هذا البلاء.
هناك بعض الأمور المعينة على الفرد ان يدركها والتي من خلالها يتم تحقيق الشعور بالرضا بما قسم الله تعالى له، ومن تلك الأمور:
ـ أن يعلم الفرد بأن مهما كان مقدار ونوع الرزق فهو بيد الله تعالى، فمهما كان سعيه فإنه لا يحصل إلا ما كتب الله له.
ـ أن يكون الفرد على قدر كافي من اليقين بأن السعادة ليست مقترنة بوفرة المال، بل إن السعادة تكون في الرضا والقناعة.
ـ أن يعتاد الفرد النظر في حال من هم أقل منه رزقاً وقسمة، ولا ينظر إلى من فضلوا عليه في الأرزاق.
ـ أن يتوجه الفرد لربه بسؤاله البركة في الرزق الحلال.
* إذا فان الإنسان الراضي لا يعرف الخراب، وان من لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً. وان توفر الوقت للتأمل والتكفير هو الشيء الوحيد الذي يبعث على الرضا. وأخيرا فان الرضا هو الاكتفاء بالموجود.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN