مصبا- الكهف : بيت منقور في الجبل ، والجمع كهوف ، وفلان كهف ، لأنّه يلجأ اليه كالبيت على الاستعارة.
مقا- كهف : كلمة واحدة ، وهي غار في جبل.
لسا- الكهف : كالمغارة في الجبل ، إلّا انه أوسع منها ، فإذا صغر فهو غار.
وتكهّف الجبل : صارت فيه كهوف. وتكهّفت البئر : صار فيها مثل ذلك. ويقال : فلان كهف فلان أي ملجأ. الأزهري : يقال : فلان كهف أهل الريب ، إذا كانوا يلوذون به ، فيكون وزرا وملجأ لهم. واكيهف : موضع.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الغار الذي يلجأ اليه ، وبمناسبة هذا القيد يشتقّ منها أفعال ، فيقال : تكهّف.
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ... تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} [الكهف : 16، 17]. {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [الكهف : 25]. {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ ... فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } [الكهف : 9 - 11].
قد سبق في الرقم ما يتعلّق بهذا الكهف وأصحابه فراجع.
ويستفاد من هذه الآيات الكريمة : أنّ اصحاب الكهف كانوا فتية مؤمنين بربّهم زادهم اللّٰه هدى.
وكان قومهم يعبدون من دون اللّٰه آلهة ، وإنّ الفتية اعتزلوا عنهم خوفا عن أذيهم وظلمهم ، فأووا الى الكهف.
ولبثوا في الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا.
وأمّا خصوصيّات زمانهم وحالاتهم وحياتهم وكهفهم ومدينتهم : فلم يصل إلينا منها سند قاطع {رَجْمًا بِالْغَيْبِ ... قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} [الكهف: 22].
_______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .