مفهوم اللون في الحضرات القديمة:
        ... أما في الحضارات القديمة ، فقد كان للون مفاهيم أخرى ، ومثال ذلك ان البابليين اتخذ من اللون رمزا : (فقد أعطوا في تقاليدهم وعباداتهم لكل نجم من نجوم فلك الشمس السبعة لوناً يرمز إليه، فالأسود يرمز لزحل، والأحمر الغامق رمز للمشتري، والأحمر الفاتح رمز للمريخ، والذهبي رمز للشمس، ويرمز الأبيض المصفر للزهرة) [1] ، كما نجد الآن في المتاحف أحجاراً ملونة ، كالتعاويذ أو الخرافات التي كانت تستعمل لأغراض دينية أو سحرية.
         وفي الحضارة الفرعونيّة الامر ذاته، إذ كان الفراعنة يعتقدون أن وضع الاحجار الملونة مع الميت تنفع مع الإنسان في العالم الغربي(الآخرة)، فالحجر الأخضـر يفتح فم المتوفى ليعود له الكلام ، فهو يدل على الحياة والتجرد ، والحجر الاحمر نقي يعطيه الدم ،باعتبار مصدر الحياة ، وتوضع معه قطعة ذهبية لتعطيه الصحة، وكأنها مستوحاة من الشمس ، وثالثة بنية لترد له النفس باعتبار الأرض منبت للزرع .
         اذاً اكتسب اللون وألفاظه مفاهيم من خلال الترسبات الفكرية والعقدية والاجتماعية، والظواهر الكونية، مما جعل من احضار تلك الالوان أو ألفاظها احضارا لتلك المعاني.
 
 
[1] دملخي: إبراهيم الألوان نظرياً وعملياً: 78.