المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
ضمن مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) العلمي باحث من جامعة الكوفة يناقش القرآن الكريم في فكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
2024-07-29
ضمن مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) العلمي باحث عراقي يتناول القرآنية في كلام الإمام الحسن (عليه السلام)
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية ورقة بحثية تسلط الضوء على قيادة العباس بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وشجاعته
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية من باكستان.. ورقة بحثية تركز على منهج الأئمة (عليهم السلام) في تربية الفرد والأمة
2024-07-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية دراسة تحليلية تتناول خطاب الإمام السجاد (عليه السلام) في الشام
2024-06-29
ضمن مؤتمر أسبوع الإمامة باللغة الإنجليزية باحث سويدي يناقش دور العلاقة بين رجال الدين والدولة في الإسلام الشيعي
2024-06-29


النداءات الإلهية


  

1065       01:48 صباحاً       التاريخ: 2023-09-16              المصدر: الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
  النداءات الإلهية
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

 الآية  مورد البحث هي أول آية قرآنية تبدأ بخطاب يَا أَيُّهَا النَّاسُ }(1).
القران الكريم جامع لحكم واحكام اكمل الشرائع السماوية، وإن الصفة الغالبة على أسلوبه في تبيين «أحكام» الدين هي صفة الخطاب، وأفضل شاهد على ذلك هو احتواؤه على عدد كبير من النداءات. وعلى العكس من الكتب العلمية، والفلسفية، والقانونية البشرية التي تطرح مباحثها بأسلوب القضايا الخبرية، أو القضايا الحقيقية، من دون اللجوء إلى الخطاب، فإننا نعثر في الكثير من الآيات القرآنية على خطابات من قبيل: (يا أيها الذين آمنوا)، و(يا أيها الناس)، و(يا عباد).
ففي القرآن الكريم حتى إذا صب الحكم (الواجبات والمحرمات الفقهية والحقوقية والأخلاقية) في قالب قضية أو خبر، فإن روحه تكون إنشاء وخطاباً وليس إخباراً. بالطبع إن تعليم المعارف البرهانية (ما كان وما لم يكن)، والاحتجاجات العقلية، او انماط الشهود القلبي هو في الحقيقة خبر؛ على الرغم من أن تبيين محتويات تلك الأمور هو بصورة الخطاب؛ إلا أن الخطاب قابل للجمع مع الخبر.
إن للاستعانة بأسلوب التخاطب هذا ثماراً؛ من جملتها أن لله يمنح الناس شخصية من خلال مخاطبتهم، ويصنع منهم اناساً ملتزمين وعلى مستوى المسؤولية. كما أن الله عز وجل يذيق المخاطبين لذة الحضور في حريمه وحضرته جل وعلا، كي تستقر حقائق المعارف في قلوبهم عند تعليمهم إياها، ولا يؤثر فيهم التعب والنصب في أثناء العبادة العملية. من هذا المنطلق يقول الإمام الصادق عليه السلام : (لذة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء) (2). كما أن الخطاب من دون واسطة له من الجذابية ما ليس للخطاب مع الواسطة. بناء على هذا، هناك فرق بين (قل يا ...) و(يا ...).
إن الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وبصورة النداء من دون واسطة، في  الآية  مورد البحث يمهد الأرضية لدى المخاطبين، الذين هم عامة الناس، لقبول العبودية.
النداءات الإلهية في القرآن الكريم تكون حيناً بواسطة؛ مثل: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [الأعراف: 158] ، و{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 64]؛ ، حيث جعل الله سبحانه وتعالى النبي الأكرم عليه السلام هو المخاطب ليوصل نداءه إلى الناس من خلاله، وتكون حيناً آخر بلا واسطة؛ كالخطاب الذي جاء في  الآية  محل البحث. بالطبع إن التعبير اللفظي هو الذي يكون من دون واسطة، وإلا فإنه في تنزل الوحي لابد أنه سيكون بواسطة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)كما أن قسما من النداءات الإلهية في القران الكريم هي نداءات تشريعية، اي خاصة بالناس (من جهة تمتعهم بالأفعال الإرادية)، وهناك قسم منها يحكي النداء التكويني الموجه لمجموعة نظام الخلقة؛ مثل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [فصلت: 11] ، أو الموجه إلى كل من الوحدات الخاصة لنظام الكون: مثل: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] . والنداءات التكوينية العامة والشاملة تشمل الإنسان أيضاً؛ ذلك أن الإنسان هو جزء من مجموعة نظام الخليقة.
والنداء بلا واسطة يدل على أن هناك علاقة مباشرة وفعلية بين الله سبحانه وتعالى والإنسان، وأن الله عز وجل يشمل الإنسان بألطافه على نحو مباشر؛ إلاً أن الإنسان الغافل والجاهل يقطع الرابطة بينه وبين الله أو يضعفها بسوء اختيار منه فيحرم من لطفه جل وعلا.
إن نداءات القرآن لا تختص بزمان محدد أو أشخاص معينين، بل إنها حية وحاضرة لكل العصور والأمصار والأجيال. من هذا الباب فإن قول «لبيك» عند سماع خطاب (يا أيها الذين آمنوا) هو من آداب تلاوة القرآن، وهذا إشعار بكون النداءات القرآنية مباشرة وحية وفعلية، وإلاً فقول لبيك استجابة لنداء قد فات زمانه لابد أن يكون بلحاظ استرجاع ذكرى ان خطاب الماضي في الذهن، ولا يمكن أن يكون جدياً أو عن حقيقة. إذن فنداء -(يا أيها الناس)، الذي تنعدم فيه الواسطة، هو علامة على العلافة الوثيقة اليي تربط العبد بمولاه، وما لم تقطع أو تضعف هذه العلاقة الحسنة من جانب الإنسان، فإنها تحفظ وتستمر من جانب الله سبحانه وتعالى.
إن خطاب (يا أيها الناس) لا يشبه الخطابات العادية؛ إذ أن سعة كل نداء وخطاب هي بمقدار رؤية المنادي والمخاطب، والمنادي إما أن يكون هو الإنسان، الذي لا يرى بعينه الظاهرية إلا الحاضرين أمامه فيخاطبهم، وإما أن يكون هو الله عز وجل الذي يرى حتى الناس في المستقبل فيوجه الخطاب إليهم أيضاً. يقول أمير المؤمنين عليه السلام إن الله كان عالماً من قبل تحقق المعلوم: (عالم إذ لا معلوم)(3). ويقول بخصوص البصر ايضا: كان شاهدا حينما لم يكن قد تحقق مشهود: «بصير إذ لا منظور إليه من خلقه»(4).
لما كان الناس كافة -من الحاليين والمستقبليين -مشهودين من قبل الله عز وجل، فإن النداء القرآني يستوعبهم جميعاً ولا يعود حينها مجال لطرح البحث الأصولي المعروف في أنه «هل تشمل الخطابات الشفهية للقرآن، لفظاً أو ملاكاً، المعدومين في حين الخطاب أم لا؟». بالطبع إذا تنزل المرء بالخطاب القرآني إلى مستوى المفاهمة وثقافة المحاورة العرفية، أو قال: إن القرآن يتكلم آخذاً المخاطبين بنظر الاعتبار، أصبح من المناسب طرح مثل هذا البحث.
إن خطاب (يا أيها الناس) هو دعوة عامة تشمل المؤمنين وأهل الكتاب وحتى الملحدين أيضاً، بيد أن شمول الخطاب بالنسبة للمؤمن، والمنافق، والكافر هو في البعد الملكي للآية بينما شموله بالنسبة لخصوص المؤمنين هو في البعد الملكوتي لها؛ ذلك أن «الناس» الحقيقيين هم المؤمنون أنفسهم فحسب، وأن غير المؤمنين هم أشبه بالأنعام، بل هم أخس منها: {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [الأعراف: 179]. إذن فإن لكل من الملك والملكوت مرتبته الخاصة وإن خطاب (يا أيها الناس) بالنسبة للمؤمنين قابل للتبيين من خلال التقربين؛ وإن كان بالنسبة لغير المؤمنين فإنه يكون قابلاً للتبيين على أساس المحاورة الملكية فحسب.
ــــــــــــــــــــــــــ
1. يروي الشيخ الطوسي رحمه الله عن علقمة والحسن: «أن كلما في القران (يا أيها الذين آمنوا) نزل بالمدينة وما فيه (يا أيها الناس) نزل بمكة»، (التبيان، ج1، وص98). لكن القبول بهذا المدعى مرهون بالتتبع التام. ف الآية  محل البحث نزلت في المدينة. يقول القرطبي بعد النقل المذكور: «وهذا يرده أن هذه السورة والنساء مدنيتان وفيهما «يا أيها الناس»، (الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص216). ومما يجدر الالتفات إليه أنه قد يعثر على آية مكية في سورة مدنية وأن السبيل الأساسي لإثبات ذلك هو عن طريق النزول. عنوان «الناس» استخدم في القرآن الكريم أكثر من غيره من العناوين مثل «المسلم» و«المؤمن». وعلى فرض أن (يا أيها الناس) نزلت في مكة، وأن  الآية  محط البحث هي آية مكية على الرغم من وجودها في سورة مدنية، فإن الخطاب فيها لا يخص المشركين: لأنه كان يوجد في مكة مسلمون أيضا. لذا فإن تفريع الزمخشري غير صائب؛ إذ أنه بعد أن روى عن علقمة أن (يا أيها الناس) مكية قال: «فقوله: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) خطاب لمشركي مكة)، (الكشاف، ج 1، ص89).
2. مجمع البيان، ج 1 - 2، (صلى الله عليه واله وسلم)490.
3. نهج البلاغة، الخطبة 152.
4. نهج البلاغة، الخطبة 1.
 


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...